حافظ المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على نسق الانتصارات، بعدما انتزع فوزًا ثمينًا من بين أنياب مضيفه العماني، بهدف دون رد، في المباراة التي جرت بينهما مساء اليوم الثلاثاء، على ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، لحساب الجولة الثانية من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.
واحتاج الصقور إلى 42 دقيقة من أجل حل لغز الدفاع العماني، بعدما أرسل الحاضر الغائب سلمان الفرج كرة بينية إلى فهد المولد، الذي هيأ كرة رائعة بالكعب إلى صالح الشهري، الذي سددها زاحفة إلى داخل الشباك، ليُهدي الصقور 3 نقاط ثمينة.
وحقق الصقور الفوز السابع تواليًا في التصفيات الآسيوية، في طريق حجز تذكرة التأهل إلى مونديال قطر، بعدما انتزع 5 انتصارات تواليًا في المرحلة الثانية، قبل أن ينتزع انتصارين تواليًا في الدور الحاسم على حساب فيتنام وعمان.
واستعاد رجال رينارد صدارة ترتيب المجموعة الثانية، بالعلامة الكاملة برصيد 6 نقاط، بفارق الأهداف فقط خلف المنتخب الأسترالي، الذي تغلب على فيتنام في هانوي بهدف نظيف، فيما توقف عداد عمان عند 3 نقاط من الفوز الافتتاحي على اليابان، ليبقى في المركز الثالث مؤقتًا، بالتساوي مع اليابان، الذي حقق الفوز على الصين.
الشهري يقص الشريط
جاءت البداية حماسية من جانب أصحاب الأرض دون الحاجة إلى جس النبض، حيث احتاج الأحمر إلى 30 ثانية فقط من أجل إرسال التهديد الأول عند طريق عبدالله فواز، الذي توغل من وسط الملعب، قبل أن يطلق تسديدة بعيدة المدى، اصطدمت بالدفاع السعودي وذهبت إلى ركنية، مرت بردًا وسلامًا على الحارس محمد العويس.
البداية القوية من جانب صاحب الأرض، نجح الصقور في امتصاصها سريعًا بفضل الاستحواذ على منطقة المناورات، ليتحكم رويدًا رويدًا في زمام المباراة مستفيدًا من تحفظ الفريق العماني باللجوء إلى دفاع المنطقة، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة للوصول إلى شباك العويس.
ووسط ارتباك من الدفاع العماني، أرسل فهد المولد تمريرة عرضية من الرواق الأيمن في الدقيقة الثامنة، إلى صالح الشهري وسط رقابة ثنائية، قبل أن يبعدها جمعة الحبسي إلى خارج الملعب، ليُبعد الخطورة عن مرمى فايز الرشيدي.
واستفاد الأخضر من الانتشار الرائع فوق أرضية الميدان من أجل بسط النفوذ على المباراة، وتسيرها على هوى المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، إلا أن الخطورة ظلت غائبة، بفضل التمركز الدفاعي القوي من جانب عمان، والضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب، ليحبط تحركات رفاق النشط سالم الدوسري في مهدها.
وحملت الدقيقة 19 أول ملامح الخطورة لأصحاب الأرض بعد مرور المنذر العلوي من ناحية اليسار، قبل أن يرسل تمريرة زاحفة إلى داخل منطقة الجزاء، أبعدها عبدالإله العمري إلى ركنية، بعد تداخل مع عبدالله مادو.
كرة منحت عمان الكثير من الثقة من أجل التقدم إلى مناطق الأخضر، وبصورة كربونية لهدف الفوز في شباك اليابان، مر عبدالله فواز من الرواق الأيمن، في الدقيقة 21، قبل أن يرسل عرضية متوسطة الارتفاع، أبعدها مادو بصعوبة إلى ركنية.
تحرر الأحمر من القيود وبدأ الخروج من مناطقه، ليطلق خالد الهاجري تصويبة في الدقيقة 23 على مشارف منطقة الجزاء، أبعدها سلطان الغنام، رد عليها سالم الدوسري بتوغل من العمق بعد دقيقتين فقط، قبل أن يطلق تسديدة قوية علت العارضة بقليل.
وفي الدقيقة 30 تأخر الظهير الأيسر ياسر الشهراني في إبعاد الكرة، لتصل إلى اليحيائي على مشارف منطقة الجزاء من ناحية اليسار، لم يجد معها محمد كنو، حلًا سوى ارتكاب مخالفة من منطقة خطيرة، كادت أن تشكل خطورة على مرمى العويس، قبل أن يدخل الدفاع لإبعاد تسديدة العلوي الخطيرة إلى ضربة زاوية.
وفي الوقت الذي ظن الجميع اتجاه الشوط الأول إلى التعادل، انشقت الأرض عن القائد سلمان الفرج، الذي أرسل كرة بينية إلى فهد المولد، في الدقيقة 42 الذي غمزها بالكعب رائعة إلى صالح الشهري، لم يتردد الأخير في تسديدها زاحفة إلى داخل شباك الرشيدي، ليضع الصقور في المقدمة.
تفوق الأخضر
دخل المنتخب العماني الشوط الثاني بقوة، وكاد أن يعدل الأوضاع سريعًا بعد مرور 4 دقائق فقط، بعد مرور ناجح لصلاح اليحيائي من الرواق الأيسر، حولها متوسطة الارتفاع إلى الهاجري، الذي غمزها ماكرة باتجاه المرمى، قبل أن يتألق العويس في الذود عن مرماه ببسالة.
لم تتوقف الخطورة عند هذا الحد، وإنما مرت الكرة إلى المزعج العلوي، الذي حاول إعادة الكرة مجددًا إلى مناطق الخطر، في الدقيقة 50 إلا أن التمريرة العرضية اصطدمت بالغنام، وسط مطالب من لاعبي عمان باحتساب ركلة جزاء، بداعي لمس الكرة باليد، إلا أن الحكم أمر باستكمال اللعب، بالتأكيد على عدم وجود مخالفة.
ولم يركن الأخضر إلى ردة الفعل، وإنما بادر هو الأخر بالهجوم من أجل إجبار أصحاب الأرض على الحذر والتراجع، وبالفعل أرسل ياسر الشهراني تمريرة عرضية خطيرة إلى فهد المولد، أبعدها الدفاع العماني بصعوبة إلى خارج الملعب.
وكاد صالح الشهري أن يوقع على الهدف الثاني في الدقيقة 56، بعد تبادل رائع للكرة بين سلمان الفرج والدوسري، قبل أن تصل إلى ياسر الشهراني في الرواق الأيسر، ليرسل عرضية متقنة على رأس مهاجم الصقور، مرت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الرشيدي.
تدخل المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، عند الدقيقة 67، من أجل ضخ دماء جديدة في عروق المنتخب العماني، بحثًا عن عودة إلى أجواء المباراة، عبر الدفع بثلاث تغيرات دفعة واحدة، بإقحام عبدالعزيز الغيلاني، وأرشد العلوي، وعصام الصبحي، على حساب أمجد الحارثي، وعبدالله فواز، والمنذر العلوي.
لم يتغير الوضع كثيرًا فوق الميدان، في ظل فرض الأخضر السيطرة على منطقة الوسط دون أن يترك مساحة لأصحاب الأرض للدخول في الأجواء، قبل أن يطلق عبدالإله المالكي تسديدة في الدقيقة 70، اصطدمت بالدفاع ومرت إلى ركنية.
وكاد عبدالإله العمري أن يعزز تقدم الأخضر في الدقيقة 72، بعدما أرسل ياسر الشهراني تمريرة عرضية من ناحية اليسار، لتمر من الجميع قبل أن تجد رأس المدافع السعودي، الذي حوّلها رائعة، لتخطأ القائم الأيمن بسنتيمترات قليلة.
وعلى إيقاع الإبداع الأخضر فوق الميدان، رسم الجمهور السعودي لوحة فنية رائعة في مدرجات ملعب السلطان قابوس، وسط غياب تام للمنتخب العماني الذي بدا مستسلمًا أمام رفاق سالم الدوسري، فيما وضح في الأمتار الأخيرة فوارق اللياقة البدنية، الذي منحت الصقور مزيدا من الأريحية والسيطرة.
وتنوعت هجمات الأخضر في باقي الدقائق، حيث أطلق محمد كنو تسديدة في الدقيقة 84، أبعدها الدفاع العماني إلى ركنية، وفي الدقيقة 86 أرسل الفرج عرضية متقنة مرت من الحارس الرشيدي، قبل أن يشتتها الدفاع المرتبك.
حاول المنتخب العماني الضغط في الأنفاس الأخيرة على أمل الخروج بنقطة على أقل تقدير، وتفادي خسارة داخل الديار، حيث أطلق عصام الصبحي تسديدة صاروخية، أبعدها العويس بتألق، ليحافظ على نظافة الشباك.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت المبدد، أضاع المنتخب العماني بغرابة شديدة فرصة التعادل القاتل، بعدما سدد البديل المقبالي كرة صاروخية تصدى لها العويس ببراعة لتجد الصبحي أمام المرمى الخالي تمامًا، ليسددها فوق الشباك، لتنتهي المباراة على إيقاع فوز ثمين لصالح الأخضر.
اقرأ أيضًا: