أكد وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية شاه محمود قريشي أن زيارة رئيس وزراء باكستان عمران خان إلى المملكة العربية السعودية الآن تعكس إصرار البلدين على تعزيز العلاقات وتعميقها بينهما، وخاصة في ظل عملية السلام الجارية حاليًا في أفغانستان والأوضاع الأمنية في جنوب آسيا.
وأضاف قريشي، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الإخبارية، أن هذه الزيارة تأتي عشية زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان.
وتابع: العلاقات السعودية الباكستانية علاقات راسخة قوية تاريخية واستراتيجية، وهي مبنية على الثقة، وتركز على الناس، والآن نحن نريد أن نأخذ هذه العلاقات إلى اتجاه جديد قوامه الاستثمار الاقتصادي وتوسيع الاستثمارات المشتركة، وكذلك توسيع فرص العمل للباكستانيين في المملكة العربية السعودية؛ لأن المملكة تحتل مكانة خاصة في نفوس الباكستانيين كونها موطن الحرمين الشريفين.
وعن دور المجلس التنسيقي السعودي الباكستاني، قال قريشي إن هذا المجلس يركز على التفاعل بين الدولتين على أعلى المستويات ويأخذها إلى مرحلة المؤسسية لكي يكون هناك تنسيق بين البلدين في كافة المجالات سواء كانت الأمنية أو الاقتصادية أو الثقافية، وقد تم وضع آلية لضمان هذا التفاعل بحيث يكون مستمرًا.
وحول التنسيق الأمني بين البلدين وخاصة في ملف الإرهاب، أكد قريشي أن تم خلال اللقاءات مع ولي العهد السعودي نقاش حول كيفية مساعدة باكستان للمملكة على حفظ الاستقرار والأمن وهذا التنسيق مستمر.
وحول كيف تتعامل باكستان مع التدخلات الإيرانية لزعزعة المنطقة، قال قريشي إن إيران دولة جارة وما يهمنا هو الحفاظ على أمن حدودنا واستقرارها مع إيران، مثنيًا على دور المملكة العربية السعودية ونشاطها الدؤوب في التفاعل مع جميع الأطراف في المنطقة لضمان الأمن والاستقرار.
وبخصوص سؤال عن محاولة البعض زعزعة العلاقات بين باكستان والمملكة، أكد قريشي أنه لا يمكن السماح للرافضين للعلاقة بين البلدين أن يقوضوا هذه العلاقات؛ لأن المملكة العربية السعودية تقدر مساهمة الشعب الباكستاني في تطورها الاقتصادي، وهذه العلاقات ستبقى قوية وراسخة، وطالما كانت قوية ولا يمكن أن يزعزعها أحد.
وعن توقيع اتفاقيات بين البلدين، أوضح وزير خارجية باكستان أن تم توقيع 5 مذكرات تفاهم بين ولي العهد ورئيس وزراء باكستان عمران خان تتعلق بالأمن، كما تم توقيع اتفاقيتين مع وزير الداخلية الباكستاني تتعلقان بتسليم المدانين ومحاربة الجريمة، والرابعة والخامسة وقعت عليهما بنفسي وإحداهما تتعلق بمنع تهريب المخدرات والأخرى ستسمح لصندوق التنمية السعودي باستثمار 500 مليون دولار في البنية التحتية بباكستان.
وحول محاربة التطرف من قبل البلدين، أكد قريشي أن باكستان والمملكة العربية السعودية ملتزمتان بالقضاء على التطرف وترويج الصورة المعتدلة للإسلام، فالإسلام دين سلام ودين يتبع الشريعة والسنة وهو الدين الذي يحترمه جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن أن نسمح بأن يضيع الإسلام بتقديم صورة متطرفة وأصولية.