مملكة قاسم سليماني.. معسكرات لتدريب الإرهابيين وتأهيل القتلة

من «حرب العصابات» إلى تنفيذ التفجيرات والاغتيالات..
مملكة قاسم سليماني.. معسكرات لتدريب الإرهابيين وتأهيل القتلة

سلّطت عملية مقتل الرجل الأخطر في قوات الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الضوء على مملكته التى عاش متنقلًا بين معسكراتها للإشراف على تدريب وتأهيل العديد من قادة وكوادر الميليشيات العاملة في الجوار العربي، لا سيما من حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في قطاع غزة؛ حيث يتم تخريج الكوادر التى ستتولى لاحقًا مهام القيادة والسيطرة، وقيادات الصف الأول، التى يجرى اختيارها، وفق معايير غاية في التعقيد.

وكان سليماني يشرف بشكل مباشر على هذه التدريبات وعمليات التأهيل في المعسكرات الإيرانية، أشهرها «أمير المؤمنين.. قاعدة الإمام على العسكرية.. قاعدة باهنر، على أطراف العاصمة طهران...»، ويشرف على التدريبات المتخصصة (التى تتلقها العناصر المستهدفة بتنفيذ عمليات إرهابية لصالح طهران) مستشارون عسكريون وأمنيون إيرانيون.

وتقوم القيادات الميدانية التى تتولى عملية التدريب (وهم في الغالب من نخبة الحرس الثوري، تحت إشراف قاسم سليماني، قبل مصرعه) بتأهيل العناصر التابعة للميليشيات العاملة في المنطقة العربية على حرب العصابات وقتال الشوارع، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعمليات التفجير والاغتيالات، وتدريب العناصر الإرهابية عبر معسكراتها على صناعة العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية وتدريبات متخصصة على الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات من دون طيار.

وتتولى أيضًا تدريب العناصر المستهدفة على الأنشطة البحرية والمظلات وأمن كبار الشخصيات، مع توفير الدعم والتمويل اللازم في هذا الشأن، وتولى تدريب وتشكيل وتجنيد المجموعات الإرهابية، التي يجرى استغلالها في تنفيذ أجندة إيران الدموية، وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (التابع لمنظمة مجاهدي خلق، المعارضة لطهران) عن مراكز التدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس الإيراني (تحت إشراف مباشر) من قوات فيلق قدس، بما لهذا الملف الساخن من نتائج كارثية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا وأفغانستان وإفريقيا.

وتوضح معلومات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن معسكرات وقواعد التدريب التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، التي تتولى تدريب الإرهابيين والميليشيات المسلحة، تنتشر ما بين معسكرات «الإمام علي» في شمال طهران، و«أمير المؤمنين» في كرج غرب طهران.

كما يوجد في «مرصاد» شيراز أحد أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب، وهناك مديرية تدريب فيلق القدس في ثكنة «إمام علي»، في الكيلو 20 في أوتوستراد طهران؛ حيث توجد في الموقع عدة ثكنات للحرس الثوري، وهناك قسم آخر (ثكنة مصطفى خميني) المتخصصة في الدعم اللوجستي.

أيضا، هناك نحو 14 مركزًا للتدريب تابعة للمديرية، التى يديرها شخص مقرب من قاسم سليماني، وفي المديرية المذكورة يتم التدريب على مرحلتين: (45 يومًا، لتأهيل العناصر المختارة على تنفيذ المهمات العسكرية القريبة من أنشطة قوات التعبئة البسيج).

وهناك مرحلة أخرى متخصصة، تصل مدتها إلى 12 شهرًا، تتلقى فيها العناصر تدريبات عسكرية ودورات متخصصة، قبل إلحاقهم بقوات فيلق القدس بشكل دائم، وتكون هذه التدريبات عبر وحدات منفصلة وسرية، يتم تأهيلها على تنفيذ الأعمال الإرهابية، وتوزيعهم لاحقًا على الدول المستهدفة.

وتمتدّ خريطة الاستهداف التى تتبناها قوات الحرس الثوري من الخليج إلى آسيا، كما تشمل إفريقيا والغرب (الأوروبي- الأمريكي) خاصة العناصر المكلفة بتنفيذ عمليات نوعية؛ حيث يتلقون تدريبات شديدة التخصص، وبعضهم قد يكون من أبناء الدول المستهدفة.

ويتبع فيلق القدس (المعنيّ بتنفيذ استراتيجية النظام الإيراني العسكرية خارج الحدود) العديد من مراكز التدريب الأخرى (مركز لوشان الخاصة للتدريبات الخاصة.. كلية الإمام على بمنطقة تجريش للدراسات النظرية.. مركز بادينده بورامين المعني بتدريبات في المدن...).

كما يتبعه «مركز آمل- مخيم مالك أشتر- المتخصص في تأهيل العناصر المقاتلة على العيش في الظروف الصعبة، وحرب العصابات.. مركز سمنان، الخاص بتدريب الوحدات الصاروخية.. مركز مشهد المخصص لتدريب المرتزقة من أفغانستان.. مركز بازوكي، الذى يقوم بتدريب العناصر المقاتلة في سوريا. مركز مدينة عبادان للتدريبات البحرية، والغوص.. محور جزيرة قشم.. ثكنة شهريار...».

وقدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، معلومات ووثائق، للعواصم الرئيسة في العالم، عن المعسكرات الخاصة بفيلق قوات القدس، التي تتولى تدريب عناصر الميليشيات الإرهابية، التي تكلف بتنفيذ عمليات عسكرية موسعة، وأخرى نوعية في دول العالم.

وتشمل القائمة سوريا والعراق واليمن ولبنان، وشمال إفريقيا، وأمريكا الجنوبية (فنزويلا وأوروجواي وباراجواي وبوليفيا)، وأن المئات من المقاتلين من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان يتلقون تدريبات عسكرية في إيران ضمن برنامج سري، ثم يعودون إلى بلدانهم؛ لإشعال الصراعات.

وفي العراق، فإن أغلب الميليشيات الطائفية هناك مرتبطة بالحرس الثوري، وتتلقى منه الدعم والتسليح والتدريب، وعلاقة ميليشيات «حزب الله» والحوثيين لا تحتاج دليلًا، وفي إفريقيا هناك معسكرات تدريبات تابعة للحرس الثوري قرب ميناء «عصب» وجزيرة «دهلك» المطلة على البحر الأحمر.

وهناك معسكرات الحرس الثوري الإيراني حتى مقاطعة الواهيرا المنطقة الحدودية النائية بين فنزويلا وكولومبيا؛ حيث تركز الدورات العسكرية على طرق تصنيع المتفجرات والتفخيخ والاغتيالات وخطف الرهائن ونقلهم من موقع إلى آخر، وكذلك التدريب على استهداف السفارات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa