خبير نفسي يفضح شخصية أصحاب فيديو المتلاعبين بالطفل اليتيم

تجرَّدوا من مشاعر الإنسانية وسخروا منه وتضاحكوا عليه..
خبير نفسي يفضح شخصية أصحاب  فيديو المتلاعبين بالطفل اليتيم

تداول عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي، فيديو يسخر فيه بعض الأشخاص من طفل يتيم، بإيهامه أن والدته المتوفاة تكلمه بالجوال، فيما يقوم المسكين بالرد على المكالمة الزائفة قائلًاً «يوما انت بتجين»، وعندها تنطلق الضحكات من المستهترين.

وتعليقًا على  تلك الواقعة المؤسفة، قال لـ«عاجل» المختص بعلم النفس العام، والسيبراني يوسف السلمي: السخرية والاستهزاء باليتيم أحد صور العنف النفسي، ولها أثر سلبي عميق يمتد مع الطفل اليتيم إلى سن متأخرة، وقد تجعل اليتيم تحت طائلة المرض النفسي، ليصاب بالإقلال من ذاته، ويفقد شخصيته بشكل حقيقي، وبالتالي لا يمكنه التعرف على قدراته وإمكانياته؛ ولكن يركز على عقدة النقص لديه.

وأضاف السلمي: اليتم وفقده لأبويه، هي حالة من النقص عن الآخرين، وبالتالي تملأه مشاعر الإحباط والخجل والانسحاب الاجتماعي والانطواء، وربما الحقد على المجتمع؛ لأن اليتيم يفتقد في الأساس لإشباع حاجات أساسية لديه في سن مبكرة، وربما يخرج هذا شعوره بالنقص وعدم الاشباع، إلى تصرفات عدائية نحو الذات أو الآخرين.

وتابع السلمي: إن عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية كالأكل والشرب في سن مبكرة، وكذلك فقدان حنان الأم وافتقار الطفل للحاجات النفسية والاجتماعية، يتطلب من المجتمع  الدعم لليتيم،  كي يعوض هذا النقص، وحتى تسير وتنمو طفولته بشكل سليم مثل أقرانه لا أن يكون اليتيم محورًا للاستهزاء والسخرية والتعنيف والأذى النفسي.

ولفت السلمي، إلى أن ديننا الحنيف كثيرًا ما حثنا على الإحسان إلى اليتيم وإكرامه والعناية به، وشدد في كثير من الآيات والاحاديث النبوية  على أن  هذا العمل من أقرب الأعمال إلى الله، كما توعد من تعدى على مال اليتيم أو ظلمه، أو تعدى عليه وقهره، فقد قال سبحانه وتعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) فإذا لم تستطع أن تحسن لهذا اليتيم وتلحق بركب الصالحين فلا تسئ له، فقد ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين»، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.

وأكد السلمي، أن هؤلاء الأشخاص الذين خلت قلوبهم من الرحمة وتجردوا من الإنسانية بسخريتهم واستهزائهم بهذا الطفل اليتيم؛ لديهم علامات تشير إلى خلل في الصحة النفسية والشذوذ وعدم السواء، مشيرًا إلى أن السخرية إلى هذا الحد قد تشير إلى إصابة الفرد بمرض عقلي يصنف تحت الاضطرابات الشخصية.

وأردف السلمي: قد يكون الشخص المستهزئ باليتيم  «سيكوباتي» أي ضد المجتمع؛ حيث لا يُظهر هذا الشخص أيًا من علامات التعاطف والرحمة بالآخرين، ولا الندم على ما أقدم عليه،  وما ألحقه بالآخرين من ضرر، والخروج عن أعراف المجتمع والتقاليد والانحراف والجنوح.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa