قصة السيدة الأكثر بخلًا في التاريخ: امتلكت 2.3 تريليون دولار وارتدت فستانًا واحدًا

قالت إنّها تشتري الأشياء عندما تنخفض أسعارها
قصة السيدة الأكثر بخلًا في التاريخ: امتلكت 2.3 تريليون دولار وارتدت فستانًا واحدًا

كشف تقريرٌ لشبكة «BBC»، جانبًا من قصة حياة الأمريكية هنرييتا جرين التي عاشت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويعتبرها أكثر البخلاء على مر التاريخ، وتركت ما يعادل 2,3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن.

وقالت الشبكة إنّ جرين التي كان عمرُها 81 عامًا عندما توفيت في العام 1916، حقّقت ثراءً فاحشًا وامتلكت حسًا تجاريًا عبقريًا إلا أنّ ظهورها الدائم بنفس الملابس السوداء جعل الناس يطلقون عليها اسم «ساحرة وول ستريت الشريرة»، ودخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية من باب البخل.

ولدت هنرييتا في 21 نوفمبر 1834 في نيوبيدفورد في ماساتشوستس لأسرة غنية من طائفة الكواكر المسيحية، وبسبب سوء الحالة الصحية لوالدتها ظلّت في طفولتها في رعاية والدها أو جدها الذي رباها على احترام المال، وفي سن السادسة كانت تقرأ له أخبار المال وتقارير البورصة وفي سن العاشرة عملت سكرتيرة لجدها تكتب له الرسائل وتشارك في اجتماعاته التجارية.

وعندما كانت في سن الـ20، اشترى لها والدها خزانة ملابس ضمّت العديد من الأزياء الفاخرة حتى تتأنق وتحصل على زوج جيد لكنّها باعت الملابس واستخدمت المال في الاستثمار في أذون الخزانة الحكومية، ورغم اهتمامها بالاستثمار منذ مراهقتها إلا أنّه كان عليها الانتظار حتى الثلاثينيات من عمرها للحصول على المال اللازم للعمل كمستثمرة محترفة.

وسبق أن وصفتْ صحيفة «نيويورك تايمز»، جرين بأنّها أغنى امرأة في أمريكا، حيث تركت مبالغ نقدية تقدر بنحو 100 مليون دولار أي ما يعادل اليوم 2,3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن.

وعلى الرغم من ذلك، ظلّت جرين ترتدي طوال حياتها فستانًا واحدًا أسود اللون وقبعات رخيصة وتحمل حقيبة يد واحدة سوداء اللون ولم يكن لديها سيارة، حيث كانت تسير في شوارع منهاتن المزدحمة في نيويورك إلى مكتبها في البنك الكيماوي حيث كانت تدير إمبراطوريتها التجارية.

وتوفي والدها عام 1865 تاركًا لها ثروة الأسرة التي كانت تقدر بنحو خمسة ملايين دولار وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك بوقت قصير تاركة مليوني دولار للهيئات الخيرية تحدت جرين الوصية في المحكمة.

وعملت جرين في العقارات وشراء الأراضي وبخاصةً التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات للسكك الحديدية، كما قدَّمت القروض للبنوك المتعثرة والمدن التي تعاني من أزمات مالية.

وفي 1905، قالت جرين لصحيفة «نيويورك تايمز»: «أقوم بالشراء عندما يكون السعر منخفضًا ولا أحد يريد البضاعة التي أحتفظ بها حتى يرتفع سعرها ويتعطش الناس للشراء».

ووفقًا لكتاب «ساحرة وول ستريت الشريرة»، الصادر عن حياتها عام 1936، توقّعت جرين انهيار البورصة فكدست الأموال السائلة لتقديم القروض.

وكانت تعتقد أنَّ الرجال يطمعون في مالها لذلك لم تتزوج حتى الـ33 من عمرها عندما ارتبطت بإدوارد جرين وكانت له ثروته الخاصة المتواضعة ولكنه لم يكن بذكاء زوجته وقد أنجبا ابنًا هو ند وابنة هي سيلفيا.

رفضت جرين الاتهامات التي وُجّهت لها بالبخل، وقالت في حديث صحفي: «لست امرأة صعبة فأنا ببساطة من طائفة الكواكر وأحاول الالتزام بإيمان هذه الطائفة من حيث بساطة المظهر والحياة الهادئة حيث لا تسعدني أشكال الحياة الأخرى».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa