العلاج بسيط.. هكذا تفرّق بين الصداع العادي والنصفي

الأكثر شيوعًا.. والتشخيص هو المفتاح
العلاج بسيط.. هكذا تفرّق بين الصداع العادي والنصفي

الصداع هو أكثر أنواع الألم شيوعًا، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نصف عدد البالغين على الأقل، عانوا من الصداع خلال العام الماضي، فيما يعانى كل إنسان من الصداع في مرحلة ما من حياته، أما الصداع النصفي فيعد أقل شيوعًا؛ حيث يعاني منه ما يقارب 12 في المائة من البالغين، وفقًا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية.

وفي حين يفكر الكثيرون في الصداع العادي والنصفي؛ باعتبارهما نوعين من الصداع تصاحب كل منهما أعراض خاصة، يؤكد الخبراء أنه يمكن تقسيم كل من الصداع العادي والنصفي إلى أكثر من 150 نوعًا من أنواع الصداع الأساسية والثانوية، وكل منها له أعراضه وأسبابه الأساسية.

والصداع عمومًا هو تشخيص غير محدد، وعادة ما يشير إلى الصداع الناتج عن التوتر الذي يعاني منه الجميع في مرحلة ما من حياتهم، أما الصداع النصفي فهو أكثر بكثير من مجرد صداع، لأنه- حسب الخبراء- مرض عصبي مزمن، وقد يكون من المفيد أن نفكر في أن الفرق بين الصداع والصداع النصفي أقرب إلى الفرق بين آلام المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي، فالأول عبارة عن شكوى صحية قد تنبع من مجموعة واسعة من المشاكل، في حين أن الأخير هو حالة طبية محددة ذات أسباب كامنة منفصلة، وقد لا تنطبق هذه القواعد على الجميع، ولكن هناك بعض الطرق السهلة للتمييز بين ألم الصداع النصفي النموذجي، وألم الصداع العادي.

الصداع النصفي

يعتقد الخبراء أن أشياء مثل الإجهاد وضعف النوم، يمكن أن تسبب الصداع النصفي، كما يمكن للتغيّرات المرتبطة بالطقس والضغط الجوي أن تؤدي أيضًا إلى حدوث الصداع النصفي، وكذلك فإن بعض المشاكل العصبية الكامنة قد تُسهم في ذلك، وعلى وجه التحديد هناك أدلة على أن النشاط الزائد لبعض مجموعات خلايا الدماغ، قد يلعب دورًا كبيرًا في حدوث الصداع النصفي، ويبدو أن الارتفاع والهبوط في مستويات الهرمونات، مثل السيروتونين والإستروجين يسهم في هذا النشاط، كما تلعب التغيّرات في تدفق الدم في أجزاء معينة من الدماغ دورًا كبيرًا، ولكن لا يزال يُجرى حتى الآن تحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الصداع.

وعمومًا، يميل الألم في الصداع النصفي إلى أن يكون متدرجًا من المعتدل إلى الحاد، وعادةً ما يكون ذلك على جانب واحد من الرأس، مع الشعور بالنبض أو الخفقان، وغالبًا ما يزداد سوءًا إذا كنت تبذل مجهودًا، كما أن الأضواء الساطعة أو الضوضاء العالية، تجعل الألم أسوأ.

أما الأعراض الأخرى التي تميز الصداع النصفي، فتتمثل في مشكلة الرؤية على المدى القصير؛ حيث يعاني العديد من مرضى الصداع النصفي من وجود مشكلة في الرؤية قصيرة الأمد، التي عادة ما تأخذ شكل بقع عادية أو متعرجة أو داكنة أو تأتي على شكل وميض، وإذا نظرت إلى ضوء ساطع ثم نظرت بعيدًا، فإن النقطة السوداء الناتجة التي تشاهدها ستشبه ما نتحدث عنه، وهذه الأعراض هي أكثر السمات شيوعًا لشيء يسمى الهالة، وهو اسم لمجموعة من الأعراض العصبية التي يعاني منها نحو 30 في المائة من مرضى الصداع النصفي، وهذا شيء لا يحدث أثناء صداعك المعتاد.

وبعض أعراض الهالة الأخرى تشمل التنخر في واحد أو أكثر من أجزاء الجسم، مشاكل في الكلام والدوار، ولكن هذه أقل شيوعًا من الهالة البصرية، وعمومًا فإنها تميل إلى الظهور قبل فترة وجيزة من ظهور ألم الصداع النصفي، ولكن غالبية مرضى الصداع النصفي لا يعانون من الهالة، ولكن إذا عانيت ذلك فمن المؤكد أنك تتعامل مع الصداع النصفي، وليس العادي.

وكذلك فإن الغثيان يعد أحد الأعراض الشائعة الأخرى للصداع النصفي، وفي بعض الأحيان سيعاني مرضى الصداع النصفي من أعراض تشمل: التعب، تصلب الرقبة أو الألم، الشعور بالاجهاد وكأنك تبذل مجهودًا شاقًا، الشعور بالاكتئاب، الشعور بالرغبة في أطعمة محددة، والتثاؤب المتكرر.

الصداع العادي

الخبراء ليسوا متأكدين من الأسباب الكامنة وراء هذا الصداع، ولكن هناك أدلة على أن التوتر أو الصراع العاطفي قد يؤدي إلى حدوثه، وغالبًا ما يقترن بآلام الفك، الأرق، تخطي وجبات الطعام والاكتئاب، ولكن ليس من الواضح لماذا تسبب هذه الشكاوي آلام الرأس لدى البعض فقط؟.

وهذا الصداع الناتج في الغالب عن التوتر، يعاني منه الكثير من الناس من وقت لآخر، وعادة ما يسبب الألم على جانبي الرأس وليس في جانب واحد كالصداع النصفي، كما أنه يميل إلى أن يكون خفيفًا أو معتدلًا، كما أن الشعور بالضغط أو التضييق هنا يبدو عاديًا، ولا يتفاقم هذا الصداع مع الحركة أو التعرض إلى الأضواء الساطعة، أو الأصوات العالية.

التشخيص والعلاج

عادة ما يقوم الأطباء بتشخيص أنواع الصداع بناءً على تجارب المريض وأعراضه، ولهذا السبب يوصي الخبراء بتدوين سجل للصداع قبل الذهاب للطبيب، فستحتاج إلى تدوين أي أعراض تواجهها قبل وأثناء وبعد صداعك، أية أطعمة أو مشروبات استهلكتها قبل أن يبدأ الصداع، هل تعاني من الإجهاد أو الحرمان من النوم، وأي شيء آخر يبدو أنه قد يسبب لك الألم، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تلاحظ عدد مرات حدوث الصداع والوقت الذي يستغرقه، فكل هذه المعلومات يمكن أن تساعد طبيبك في تشخيص نوع صداعك، وتوفير علاج أكثر فاعلية.

وفيما يخص الصداع النصفي، فهناك أربعة أنواع مختلفة من الأدوية مصممة خصيصًا لتخفيف آلام هذا الصداع وأعراضه تتطلب وصفة طبية، كما يمكن أن تساعد تقنيات إدارة الإجهاد، وكذلك تغييرات نمط الحياة والنوم الجيد في الوقاية منه عند بعض المرضى.

أما الصداع العادي أو صداع التوتر، فتستخدم لعلاجه أنواع مختلفة من الأدوية، مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، بما في ذلك الأسبرين، ولكن التقليل من الإجهاد أيضًا والحصول على الكثير من النوم، وفي بعض الحالات تجنب بعض الأطعمة، يمكن أن يساعد في تخفيفه وتخفيف كل أنواع الصداع.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa