مجمع الفقه الإسلامي يؤكد أهمية تعظيم قدسية الحرمين والحرص على أمن الحجاج

أشاد بالخدمات المتكاملة لضيوف الرحمن
مجمع الفقه الإسلامي يؤكد أهمية تعظيم قدسية الحرمين والحرص على أمن الحجاج

أكدت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي أهمية تعظيم قدسية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحرص على السكينة والأمن لحجاج بيت الله الحرام.

وأضافت أن الله جعل أول بيت وضع للناس محجًّا ومثابة وحرمًا آمنًا وأنزل في محكم تنزيله: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ»، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ».

وأصدرت الأمانة، بيانًا جاء فيه: «إن أنظار المسلمين تتجه جميعًا في هذه الأيام المباركة من أشهر الحج إلى الاستعدادات الكبرى التي تتم لانطلاق موكب الإسلامي الأكبر المتمثل في أداء الحجاج لفريضة الحج رحاب البيت العتيق».

وأشار البيان إلى أنه قد أخذت جموع الحجيج تحط رحالها في الحرمين الشريفين، بمكة المكرمة مهد الإسلام الأول، ومطاف المسلمين وقبلتهم جميعًا، وفي المسجد النبوي في المدينة المنورة مهبط الوحي ومأرز الإسلام على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وأعرب الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام العبادي باسمه واسم الأمانة عن أصدق التهاني لجموع الحجاج الذين يتوافدون إلى الرحاب الطاهرة في هذه الأيام على سلامة الوصول لأداء فريضة الحج لعام 1440 هـ، وسأل الله أن يعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ييسر لهم حجهم، ويتقبل منهم صالح الأعمال.

وذكرت الأمانة الحجاج بضرورة الحرص على سلامة حجهم بأداء أركانه وواجباته وسننه ومستحباته، وتجنب محظوراته وكل ما يفسده أو يخل به، والتزام التقوى، والتحلي بالإنابة والخلق الإسلامي الرفيع أثناء رحلتهم المباركة ومسيرتهم التعبدية لأداء المناسك على الوجه الذي يرضي الله عنهم، ومن ذلك: الحرص على ما يقوي الصلات بينهم ويحقق المنافع العظيمة، والحرص على تعظيم قدسية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وكذلك تعظيم أمنها الذي تتميز به، وعليه فكل القاصدين لمكة المكرمة لا بد لهم أن يعظموا أمن هذا البلد، وأن يصونوه بكل ما يستطيعون، ويتجنبوا فيه كل المعاصي والظلم والإيذاء بل وعدم إرادة السوء وتبيت العزم على الإثم والشر والفساد تجنبًا لما جاء في الوعيد الرباني المخيف لكل من يحاول هتك حرمة الحرم.

وأكدت الأمانة على ما جاء في التوجيه الرباني الذي يدعو للتخلي عن الجدل وسوء الخلق والرفث والفسوق وشعيرة الحج، هذا يقتضي من كل الحجاج أفرادًا وجماعات الامتناع عن رفع الشعارات السياسية والمذهبية والحزبية والطائفية في الحرمين الشريفين ومحيطهما في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وفي المدينة المنورة، فجموع الحجيج الذين استجابوا لنداء ربهم رجالًا وركبانًا وتخلوا عن كل ما يفرقهم ويشتت صفهم ويمزق جمعهم ووحدتهم وكل ما يعكر صفائهم وصلتهم بربهم فلا صوت فيهم يعلو على ذكرهم لربهم في كل آن وحال بهتافهم البهيج: «لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، وعندما ينتهون من التلبية يكبرون الله على ما هداهم إليه.

وأضاف البيان: أن المملكة العربية السعودية التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وتبذل الغالي والنفيس على مدى الأيام والشهور لتقديم كل الخدمات التي تسهل أداء شعيرة الحج والعمرة لكل المسلمين بيسر وسهولة وأمن وسلام، قد سنت لتعزيز هذا كله قوانين وعقوبات للفئات التي تتسبب بمضايقات للحجاج والمعتمرين والزوار وتعكر صفو أداء هاتين الشعيرتين، وذلك استنادًا لمقررات المؤتمر السابع عشر لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي الذي عقد في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية في العام 1408 هـ، والذي أكد حرص السعودية على خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الأمن والاستقرار والهدوء لقاصديهما، وأنها لا تسمح أن تقوم فئة برفع شعارات سياسية أو مذهبية تعكر صفو وسكينة بقية الحجاج والمعتمرين والزوار.

وأوضح البيان: «يتوجب على جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التعاون مع السعودية في كل ما من شأنه تنفيذ الإجراءات الملائمة لذلك، وتؤكد الأمانة أن ذلك كله حق من حقوق المملكة للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، وهي تحث الحجاج جميعًا للالتزام بالأنظمة والتعليمات والإرشادات التي تصدرها الجهات المختصة حيثما كانوا وأينما حلوا في المواصلات والطرق وحول المسجد الحرام وفيه وفي الصحة والغذاء والدواء، والتي تعرض للحجاج عبر الإعلام المرئي والمسموع والمرسوم، ولا ريب أن الالتزام بها يحقق الحفاظ على أمنهم وسلامتهم وتيسير أدائهم للنسك، وهذا يتطلب من الحجاج متابعة دائمة المصادر تلك المعلومات خلال رحلة الحج المباركة.

وفي هذا الصدد تُشيد أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بكل الخدمات المتنوعة المتكاملة المتجددة والمستمرة والمتميزة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية للحجاج والمعتمرين والزوار.

وتغتنم أمانة المجمع هذه الفرصة لتتوجه بعظيم الشكر والامتنان لحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وللجنة الحج المركزية برئاسة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ووزير الحج والعمرة الدكتور صالح بنتن، ولوزارة الصحة ولكل من يقدم خدمة لضيوف الرحمن الذين يعملون جميعًا لتحقيق ما تسعى إليه المملكة ليؤدي الحجاج مناسكهم بيسر وسهولة.

وسأل أمين مجمع الفقه الإسلامي في ختام البيان الله أن ييسر للحجاج أداء نسكهم بأيسر السبل وأصلح الأعمال، وأن يتقبل منهم، وأن يحفظهم، وأن يعودوا لأوطانهم سالمين غانمين، وأن يثيب كل من يسر لهم السبل وأعانهم على ذلك بأفضل الثواب وأتمه.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa