«أمهات السبت» يتحدين أردوغان ويطالبن بالكشف عن مصير أبنائهن المختفين قسرًا

تظاهراتهن لم تنقطع منذ عقدين ونصف بإسطنبول
«أمهات السبت» يتحدين أردوغان ويطالبن بالكشف عن مصير أبنائهن المختفين قسرًا

تسبب انتشار فيروس «كورونا المستجد» على نطاق واسع بتركيا، في تغيير آليات ما تُعرَف باحتجاجات «أمهات السبت»، التي تنطلق أسبوعيًّا وسط إسطنبول ومدنٍ أخرى في البلاد، مطالبات حكومة أنقرة بالكشف عن مصير أبنائهن وأزواجهن المحتجزين قسرًا في السجون التركية.

ورغم قرار أنقرة منع التجمُّعات الكبيرة في عطلة نهاية الأسبوع، كإجراء احترازي على خلفية انتشار فيروس «كورونا المستجد»؛ فإن «أمهات السبت» خرجن في تظاهرات أكثر من مرة انطلقت وسط إسطنبول الشهر الماضي.

ولم تقتصر المشاركة –كعادتها– على النساء وحدهن، بل انضمَّ إليها الرجال أيضًا بجانب ممثلين عن المجتمع المدني ومؤسسات حقوقية بارزة.

وهذا السبت يحمل الرقم (803) منذ بدء أولى احتجاجات الأمهات اللواتي عرَّفن أنفسهن لاحقًا بـ«أمهات السبت»، بعد تظاهراتهن المتكررة أسبوعيًّا منذ عقدين ونصف في ساحة «جلطه سراي» بإسطنبول؛ حيث يطالبن منذ ذلك الحين بمعرفة مصير أبنائهن الذين اختفَوا بعد اعتقالهم منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وخصَّصت الأمهات هذا الأسبوع لمحمد سليم آكار. وتحدَّث محاموه وأشخاصٌ من عائلته عبر خاصية البث المباشر على المنصَّات الاجتماعية، إلى تجمُّع «أمهات السبت»، مُحمِّلين الحكومة مسؤولية اختفائه منذ اعتقاله يوم 20 أغسطس 1994.

ولم تستطع العائلة الكردية التي تنحدر من مدينة ديار بكر، معرفة مصير ابنها المعتقل رغم لجوئها إلى المحكمة الأوروبية التي أدانت تركيا في عام 2004 في قضية اختفائه.

وقالت ماسيدة أوجاك المشارِكة باستمرار في تجمُّع «أمهات السبت» وشقيقة أحد المعتقلين في السجون التركية: «الرئيس رجب طيب أردوغان استمع لمطالبنا ذات مرة في عام 2011، وقال حينها إن مشكلتنا هي مشكلة حكومته، لكنه لم يفِ بوعده رغم تشكيل لجنة لبحث هذه القضية، وحاولت حكومته قبل عامين منعنا من التظاهر رغم أن الدستور يكفل لنا هذا الحق».

وأضافت: «الحكومة انتهكت جميع حقوقنا، ومنعتنا من التظاهر لأكثر من عامين، وهي تخالف الدستور والقانون الدولي، ومع ذلك نحن مُصمِّمون على مطالبنا، ولن نتخلَّى عنها.. وهذا يعني أن احتجاجاتنا ستستمرُّ.. لن نستسلم ولن نتراجع».

وتابعت: «نساءٌ كثيراتٌ اعتُقلن أكثر من مرةٍ لمشاركتهن في احتجاجات السبت، حتى إن صحفيين اعتُقلوا بذريعة المشاركة معنا في تلك التظاهرات.. كذلك لجأت السلطات إلى العنف وتم جر أمهاتنا قبل 3 أسابيع خلال احتجاجاتهن المعتادة في ساحة جلطه سراي؛ لذلك قررنا تكثيف أنشطتنا على الإنترنت، وحوَّلنا كلَّ منصة اجتماعية إلى ساحة تظاهر».

ويوم 25 يوليو الماضي، فرَّقت قوات مكافحة الشغب التركية، تظاهرة لـ«أمهات السبت» في إسطنبول كانت تحمل الرقم 800 للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن اختفاء أبنائهن، واعتقلت بعض المشاركين في الاحتجاج.

وكان الرئيسان المشاركان لحزب «الشعوب الديمقراطي» المؤيد للأكراد برفين بولدان ومدحت سانجار؛ قد انضمَّا إلى هذا التجمُّع قبل أن تتدخَّل الشرطة لمنع الأمهات من الإدلاء ببيانٍ، واعتدت بالضرب على بعض المشاركين.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa