«بلومبرج» تنتقد الأوروبيين: «كفاكم تدليلًا لإيران.. العواقب وخيمة»

توقفت أمام «رشوة.. وتنازلات... وخطاب معسول»
«بلومبرج» تنتقد الأوروبيين: «كفاكم تدليلًا لإيران.. العواقب وخيمة»

انتقدت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، ما وصفته بـ«تدليل أوروبا النظام الإيراني»، عبر تقديم التنازلات واستخدام «الخطاب المعسول»، مؤكدة ضرورة إنهاء ذلك لما له من عواقب وخيمة على استقرار المنطقة بأسرها.

وقالت الوكالة في افتتاحيتها، اليوم الثلاثاء، إن إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية زادت من استفزازاتها العدائية ضد جيرانها، وأعادت إحياء طموحها النووي، كما تسببت في تعطيل التجارة الإقليمية بطرق عنيفة وأصدرت تهديدات صريحة للعالم أجمع.

وتابعت الوكالة: «لكن رد الفعل الأوروبي اقتصر على مزيد من التدليل للنظام»، وشددت الوكالة على أهمية أن تُنهي أوروبا النَّهْجَ الليِّنَ الذي تتبعه في التعامل مع النظام الإيراني، وأكدت أن استقرار الاقتصاد العالمي يعتمد على ذلك، وكذلك استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وطالبت الوكالة أوروبا بـ«فرض عقوبات شاملة على النظام الإيراني، مماثلة للعقوبات الأمريكية»، وقالت إن «الاتفاق النووي الذي تسعى أوروبا جاهدة للحفاظ عليه يتطلب إجراء عقابي لخرق حدود المسموح لها لتخصيب اليورانيوم».

وطالبت بالمساهمة في المهمة البحرية التي تهدف إلى حماية مسارات الشحن في الخليج من زوارق القوات الإيرانية، وقالت: «على أوروبا التواصل مع النظام للتأكيد على أن كافة مساعي إنقاذ الاتفاق النووي سيجري تعليقها حتى تنهي إيران عدوانها ضد جيرانها وتستأنف التزامها بالاتفاق».

ونبهت الوكالة الأمريكية إلى أن «أي حديث عن خطوط ائتمان أو تخفيف العقوبات يجب أن ينتهي فورًا، وعلى الضغط على طهران لقبول عرض ترامب للتفاوض بوساطة أوروبية أو مواجهة العواقب».  

ورأت الافتتاحية أنه «منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وعدد من القوى الدولية، سمحت الدول الأوروبية الموقعة لتعاطفها صوب طهران بحجب رؤيتهم للأحداث التي تنطوي في الشرق الأوسط».

وقالت: «في هذا الوقت، ادعت الدول الأوروبية أن الاتفاق النووي يخدم الهدف الأكبر بكبح سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، معتبرين انسحاب ترامب تصرف أهوج بل وانتقدوا العقوبات الأمريكية على طهران، وكذلك سعوا في شيء من العبث للحفاظ على الاتفاق لأطول فترة ممكنة».

وهاجمت الوكالة ما اعتبرت أنه «غض الطرف من قبل أوروبا لسلوك إيران الخطير المتنامي صوب جيرانها، حتى بعد أن زادت القوات الإيرانية ووكلاؤها من حدة الهجمات على مسارات الشحن في الخليج آخرها منشآت نفطية سعودية».

ونبهت الوكالة أنه عندما تخطت إيران الحدود المسموح بها لتخصيب اليورانيوم، وبدلًا من أن نرى بيانات استهجان أوروبية، فإن «الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون سارع إلى الاقتراح بتخفيف العقوبات بحق طهران وإمداد الإيرانيين بخط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار».

واعتبرت الوكالة أن ما أقدم عليه ماكرون «رشوة لتشجيع إيران على الامتثال بالاتفاق»، وأضافت أن «هذا التساهل اللانهائي شجع إيران على مواصلة سلوكها العدائي ما أدى بالنهاية إلى الهجوم الوقح في الرابع عشر من سبتمبر على منشآت نفطية سعودية بصواريخ وطائرات مسيرة».

ورغم أحقية أوروبا في القلق بشأن اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط، إلا أن «بلومبرغ» رأت أن إيران وليست الولايات المتحدة هي من قد تشعل الحرب الشاملة في نهاية الأمر، وقالت: «إقالة جون بولتون خير دليل على ذلك. قلة إعجاب أوروبا بترامب لا تعني التغافل عن دعواته المتكررة للتفاوض. كما أنه لا يمكنهم إنكار أن تصرفات طهران المتكررة تضع الاقتصاد العالمي أمام خطر كبير».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa