كشفت القوارير وزجاجات العطور التي تم العثور عليها في قرية الفاو الأثرية - 700 كم جنوب غرب مدينة الرياض – مدى ما تتمتع به حضارات وسط الجزيرة العربية من ثراء وتطور حضاري واقتصادي.
وأوضح قطاع الآثار والمتاحف، أن الدراسات الأثرية تؤكد أن الجزيرة العربية لم تكن غائبة على مدى العصور عن التطور الحضاري والتأثير الاقتصادي من خلال ما شهدته من حضارات أسهمت في ازدهار القوافل والحركة التجارية التي تربط الشرق بالغرب.
وتتميز القوارير المكتشفة والتي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني بعد الميلاد، بدقة صناعتها وجمال أشكالها والمستوى المتقدم من الصناعة اليدوية على أيدي حرفيين متميزين.
ومن هذه القوارير قارورة بشكل تمرة جافة صنعت من زجاج منفوخ بقالب بارتفاع: 6.5سم؛ وقطر 3.5سم، وهي مخصصة، على غرار آنية العطور؛ لحفظ المراهم أو العطور، وخابية مصنوعة من الزجاج المنفوخ بارتفاع: 4.6 سم؛ قطر 3.8 سم تحتفظ بإحدى عروتيها الأنيقتين الصغيرتين المزينتين بضلوع من الزجاج الأزرق الغامق.
وكذلك قارورة صغيرة كروية البطن من الزجاج المنفوخ يبلغ ارتفاعها: 5 سم؛ بقطر: 4.5 سم، تحمل زخرفا مرمريا على شكل إكليل زهر، وآنية لحفظ العطور من الزجاج المنفوخ بارتفاع القارورة 12.2 سم؛ قطرها 5.9 سم كان عنقها الطويل يتيح سكبها قطرة قطرة.
وهذه القوارير شهدت انتشارًا واسعًا في كل أنحاء الشرق الأوسط، وعثر على نماذج منها في بلدان المشرق، وفي بلاد ما بين النهرين وفي منطقة الخليج العربي، البحرين على سبيل المثال.
يُذكر أن قرية الفاو الأثرية تعد من أكبر وأشهر المناطق الأثرية على مستوى المملكة، ويحظى الموقع بأهمية تاريخية كبيرة، حيث كانت الفاو عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية، ومركزًا تجاريًا مهمًا وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج.
وتكمن أهمية قرية الفاو من كونها نقطة عبور للقوافل إلى محطة تجارية مهمة على الطريق التجاري الممتد من جنوب الجزيرة العربية والمتجه شمال شرق إلى الخليج العربي وبلاد الرافدين وشمال غرب الحجاز وبلاد الشام إلى أن أصبحت مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا في وسط الجزيرة العربية، وعاصمة لدولة كندة لأكثر من خمسة قرون.
اقرأ أيضًا: