وأشارت إلى أنه، كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني (الإرهابي)؛ لمناقشة الجريمة الإيرانية الممثلة في الهجوم على منشآت النفط السعودية التابعة لشركة أرامكو في بقيق وخريص.
خامنئي حضر التخطيط ووافق
وقالت مصادر مطلعة على كواليس الاجتماع، إنه في حضور حسين سلامي قائد الحرس الثوري، تحدث أصحاب الآراء المتشددة في الاجتماع عن مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية، إلا أن خوف إيران من رد أمريكي مدمر، جعل الاجتماع ينتهي إلى خطة لا تصل إلى حد المواجهة الصريحة.
وبحسب المصادر، فإن «إيران اختارت بدلًا من ذلك استهداف منشآت نفطية في السعودية، وهو اقتراح ناقشه كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في ذلك الاجتماع في شهر مايو وفي أربعة اجتماعات على الأقل تَلَتْه».
وقال ثلاثة من المسؤولين، إن هذه الاجتماعات انعقدت في موقع مؤمّن داخل المجمع الواقع في جنوب طهران. وقالوا إن الزعيم الأعلى خامنئي حضر أحد هذه الاجتماعات في مقر إقامته الواقع أيضًا داخل المجمع.
وقال المسؤولون الثلاثة إن من بين من حضروا بعضًا من هذه الاجتماعات يحيى رحيم صفوي أكبر مستشاري خامنئي العسكريين ونائب لقاسم سليماني الذي يقود العمليات العسكرية الخارجية والسرية للحرس الثوري. ولم يتسنَّ الاتصال برحيم صفوي للتعليق.
وقال ثلاثة من المسؤولين المطلعين على الاجتماعات ومسؤول رابع مطلع على عملية صنع القرار في إيران، إن «المرشد الإيراني علي خامنئي وافق على العملية بشروط مشددة، منها أن تتجنب القوات الإيرانية إصابة أي أمريكيين».
وقال المسؤول المطلع على عملية صنع القرار إن من بين الأهداف المحتملة التي نوقشت في البداية مرفأ بحري في السعودية. ولم يشأ المصدر أن يذكر تفاصيل إضافية.
وقال المسؤولون الأربعة إنه تم استبعاد هذه الأفكار في نهاية المطاف؛ بسبب مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى ردٍّ قاسٍ من الولايات المتحدة.
وقال المسؤول المطلع على صنع القرار إن المجموعة استقرت على خطة مهاجمة المنشأتين النفطيتين بالسعودية؛ لأنها يمكن أن تحتل عناوين الصحف وتلحق ضررًا اقتصاديًّا وتوصل في الوقت نفسه رسالة قوية لواشنطن.
وتابع المسؤول: «جرى التوصل إلى الاتفاق على أرامكو بالإجماع تقريبًا».
وقالت مارثا ماكسالي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وهي نائبة جمهورية سبق لها العمل في القوات الجوية وأطلعها مسؤولون أمريكيون وسعوديون على الوضع وزارت منشأة بقيق عقب الهجوم، إن «منفذي العملية كانوا يعرفون بدقة أين ينبغي أن يضربوا؛ لإحداث أكبر ضرر ممكن».
الصواريخ انطلقت من قاعدة إيرانية بطهران
وأضافت، أن الهجوم «كشف عن شخص يفهم جيدًا عمليات منشأة مماثلة لما لديه وليس مجرد قصف أهداف بناء على صور أقمار صناعية»، مشيرة إلى أن «الطائرات المسيرة والصواريخ جاءت من أرض إيرانية، من قاعدة إيرانية».
وقال مصدر شرق أوسطي أطلعته دولة تحقق في الهجوم على مجرياته إن موقع انطلاق الهجوم هو قاعدة الأحواز الجوية في جنوب غرب إيران. ويماثل هذا التقييم ما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين ومسؤول مخابرات غربي ومصدر غربي يعمل في الشرق الأوسط.
مسارات مختلفة
وقال هؤلاء إنه بدلًا من الطيران مباشرة من إيران إلى السعودية فوق الخليج أخذت الصواريخ والطائرات المسيرة مسارات مختلفة غير مباشرة إلى المنشآت النفطية في إطار مسعى إيران لإخفاء تورطها في الهجوم.
ووفقًا لمصدر المخابرات الغربي فقد طارت بعض الطائرات المسيرة فوق العراق والكويت قبل أن تصل إلى السعودية وهو ما منح إيران فرصة الإنكار المعقول لتورطها في الأمر.
وأضاف قائلًا «كان الأمر سيصبح مختلفًا لو أن الصواريخ والطائرات المسيرة شوهدت أو سُمعت وهي تطير في طريقها للسعودية فوق الخليج من مسار طيران جنوبي».
وفي واحد من آخر الاجتماعات التي عقدت قبيل الهجوم على منشآت النفط السعودية، كان قائد آخر بالحرس الثوري الإيراني يتطلع للمستقبل بالفعل، وفقًا للمسؤول المقرب من دوائر صنع القرار الإيرانية والذي جرى إطلاعه على ما دار في ذلك اللقاء، وقال القائد لكبار المسؤولين الأمنيين «ابدأوا التخطيط للهجوم التالي».
تطور خطة الهجوم على أرامكو
قال المسؤول المطلع على عملية صنع القرار في إيران إن الخطة التي وضعها القادة العسكريون الإيرانيون لضرب منشآت النفط السعودية تطورت على مدار عدة أشهر، وقال المسؤول «نوقشت التفاصيل باستفاضة في خمسة اجتماعات على الأقل وصدرت الموافقة النهائية، بحلول سبتمبر».
إنكار إيراني
ورفض علي رضا مير يوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك هذه الرواية للأحداث، قائلًا إن إيران لم تلعب دورًا في الهجمات، وإنه لم تنعقد أي اجتماعات لكبار المسؤولين الأمنيين لبحث مثل تلك العملية، وإن خامنئي لم يصدر تفويضًا بأي هجوم.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون) عن التعليق، لكن مسؤولًا كبيرًا بإدارة ترامب قال إن «مسلك طهران وتاريخها من الهجمات المدمرة على مدى عشرات السنين ودعم الإرهاب هو السبب في أن اقتصادها في حالة فوضى».
تحذير أمريكي
وفي الشهور الأخيرة أسقطت إيران طائرة استطلاع مسيرة أمريكية واحتجزت ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 20 بالمئة من حركة النفط العالمية. وأعلنت طهران تكوين مخزونات من اليورانيوم المخصب انتهاكًا للاتفاق النووي، وذلك في إطار تعهدها باستئناف برنامج الأسلحة النووية.
وحذّر وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر طهران في لقاء مع الصحفيين قائلًا «لا تهاجموا دولة أخرى ذات سيادة ولا تهددوا المصالح الأمريكية أو القوات الأمريكية وإلا سنرد».