شغل حاتم المسحل، نائب رئيس نادي الاتفاق، الوسط الرياضي السعودي على مدار الأيام القليلة الماضية، جراء إعلان إدارة فارس الدهناء عن إصابة المسؤول الثاني في الهرم الإداري بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
ومع تناثر الشائعات حول اختلاط المسحل بلاعبي الكوماندوز، وعلى الرغم من إجراءات العزل الذاتي التي التزمت بها مكونات الرياضة السعودية، امتثالًا لخطوات المملكة لمكافحة الوباء الوافد من الصين، إلا أن إدارة النادي فنّدت تلك المزاعم لوأد القلق في مهده.
وكشف أمين عام المجلس التنفيذي ومدير المركز الإعلامي لفريق الدمام، خالد الناصر، تفاصيل إصابة المسحل بفيروس كورونا، موضحًا أن نائب رئيس النادي عاد من بريطانيا؛ دون أن تظهر عليه أعراض المرض، غير أنه تبين بعد الفحص إصابته بالفيروس.
وشدد فارس الدهناء على أن حاتم المسحل لم يختلط بأي فرد من أفراد الفريق الأول لكرة القدم، وبالتالي فلا خوف على إصابة أي عنصر من مكونات النادي بفيروس كورونا، مع إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للاطمئنان على سلامة الجميع.
بداية رحلة المعاناة
وبعد 72 ساعة فقط، قرر حاتم المسحل كسر حاجز الصمت، والتحدث لأول مرة عن كواليس الإصابة بالفيروس الوبائي، من خلال تغريدات عدة عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، كشف خلالها كواليس الإصابة، ومسارات التعافي، كما رد على أسئلة العديد من المتابعين حول التعامل الأمثل مع الوباء.
واستهل المسحل الرحلة القصيرة مع كورونا: «بناء على طلب العديد من الإخوان، سأتحدث حول الأعراض التي عانيت منها منذ البداية، والخطوات التي اتخذتها أيضًا، ولكن هناك تنويهًا هامًّا جدًا، ما سأتحدث به تجربة شخصية ما زالت قائمة، ولم تصل النهاية، وليست توصيات طبية، التوصيات الطبية والموثوقة علميًا تؤخذ من الأطباء ووزارة الصحة».
العودة من لندن
وأضاف نائب رئيس الاتفاق: «يوم السبت صباحًا، ١٩ رجب (١٤ مارس) كنت في مطار لندن للعودة إلى الدمام، وشعرت بألم في جهة واحدة من الحلق، وحرارة داخلية غير مزعجة، وانسداد بالأنف، وبدأت الإكثار من شرب الماء حيث أنها وسيلة أؤمن بها شخصيًا لتخفيف الحرارة، والإسراع في التخلص من الزكام».
وتابع: «عند الوصول للمطار، تمت عملية فحص الحرارة، وكانت طبيعية وذكرت الأعراض للممارس الصحي في المطار، فتأكد من عدم شعوري بضيق تنفس وطلب مني العزل الصحي لمدة ١٤ يومًا، والخروج للضرورة القصوى مع الالتزام بالكمام والتعقيم، وأن وزارة الصحة ستتابع التواصل معي بشكل يومي».
وأردف المسحل: «يوم الأحد، ٢٠ رجب (١٥ مارس)، لا يوجد حرارة ولا ضيق تنفس، ولكن ما زلت أشعر بحرارة داخلية، والتكييف أضعه على درجة ١٩، وما زلت أُكثر من شرب الماء، وأضفت الفلفل الحار جدًا لوجبة الغداء، حيث أني قرأت فائدته في رفع المناعة، وأمارس رياضة المشي في المنزل لمدة ٤٥ دقيقة».
التأكد من الإصابة
وأكمل المسؤول بنادي الاتفاق: «يوم الاثنين، ٢١ رجب (١٦ مارس)، الأعراض نفسها، وأُضيف عليها أشعر بحرقان في داخل الأنف غريب، ولكن ما زلت أشعر بنشاط وأمارس الحياة طبيعية والرياضة دون شعور بالإعياء، وتلقيت اتصال من ٩٣٧ مساءً، وذكرت لهم الأعراض، وطلبوا مني التوجه لمركز الروضة الدمام لفحص كورونا الجديد».
واستطرد: «يوم الثلاثاء، ٢٢ رجب (١٧ مارس)، توجهت للمركز الطبي وذكرت الأعراض، وكانت الحرارة ٣٧.٣، وقام الطبيب بعمل مسحة الأنف ومسحة الحلق، وما زلت وقتها أشعر بنشاط ودون إعياء، ولكن شعور الحرقان في داخل الأنف ازداد قليلاً، واستمرت الأمور نفسها حتى يوم السبت».
وأوضح المسحل: «يوم السبت، ٢٦ رجب (٢١ مارس)، تلقيت اتصالًا من المركز يطلب مني التوجه للمجمع الطبي الدمام، بسبب ثبوت عينة إيجابية، وتعني الإصابة بكورونا الجديد، وتوكلت على الله وقاموا بإدخالي غرفة معزولة، وعمل أشعة للصدر وتحليل دم، وما زالت الأعراض نفسها بدون حرارة ولا ضيق تنفس».
دواء مضاد وحالة مستقرة
وواصل نائب رئيس فارس الدهناء: «يوم الأحد ٢٧ رجب، الحمد لله نتيجة أشعة الصدر سليمة، وكذلك التحليل، وزارني الطبيب الساعة ٧ صباحًا، وتم صرف دواء مضاد والحالة مستقرة، مع غياب الشعور بالحرارة الداخلية، ولله الحمد في أول تحسن محسوس».
وقال المسحل: «يوم الاثنين، ٢٨ رجب (٢٣مارس)، الحمد لله غياب لكل الأعراض، وقام الطبيب بعمل مسحة في الحلق ومسحة في الأنف، للتأكد من خلوّ الجسم من كورونا، مع الاستمرار بتناول المضاد، إن كانت النتيجة جيدة أحتاج فحص آخر بعد أسبوع؛ حيث إن الشفاء التام بإذن الله يتطلب فحصين جيدين».
وشدد على أن «السعال الذي لا ينتج من الصدر لا يعتبر عارضًا خطيرًا، وحسب ما فهمت من الطبيب، أخطر عارضين هما الحرارة المرتفعة جدًّا ٣٨.٥ وأكثر، بالإضافة لضيق التنفس الشديد، أما عدم وجودهما وحتى لو كنت مصابًا بكورونا فلا يجب عليك الهلع، الهدوء والعزل وقبلهما الدعاء والصبر فقط».
نصائح المسحل
وقدم المسحل حزمة من النصائح، قائلًا: ولله الحمد حتى مع وجود أعراض خطرة، فإن هناك أدوية وعلاجات استباقية تخفف منها، وتصل بالمريض إلى الشفاء التام بإذن الله، صحيح، أن كورونا مرض حديث، لذلك طالما الفيروس موجود فهناك إمكانية حدوث تدهور في الصحة، ولكن النسبة ضئيلة فلذلك المستشفى يأخذ كامل احتياطاته».
وتابع النصائح: «أولًا الرضاء بالقضاء والدعاء الدعاء الدعاء ولا تيأس ولو كنت عاصيًا، فلعل الابتلاء كله نداء لتتضرع، وطهور ورفعة، والله الواحد القادر على أن يرفع عنك بكن فيكون، وثانيًا اتبع التعليمات، وثالثًا، ٩٥٪ من المصابين حول العالم ما زالوا أحياء ومن كبار السن».
واختتم المسحل رسالته المطولة: «لا تجزع ولا تهلع لأن ذلك يرفع هرمون cortisol، ويضعف المناعة، التخوف والقلق من طبيعة الإنسان، لكن قاوم ذلك بالذكر والاستغفار، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وإذا لم تعانِ من الحرارة المرتفعة وضيق التنفس لكن تشعر أنك مصاب كورونا لا تقلق وغالبًا سيُطلب منك العزل فقط».
ورد نائب رئيس الاتفاق على استفسارات المتابعين، بأهمية الانعزال عن الجميع حال الشعور بالإعياء، لأن انتقال العدوى –خاصة للأطفال- أمر غير جيد وخطير، على من هم أقل من سنة، معقبًا: «أنا لم أشاهد زوجتي وأبنائي -أصغرهم عمره شهر ونصف الشهر- منذ ٣ أسابيع، وسأستمر حتى يُؤذن لي من الطبيب».
وأكد المسحل على أنه لم يقصد من رسالته التهوين من خطر الفيروس الوبائي، لأنه قد يتحول إلى كارثة حقيقة حال عدم الالتزام الكامل بالتعليمات والإجراءات الوقائية المفروضة من قبل الدولة، للتصدي إلى الفيروس.
وطالب الجميع بالسمع والطاعة لإجراءات المملكة، مشيرًا إلى أن «كثرة المرضى بكورونا -لا سمح الله- قد تحرم مرضى آخرين بالسرطان وبعض الأمراض المزمنة، التي تحتاج المستشفيات بشكل دائم من العلاج، وتضر صحتهم بسبب ضعف مناعتهم أو انشغال الإمكانيات الطبية والنظام الصحي».
وكانت إدارة الاتفاق، أعلنت يوم الأحد الماضي، إصابة المسحل، بإعادة نشر تغريدة نائب رئيس النادي قال فيها: «تم تشخيصي بالإصابة كورونا، وقد كنت في عزل صحي في المنزل بعيدًا عن المناسبات الاجتماعية واحتكاكي مع الآخرين عند الضرورة وبارتداء الكمامة، بحول الله سوف أقضي 14 يومًا بالعزل الصحي في المجمع الطبي في الدمام، ونصيحة مني اتبعوا التعليمات».
اقرأ ايضأ :