تحذيرات أممية من «تصعيد غير محسوب» بين طهران وواشنطن

بعد مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده
تحذيرات أممية من «تصعيد غير محسوب» بين طهران وواشنطن

حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران من الإقدام على أي مغامرات أو التصعيد انتقامًا لمقتل العالم النووي البارز محسن فخري زاده، في إشارة إلى موافقة البرلمان في طهران على توسيع البرنامج النووي عقب اغتيال زاده.

كما حذر رافائيل ماريانون جروسي من أن تنفيذ إيران تهديداتها بزيادة أنشطة تخصيب اليورانيوم، ما هو إلا «مزيد من الانحراف عن التزاماتها التي أقرتها حينما انضمت إلى الاتفاق النووي لعام 2015».

وقال جروسي لـ«سكاي نيوز» البريطانية إنه لن يكون هناك فائز من اندلاع صراع شامل، وأضاف: «لا أتخيل وجود فائز واحد من هذه المواجهة.. وضع عراقيل جديدة أمام مفتشي وكالة الطاقة الدولية يعني تقليص عملهم.. أريد أن أكون واضحًا أمام العالم.. هذا هو بالضبط ما يحدث الآن. وهذا لن يفيد أي طرف، حتى إيران نفسها».

وتابع أن «الأزمة التي سببها اغتيال فخري زاده في تصاعد، وتهدد المساعي الدولية لتقييد طموحات إيران النووية».

وما فاقم سوء الوضع هو تصويت البرلمان الإيراني، الأسبوع الماضي، بالموافقة على مشروع قانون لتوسيع نطاق البرنامج النووي لطهران، مع منع دخول مفتشي وكالة الطاقة الذرية.

كما صادق مجلس صيانة الدستور إحدى الهيئات التنظيمية الرئيسية في إيران، على الأمر، في معارضة علنية للرئيس حسن روحاني، الذي أبدى معارضته هذه المقترحات.

وزادت إيران من أنشطة تخصيب اليورانيوم، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، وباتت تملك الآن ما يقرب من 2500 كجم من اليورانيوم المخصب، وهي كمية تكفي لإنتاج القنبلة النووية خلال عام واحد، حسب محللين.

وأعرب محللون ومراقبون عن تخوفهم من وقوع مفاجآت أخرى غير سارة، مماثلة لمقتل فخري زاده.

وقال جروسي: «آمل ألا تحدث أمور كهذه في المستقبل.. أنا رئيس وكالة تتعامل مع السلام والأمن ومنع الانتشار. ومن ثم آمل ألا نرى مزيدًا من التصعيد».

لكن الخوف الحقيقي هو اندلاع «تصعيد غير مقصود»، حسبما ذكر مراقبون، مع مواصلة إيران أنشطتها النووية، بضغط من التيار المتشدد بالداخل، وشعور الولايات المتحدة وإسرائيل بأن عليهما القيام برد حازم لوقف طهران.

وفي هذا الشأن، قال مارك فيتزباتريك الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن «هناك احتمالًا حقيقيًّا أن يرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو إسرائيل، عسكريًّا، إذا واصلت إيران تخصيب اليورانيوم إلى 20% أو أصرت على منع المراقبين الدوليين».

وأضاف: «إذا أوقفت إيران المراقبين أو زادت أنشطة التخصيب، ووقعت ضربة عسكرية ضد المواقع النووية، لن تتوانى إيران في الرد؛ ما سيؤدي مباشرة إلى حرب جديدة بالشرق الأوسط».

ورغم تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بالعودة إلى الاتفاق النووي، إلا أن هناك مخاوف من إقدام الرئيس ترامب على قرار يعقد تحقيق هذا الوعد، لا سيما مع ضغط المتشددين على الحكومة الإيرانية لاتخاذ موقف أكثر تشددًا مع الغرب؛ ما يعقد المفاوضات المستقبلية.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa