جدَّد حكم مثير للدهشة، صادر عن القضاء التركي اليوم الثلاثاء، التأكيد على هيمنة الديكتاتور رجب طيب أردوغان- على حد وصف المراقبين- على كل المؤسسات الحكومية في البلاد، وتوظيفها لخدمة بقائه في السلطة، وكشفت معلومات حصلت عليها «عاجل»، عن ملابسات الحكم الصادر من القضاء ضد رئيس الحكومة السابق، أحمد داوود أوغلو، بسحب أرض جامعة «إسنطبول شهير»، التى كان ينوي إنشاءها، بعد حصوله على كل الموافقات الرسمية قبل اعتراضه على هيمنة أردوغان على كل الصلاحيات في تركيا.
وبعدما بادر أحمد داوود أوغلو بإعلان اعتراضه الرسمي على هيمنة الديكتاتور التركي، رجب أردوغان، على كل الصلاحيات في البلاد، تحت ما يسمى بـ«الرئاسة التنفيذية»، ثم تأسيس حزب معارض (المستقبل) يحظى بشعبية كبيرة في مواجهة الحزب الحاكم الذي يقوده أردوغان، أوعز الرئيس التركي للقضاء بإصدار حكم بسحب أرض الجامعة من أحمد داوود أوغلو».
الحكم الذى أصدره القضاء التركي بسحب أرض الجامعة (رغم استيفاء كل الموافقات الرسمية السابقة) دفع شريحة كبيرة من المواطنين الأتراك إلى التأكيد بأنّ القضاء انزلق لتصفية الحسابات لصالح أردوغان، في محاولة مفضوحة لإبعاد البرفيسور أحمد داوود أوغلو من المشهد السياسي، لاسيما أنّه حصل على الأرض قبل عدة سنوات بقرار حكومي لإنشاء الجامعة، لكن الديكتاتور أردوغان تعمّد توريط رئيس الحكومة السابق في مشكلات مالية كبيرة مع البنوك التي اقترض منها مبالغ كبيرة لتأسيس الجامعة.
وعقب صدور الحكم المسيس من القضاء التركي، سارع الديكتاتور أردوغان بالتصديق عليه، ما يعني إغلاق الجامعة، وهو الحكم الأسرع في تاريخ البلاد رغم أنَّ هذا النوع من القضايا يمتد لسنوات بالمحاكم، ما دفع أحمد داوود أوغلو إلى وصف الحكم بأنه كيدي وظالم، معبرًا عن حزنه بأن تتحكم السياسة في إجهاض أهم مشروع تعليمي في تاريخ البلاد، ممثل في جامعة: اسطنبول شهير، التى كانت تصنف بأنها واحدة من أفضل الجامعات على مستوى تركيا، بحكم التجهيزات والكادر الأكاديمي المحترف.