وضع فيروس كورونا المستجد، الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية، مع اعتراف مسؤولين أمريكيين بأن الوباء خرج عن نطاق السيطرة، بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب إحصاء لوكالة رويترز، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 47 ألف إصابة جديدة، أمس الثلاثاء، في أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات بالبلاد منذ بداية الوباء العالمي؛ ما أثار قلقًا شديدًا عقب النجاح المبدئي الذي حققته واشنطن في مواجهة «كورونا»، مع تراجع الإصابات الجديدة اليومية إلى ما دون 20 ألفًا. ولكن الأيام القليلة الماضية شهدت ارتفاعًا مقلقًا لعدد الإصابات.
يأتي ذلك فيما حذر مدير المعهد الوطني الأمريكي للأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي، اليوم، من تسجيل 100 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد– 19) يوميًّا بالولايات المتحدة الأمريكية، إن لم يتغير مسار التصاعد الحالي لتفشي الوباء.
وأصبحت ولايات كاليفورنيا وتكساس وأريزونا بؤرًا جديدة للمرض، في الوقت الذي اعترف فيه مسؤولو الصحة الأمريكيون بأنهم لا يسيطرون على الوباء بالكامل، بحسب وصفهم، وأعربوا عن تخوفهم الشديد من إمكانية تفشي الجائحة بقدر أوسع خلال الأسابيع المقبلة.
وأعادت السلطات الأمريكية فرض إجراءات الإغلاق في العديد من المناطق، في محاولة للحد من الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات.
وقالت شبكة التلفزيون الإخبارية الأمريكية سي إن إن، إن الولايات المتحدة سجّلت رقمًا كارثيًّا فيما يتعلق بضحايا جائحة «كورونا» على الصعيد العالمي.
وأشارت الشبكة إلى أن عدد الوفيات حول العالم تجاوز حاجز نصف مليون شخص، بعد أن أكدت الأرقام الواردة من جامعة «جون هوبكنز» تسجيل 502 ألف حالة وفاة في العالم، بالإضافة إلى أكثر من 10 ملايين مصاب، إلا أن المفاجأة كانت صادمة للولايات المتحدة؛ حيث بلغت نسبة الوفيات الأمريكية من هذا الرقم نحو 25%.
وأكدت أن الأرقام الرسمية تشير إلى تسجيل الولايات المتحدة أعلى رقم لحالات الوفاة بين دول العالم؛ حيث وصلت إلى ما يقرب من 126 ألفًا.
وبعد أسابيع من قيام بعض الولايات الأمريكية بإنهاء حالة الإغلاق، فإن 12 ولاية على الأقل قررت تعليق إجراءات تخفيف القيود لحين إشعار آخر.
بعد الصعود الكبير في حالات الإصابة. قرر حاكم تكساس (ثاني الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان)، تعليق خطط تخفيف القيود يوم الخميس الماضي، وتشديد الإجراءات الاحترازية على العديد من الأماكن العامة.
وكشفت «سي إن إن» عن حالة الارتباك التي سيطرت على تصريحات المسؤولين الأمريكيين إزاء الأسباب المؤدية إلى تلك الطفرة المثيرة للقلق في أعداد المصابين والوفيات داخل الولايات المتحدة.
وقالت إن وجهة النظر الرسمية لم تعد موحدة؛ حيث ذهب بعض حكام الولايات إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع حالات الإصابة، يرجع في المقام الأول إلى توسيع نطاق الاختبارات التي يتم إجراؤها على المواطنين، في حين أكد الدكتور توم فريدين المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع حالات الإصابة بهذه الطريقة يرجع إلى القرار الذي تم اتخاذه بتخفيف القيود ورفع حالة الإغلاق، بطريقة متسرعة ودون دراسة وافية للوضع.
وقال فريدين –في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، ردًّا على الاتهامات الموجهة إلى مسؤولي الصحة الأمريكيين– عن السبب وراء ارتفاع حالات الإصابة والوفاة: «عادةً ما ينظر الناس إلى مسؤولي الصحة العامة بأنهم السبب الرئيسي في الوضع الحالي. ولكن حقيقة الأمر أن القادة هم من يتحملون مسؤولية الفشل؛ لأنهم يتجاهلون اتباع التوجيهات الصحية».
وفي انتقادات واضحة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فريدين: «في الولايات المتحدة كان الأمر المفاجئ هو تنحية مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها جانبًا. كنت رئيسًا لهذا المركز على مدار 8 سنوات خلال ولايتَي الرئيس السابق باراك أوباما. طوال 75 عامًا هي عمر المركز، لم يتم قط تجاهله بتلك الطريقة.. كان المركز حاضرًا في كل الأحداث الصحية الكبرى في البلاد، بل كان في الصفوف الأولى».
وأضاف: «دخول المعركة دون المركز، والاستغناء عنه على مائدة القرارات ومنصات إعلانها، يعني أنك (إحدى يديك مقيدة خلف ظهرك)».
اقرأ أيضاً: