يتحرك مسلي آل معمر، رئيس مجلس إدارة نادي النصر، من أجل إجراءات تغيرات جذرية داخل فريق كرة القدم، من أجل ترتيب البيت من الداخل وإعادة الانضباط المفقود إلى غُرف الملابس، على نحو ينذر بالإطاحة بالعديد من الأسماء الرنانة بين صفوف العالمي.
وتفجرت الأزمات مجددًا داخل أروقة أصفر الرياض في أعقاب الخروج المخيب من كأس خادم الحرمين الشريفين، إثر الخسارة في عقر الدار أمام ضيفه الفيصلي، بهدف دون ردّ، في المباراة التي جرت مطلع الأسبوع الجاري، على ملعب مرسول بارك، لحساب نصف نهائي البطولة.
وبات العالمي على أعتاب موسم صفري جديد، بعدما دفع ضريبة البداية الكارثية في دوري المحترفين السعودي، ليخرج نظريًا من حسابات المنافسة على اللقب، حيث يكافح حاليًا من أجل حجز مقعد مؤهل إلى دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل، إلى جانب إهدار فرصة حصد لقب الكأس، على الرغم من خروج الكبار من الأدوار الأولى للبطولة.
وبدأ آل معمر، الذي حظي بثقة أعضاء الجمعية العمومية ليدشن حقبة جديدة مع النصر حتى عام 2025، إجراء مشاورات موسعة من أجل ثورة تصحيح شاملة في مكونات الفريق، على رأسها الاستغناء عن المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، في تراجع مردود هداف العالمي على نحو لافت، إلى جانب حالة الانفلات التي سيطرت عليه مؤخرًا.
ونال حمدالله الكثير من الانتقادات بعدما سجل رقمًا سلبيًا في المسابقة بإهدار 3 ركلات جزاء من أصل 4 حصل عليها هذا الموسم مع النصر، كما وقع المغربي على 6 أهداف فقط بعد مرور 24 جولة من عمر المسابقة.
وأكمل الهداف المغربي سلسلة الأرقام الضعيفة والحصاد المخيبة، بالقيام بحركة غير أخلاقية ضد مدافع الفيصلي، في ليلة الخروج من الكأس، ليترقب عقوبات قاسية من لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، في حال إدانة حمدالله رسميًا.
ويسعى فارس نجد إلى التحرك مبكرًا لتدعيم الخط الأمامي، وتأمين مهاجم عالمي لتعويض الرحيل المرتقب للمهاجم المغربي، حيث طرحت العديد من الأسماء الكبيرة لجلب أحدها إلى الفريق في ميركاتو الصيف المقبل، على رأسها الكولومبي رادميل فالكاو، هداف جلطة سراي التركي.
ولا يبدو حمدالله المحترف الأجنبي الوحيد المهدد بالرحيل عن النصر في الصيف المقبل، حيث يبدو بقاء المغربي الأخر نور الدين أمرابط محل شك، على الرغم من استعادة الكثير من البريق تحت إمرة المدرب ألين هوفارت، غير أنَّ بقاء الكرواتي على رأس الفريق الأول باتت غير واردة.
وكان الثنائي المغربي محل انتقادات واسعة أيضًا، خلال الساعات الماضية، بعدما تركا الفريق أثناء فترة التوقف الدولي من أجل العودة إلى الديار لقضاء إجازة سريعة، قبيل أيام من مباراة الفيصلي في نصف نهائي الكأس.
وباستثناء الحارس براد جونز، ومتوسط الميدان البرازيلي بيتروس ماثيوس، لا يأمن محترفو النصر الأجانب على مقاعدهم في الفريق، حيث تُعيد إدارة آل معمر النظر في بقاء المدافع البرازيلي مايكون بيريرا، مع خروج الكوري جين سو كيم من حسابات العالمي، وكذلك الحال بالنسبة للأرجنتيني بيتي مارتينيز.
ويعد الأوزبكي مشاريبوف، جناح العالمي المُعار إلى صفوف فريق شباب الأهلي الإماراتي، أول صفقات العالمي في ميركاتو الصيف، إلى جانب البحث عن 4 لاعبين لتدعيم الخط الخلفي ومراكز صانع الألعاب والجناح والمهاجم الصريح.
وتُشير مصادر مقربة من النادي، إلى احتمالية فك الارتباط مع حسين عبد الغني، المدير التنفيذي للعالمي، في ظل العديد من الأزمات التي ضربت أصفر الرياض منذ تولى المنصب، وكان طرفًا في بعضها، وأبرزها المشادة المثيرة للجدل مع مهاجم الشباب سيبا، إلى جانب غياب الانضباط وعدم القدرة على السيطرة على الفريق.
ويسابق النصر الزمن من أجل حسم ملف المدير الفني قبل نهاية الموسم الجاري، من أجل الإعداد بشكل جيد للمنافسة على الألقاب، بعدما أدى هوفارت المهمة بشكل جيد، وقاد الفريق لحصد لقب كأس السوبر، حيث يفتش في أروقة القارة اللاتينية لاختيار أحد الأسماء القادرة على إعادة البريق بعد تعثر المسارات نحو الإسباني تشابي هيرنانديز مدرب السد القطري، والروماني أولاريو كوزمين.
ويحتل النصر المركز الخامس على سلم ترتيب دورس كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، برصيد 36 نقطة، قبل 6 جولات من ختام الموسم، بفارق نقطتين فقط خلف التعاون، صاحب المركز الرابع، أخر المقاعد المؤهلة إلى دوري الأبطال.
اقرأ أيضًا: