قضت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار إبراهيم عبدالخالق عبدالله، بمعاقبة ربة منزل تدعى »هنيات» بالإعدام شنقًا، لاتهامها بقتل طفلة بالجيزة؛ بهدف سرقتها من أجل شراء هدية عيد الحب لزوجها.
وتعود الواقعة إلى عام 2017، حينما قادت الصدفة "محمود أ." -الطالب بالمرحلة الثانوية في قرية بهرمس بمحافظة الجيزة- إلى اكتشاف الجريمة، فبينما كان يسير واضعًا حقيبته على ظهره، ممسكًا بكشكول صغير في يده، اصطدم فجأة بجوال أبيض، وبمجرد النظر إليه انتابه قلق وفزع دعاه للابتعاد عنه، وتبادر إلى ذهنه ما سمعه عن اختفاء الطفلة شمس، فتضاعفت شكوكه، فاستجمع شجاعته واقترب مرة أخرى من الجوال، ليجد نفسه أمام جثة الطفلة البريئة.
وبحسب ما نشرته جريدة «الشروق المصرية»، ترك محمود حقيبته، وهرول إلى منزل الطفلة، فالأجواء هناك تشبه المأتم، تجلس الأم ومن حولها نساء العائلة، لا يملكن سوى البكاء والدعاء بأن تعود إليهم شمسهم، وعلى الجانب الآخر يجلس الأب مع أشقائه، في محاولة لأخذ قسط بسيط من الراحة قبل بدء جولة جديدة من البحث عن طفلته الغائبة.
وبمجرد أن وطئت قدم الطالب الريفي إلى منزل شمس، تلعثمت الكلمات على شفتيه، ولم يقدر على النطق سوى بإخبارهم أنه وجد الطفلة أمام الجمعية الشرعية، فخرج الجميع مهرولين شوقًا إلى رؤية طفلتهم وارتسمت على وجوههم سعادة لم تدم طويلًا، انقطعت بوصولهم إلى المكان الذي أخبرهم محمود بوجود طفلتهم فيه، فالأعين تنظر وتبحث فلا تجد أي أثر للطفلة، إلى أن أشار محمود بإصبعه نحو الجوال، ليفتحه الأب بوجه مقبوض، فيجد ابنته مقتولة.
ماتت شمس وحلّ السواد بالقرية الهادئة، وظلام في الخلاء والعمار، وهبت عواصف الخوف على الكبير قبل الصغير، وثمة تساؤلات تطرح نفسها عن مقتل الطفلة البريئة، فالكل خائف من شبح مجهول خطف الطفلة من أمام منزلها.
أبلغ الوالد الشرطة بالعثور على ابنته مقتولة، لتتوقف عمليات البحث عنها في القرى والمناطق المجاورة، والتي بدأت منذ تلقيها بلاغًا باختفائها، فحضرت قوة أمنية من مركز الشرطة وتحفظت على الجثة لعرضها على الطب الشرعي، وهنا تأكدوا بأن الطفلة قتلت.
في وسط تلك الأجواء، وداخل محل لبيع المجوهرات، نشبت مشادة كلامية بين «عمرو ع.» وبائع يعمل لديه، عندما صارحه الأخير بحضور سيدة إلى المحل في غيابه تتعذر بمرورها بضائقة مادية وتريد بيع حلق خاص بطفلتها، فاشتراه دون أية نية داخله لتكذيبها، فانطلقت الشكوك داخل «عمرو» بأن الطفلة شمس قتلت على يد هذه المرأة، والحلق خاص بها.
ذهب مالك محل المجوهرات إلى رجال الشرطة الذين تزامن وجودهم داخل منزل شمس، وأخبرهم بالواقعة وامتلاكه فيديو للسيدة بائعة الحلق خلال وجودها داخل المحل، لتبدأ تحرياتهم حولها لكشف لغز الجريمة.
ذهب الأب ومن ورائه قرية بأكملها لدفن شمس، وأعينهم وقلوبهم تترقب جهود الشرطة في العثور على قاتلها، حتى يتلقون عزاءها، وتخرج القرية من رعب وفزع ألم بصغيرها وكبيرها.
مرت الأيام وانتهت التحقيقات التي كشفت عن القاتلة، فبينما كانت شمس الطفلة البريئة تعتاد اللهو أمام منزلها والذهاب إلى جارتها «هنيات» لتجلس وتتسامر مع ابنتها الرضيعة، فكّرت الجارة التي تمرّ بأزمة مالية وتريد شراء هدية لزوجها بمناسبة عيد الحب، في قتل الطفلة؛ لتظفر بحلق ذهب رأته يزين أذنيها.
فاستدرجت المرأة عديمة القلب، الطفلة إلى منزلها لتتسامر مع رضيعتها كالعادة، وقد تبلدت مشاعرها وغابت عنها الرحمة، لتنهال على شمس داخل غرفة الماشية وخنقتها بطرحة، لتصعد أنفاسها الأخيرة دون أن يستمع أحد لصرخاتها المكتومة، ووضعتها في جوال تاركة إياها داخل الغرفة، بعد أن حصلت على مرادها ونزعت الحلق الذهبي من أذني الطفلة، وحينما بدأت رائحة الجوال تفوح بعد 3 ليالي، ألقته القاتلة أمام الجمعية الشرعية بالقرية.
يذكر أن محكمة جنايات الجيزة قررت في 26 سبتمبر، إحالة أوراق «هنيات» إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في الحكم عليها بالإعدام.