«بني أنيف».. مسجد اجتمع فيه المهاجرون قبل مقدم الرسول لطيبة

ورد ذكره لدى عدد من المؤرخين
«بني أنيف».. مسجد اجتمع فيه المهاجرون قبل مقدم الرسول لطيبة

توجد بالمدينة المنورة العديد من المساجد التاريخية التي ارتبطت بسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته هو وأصحابه إليها، وأصبحت مقصدًا لزوار المدينة المنورة للصلاة فيها واستذكار سيرته العطرة، والتعرف على بدايات التاريخ الإسلامي من طيبة الطيبة.

ومن هذه المساجد مسجد «بني أنيف» الذي يقع في منطقة العصبة التاريخية، وهي المنطقة التي اجتمع فيها عدد من المهاجرين قبل قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة كما ورد في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر قَالَ : (لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ العُصْبَةَ - مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ - قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا).

ويعود المسجد لقبيلة «بني أنيف» من بلي، وهم حلفاء لأهل قباء بني عمرو بن عوف، ويسمى المسجد باسمهم، ويسمى أيضًا عند بعض المؤرخين بمسجد (مصبح)، لما ورد من أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صلى فيه الصبح يوم الهجرة.

فقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي طلحة البراء يعوده، ولما توفي جاء للتعزية، وفي أثناء ذلك صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في موضع هذا المسجد، فقد روى أبو داود عن الحصين أن طلحة البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: "إِني لا أرى طلحة إِلا قد حدث فيه الموت فآذنوني وعجلوا، فإِنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله". 

وقد ورد ذكر هذا المسجد عند عدد من المؤرخين عبر التاريخ ومنهم: المطري, والفيروزآبادي, والسمهودي، وعن عاصم بن سويد عن أبيه قال : سمعت مشيخة بني أنيف يقولون : "صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما كان يعود طلحة البراء قريبًا من أطمهم" , قال عاصم: قال أبي: فأدركتهم يرشون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعد، فهو مسجد بني أنيف بقباء ولا يزال هذا المسجد قائم على حاله على يمين الذاهب لحارة اللهبة نسبة لقبيلة "اللهيبي" في العصبة خلف مستودعات غسان وأهل الحي يعرفونه باسم مصبح.

ويتكون البناء الحالي للمسجد من بناء من حجر غير مسقوف, ويقصده الزوار والمهتمون بالتاريخ الإسلامي.

وتم ترميم المسجد كغيره من المساجد التاريخية، حيث أولت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده - حفظهما الله- اهتمامًا خاصًا بترميم عدد من المساجد التاريخية في المملكة بشكل عام وبالمدينة المنورة بشكل خاص، وذلك ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية في مناطق المملكة.

اقرأ أيضا: 

«مسجد صدرأيد».. قرون من التاريخ النابض بعراقة التراث الحضاري

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa