«بلومبرج»: توترات شرق المتوسط استعراض عضلات من أردوغان لفرض تركيا كقوة إقليمية

رغبة في بسط نفوذه..
«بلومبرج»: توترات شرق المتوسط استعراض عضلات من أردوغان لفرض تركيا كقوة إقليمية

ذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أن تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لـ«استعراض عضلاته» في منطقة شرق المتوسط لا تهدف إلى تأمين مصادر بلاده من الغاز، وإنما إلى بناء قوات بحرية قادرة على ضمان وبسط مصالح بلاده كقوة إقليمية.

وقالت، في تقرير: إنه فيما ركز المجتمع الدولي على سباق السيطرة على احتياطات الغاز البحرية في شرق المتوسط، الذي بدأته تركيا وشاركت به اليونان وقبرص وإسرائيل، فإن جذور التوترات المتنامية أعمق من هذا بكثير.

وأضافت، أن التركيز يجب أن ينصب على رغبة أردوغان في بناء قوات بحرية أقوى، مشيرة إلى أن نمو القوات البحرية التركية يكشف حجم طموحات أردوغان لتأكيد وحماية مصالح بلاده كـ«قوة إسلامية إقليمية»، قادرة على «السير بندية جنبًا إلى جنب مع أوروبا وروسيا والولايات المتحدة».

وكان أردوغان قد فاجأ جيرانه من دول المنطقة بقدرات قواته البحرية، والمدعومة بسفن سطحية وغواصات جديدة منتجة محليًّا، ساعدت أردوغان على الانتشار بالخارج وتحقيق قدر من النجاح. وتعمل تركيا على تطوير فرقاطات أكبر، ومن المقرر نقل 27 ألف طن من حاملة الطائرات الخفيفة بحلول العام المقبل.

وفي هذا الشأن، قال الباحث في شؤون الأمن الوطني في، كلية الدراسات البحرية بكاليفورنيا، رايان جينيجراس: «تحت السطح، هناك حزمة من القضايا الدافعة، أهمها فكرة أن تركيا هي القوة الأكبر على ساحل شرق البحر المتوسط ويجب أن تعامل بهذه الطريقة».

وتابع: «ترى تركيا أنها محاطة بجموعة من الخصوم والمنافسين، وستلجأ إلى القوة من أجل تأكيد وضمان موقفها؛ لأنه، كما ترى، تستطيع ذلك».

صناعة الأسلحة المحلية

وتطرقت «بلومبرج» إلى قضية أخرى، وهي أن حالة الصخب التي تحيط السفن البحرية التركية جزء من التوسع الأشمل لصناعة الأسلحة المحلية، التي تشمل طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة مسلحة، فيما يصفه المسؤولون الأتراك بـ«الاستقلال الاستراتيجي» من الموردين بالغرب، الذين بدأت تركيا تعتبرهم خصومًا أكثر من كونهم شركاء.

وترى الوكالة الأمريكية أن أنقرة تستخدم مبدأ القوة نفسه لفرض وجودها على ساحة الصراعات المختلفة المشتعلة بالمنطقة، وفعلت الشيء نفسه وفرضت نفسها في شمال سوريا لضمان كرسي على طاولة المفاوضات. وفي ليبيا، ساعدت القوات تركية في عكس دفة الحرب الأهلية هناك وألقت بالبلاد إلى مصير مجهول.

ولم يخف أردوغان هذه النوايا؛ حيث أعلن مرارًا في خطابات عدة أن «تركيا ستحصل على حصة عادلة من البحر المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجه. إذا قلنا أننا سنقوم بشيء، سنقوم به بالتأكيد، وسندفع الثمن».

عدائية أردوغان

لكن من غير الواضح إلى الآن كيف يمكن التعامل مع ما وصفته الوكالة بـ«عدائية» أردوغان. وكان مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، قال، في حوار سابق، إن «تركيا تهدف للضغط على شركائها في منطقة المتوسط من أجل وضع المصالح التركية في الاعتبار، وهي مصالح لطالما تم تجاهلها في السابق».

وتسببت عدائية أردوغان ونظامه في زيادة التوترات في المنطقة، كما تسببت في عزلة البلد، صاحبة الـ83 مليون نسمة، وتسببت سياساته في زيادة الاستقطاب الداخلي بين التيار المحافظ والتيار الليبرالي.

ونوه الباحث في الشؤون البحرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، هوجو ديسيس، بأن أي من التطورات الراهنة لا تجعل الحرب بين تركيا واليونان أمر محتوم أو محتمل، لكن مخاطر التصعيد في تزايد. ما يجب أن نقلق بشأنه هو تطور ديناميكية الأمر الواقع؛ حيث تتخذ تركيا إجراءات مماثلة لما اتخذته الصين، في إشارة إلى عسكرة بكين لمنطقة بحر الصين الجنوبي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa