السعودية والسودان.. 5 ركائز تعزز العلاقات التاريخية بين البلدين

جهود كبيرة وعمل متواصل
السعودية والسودان.. 5 ركائز تعزز العلاقات التاريخية بين البلدين

ترتبط المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان الشقيقة بعلاقات تاريخية مميزة، تقوم على أساس التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما، وتؤكد توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، توطيد وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات.

حزمة مساعدات إنسانية

وتأتي توجيهات خادم الحرمين الشريفين، التي صدرت إبان الإعلان عن الفترة الانتقالية بالسودان، التي تضمنت تقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية، وكذا إعلان المملكة تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني وفي المحافظة على الأرواح والممتلكات، ودعوة المملكة الشعب السوداني الشقيق بكل فئاته وتوجهاته إلى تغليب المصلحة الوطنية وبما يحقق تطلعاتهم وآمالهم في الرخاء والتنمية والازدهار، تأكيدًا على دعم المملكة لكل ما يضمن للسودان الشقيق أمنه واستقراره وسلامته سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا.

ومنذ ذلك الحين تبذل المملكة جهودًا كبيرة؛ حيث أسهمت بفاعلية في التوصل لاتفاق الشراكة الموقع بين الأطراف السودانية، ودعمت الجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي وأطراف إقليمية أخرى للتوصل إلى ذلك الاتفاق، كما سعت لدعم الحكومة لإنجاح الفترة الانتقالية، وبذلت جهودًا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بصورة نهائية، وتحركت كذلك للضغط على دائني السودان للتوصل إلى اتفاق واسع لخفض ديونه البالغة 50 مليار دولار، وذلك بهدف إعادة السودان إلى مكانه الطبيعي بين دول العالم.

التزام واضح لحل الأزمات

والتزمت المملكة بتقديم 1.5 مليار دولار، كمنحة وجزء من المساعدات الاقتصادية كانت قد أقرتها للسودان في عام 2019، منها مبلغ 750 مليون دولار تم إيداعها في حساب الحكومة السودانية، و500 مليون دولار مخصصة للمساعدة في حل أزمة القمح والدواء والبترول وبعض السلع الأخرى، وتبرز المملكة كإحدى أهم الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالسودان، والداعمة لها لتجاوز الصعوبات الاقتصادية، ومن ذلك إيداعها 250 مليون دولار في البنك المركزي السوداني في مايو 2019، لتعزيز سعر صرف العملة المحلية، كما قدمت مساعدات مالية تجاوزت 250 مليون دولار منذ بداية الفترة الانتقالية، للتخفيف من أي أثر سلبي على المواطن السوداني.

وتعهدت المملكة في شهر مارس 2021 باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار في السودان، وتحرص على التأكد من أن تكون هذه الاستثمارات محفزًا لاستثمارات أخرى حكومية وخاصة، كما قررت المملكة بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، في شهر أبريل الماضي، تقديم 400 مليون دولار للسودان، لمساعدته في توفير مدخلات الإنتاج الزراعي للموسمين الصيفي والشتوي للعام الجاري.

الصندوق السعودي للتنمية

وقدم الصندوق السعودي للتنمية قرضين لتمويل مشروعات في قطاعي الصحة والتعليم في السودان للعام 2020م بقيمة 487.5 مليون ريال سعودي بواقع 243.75 مليون ريال لكل قطاع، ويعد هذان القرضان جزءًا من التمويل المقدم من الصندوق لدعم تنفيذ عشرات المشروعات التنموية في السودان، كما نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 28 مشروعًا في السودان، بلغت قيمتها الإجمالية حتى 30 أبريل الماضي 16.4 مليون دولار.

وتعد العلاقات التاريخية مع الشعب السوداني الشقيق، علاقات قديمة وأصيلة، شهدت تطورًا منذ سبعينيات القرن الماضي، بمساهمة أعداد كبيرة من النخب السودانية في عمليات البناء والنماء والتطور التي شهدتها المملكة، وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين تطورًا مستمرًا منذ استقلال السودان في العام 1956م، وإنشاء أول تمثيل دبلوماسي بين البلدين، فضلًا عن التواصل القائم بين البلدين عبر البحر الأحمر، ومثلت قمة الخرطوم في عام 1967م والتي عرفت بقمة اللاءات الثلاث تحولاً كبيراً في العلاقات السياسية وذلك عند زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله.

مشروعات التنمية الواعدة

وأدت المملكة دوراً مهماً في مشروعات التنمية في السودان، من خلال الاستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها، ومنها المشاركة في مشروع مصنع سكر كنانة، وعدد من المشروعات التنموية الأخرى، ويمثل البعد الاقتصادي أيضًا ركيزة أساسية في العلاقة بين البلدين في مجال الزرا…

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa