أقر الرئيس الصيني شي جينبينغ أن انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي أودى بحياة 41 شخصًا «يتسارع» ويضع الصين في «وضع خطير»، في وقت تعتزم فيه الأردن والولايات المتحدة وفرنسا إجلاء مواطنيها من ووهان.
جاء ذلك خلال اجتماع للمكتب السياسي لبحث سبل مكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد المتمركز في مدينة ووهان وسط البلاد، ونقل التلفزيون الرسمي اليوم السبت، عن الرئيس الصيني قوله أثناء الاجتماع الذي عقد في عطلة السنة القمرية الجديدة إن البلاد تواجه «وضعًا خطيرًا»؛ حيث إن فيروس كورونا «ينتشر بشكل سريع».
وأصاب فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في ديسمبر في مدينة ووهان في وسط البلاد حوالي 1300 شخص في الصين وشُخِّصت إصابات في العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة، ما أدى إلى توقف خدمة الحافلات والمواصلات بين الأقاليم في الصين، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأوضحت تقارير إعلامية أن العاصمة الصينية بكين ستوقف حركة جميع الحافلات بين الأقاليم اعتبارًا من 26 يناير للحد من انتشار الفيروس المميت، لكنها لم تذكر موعدًا لاستئناف الخدمة.
أما في هونغ كونغ، فقد أعلنت الرئيسة التنفيذية كاري لام، السبت، حالة الطوارئ، واتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من الصلات بين المدينة والبر الرئيسي الصيني.
وستظل المدارس التي بدأت عطلة بمناسبة السنة القمرية الجديدة مغلقة حتى 17 فبراير، في حين سيتم وقف رحلات الطيران من وإلى مدينة ووهان الصينية ورحلات القطارات السريعة منها وإليها.
كما قالت لام إنه سيتم إلغاء جميع الزيارات الرسمية للبر الرئيسي، وكذلك احتفالات السنة القمرية الجديدة على الفور.
وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده طلبت من السلطات الصينية السماح لها بإجلاء مواطنيها المقيمين في مدينة ووهان.
وقال الصفدي في تغريدة على تويتر إن «الوزارة تتابع وتتواصل مع السلطات الصينية ومع أبنائنا بشكل مستمر، طلبنا السماح بإخلاء مواطنينا وسنقوم بذلك فور موافقة السلطات الصينية التي فرضت حجرًا صحيًّا على المدينة ومنعت الدخول إليها أو خروج أي أحد منها»، وأضاف «لا إصابات بين مواطنينا الحمد لله، ونقوم بكل ما هو متاح، لم يتم إخلاء أحد».
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز -في بيان- أن «الوزارة تتابع أحوال المواطنين والطلبة الأردنيين المقيمين في مدينة ووهان عن طريق السفارة الأردنية في جمهورية الصين الشعبية، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا».
من جانب آخر، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم السبت، أن الولايات المتحدة ترتب لرحلة جوية عارضة غدًا الأحد، لإعادة المواطنين والدبلوماسيين الأمريكيين من مدينة ووهان الصينية، وهي مركز تفشي فيروس كورونا الجديد.
ونقلت الصحيفة عن شخص مطّلع على العملية قوله إن الطائرة التي ستقل نحو 230 شخصًا، ستعيد دبلوماسيين من القنصلية الأميركية ومواطنين أميركيين وعائلاتهم.
وأفادت الصحيفة بأن واشنطن حصلت على موافقة على العملية من وزارة الخارجية الصينية ووكالات حكومية أخرى، بعد مفاوضات في الأيام القليلة الماضية. وأضافت أن الولايات المتحدة تعتزم أيضًا إغلاق قنصليتها في ووهان بشكل مؤقت.
وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست اليوم، نقلًا عن رسالة بالبريد الإلكتروني من القنصلية الفرنسية، أن فرنسا تعتزم إجلاء المواطنين الفرنسيين الذين تقطعت بهم السبل نتيجة الإغلاق الذي فرضته الحكومة الصينية في مدينة ووهان بعد انتشار فيروس كورونا الجديد.
وجاء في الرسالة أن «القنصلية العامة تعتزم -وبالتعاون مع السلطات المحلية- إنشاء خدمة حافلات للسماح للمواطنين الفرنسيين وزوجاتهم الصينيات والأجنبيات وأطفالهم بالسفر من ووهان إلى تشانغشا».
في حين حظرت مدينة ووهان الصينية المنكوبة بهذا النوع الجديد من فيروس كورونا، والتي تم إغلاقها بالفعل، سير معظم السيارات في وسط المدينة.
وأعلنت أن استخدام السيارات بما في ذلك السيارات الخاصة، سيتم حظره في مناطق وسط المدينة اعتبارًا من بعد منتصف الليل، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية. وقالت التقارير إن المركبات المصرَّح لها فقط بحمل اللوازم وغيرها من الاحتياجات سيسمح لها بالسير بعد ذلك.
كما قالت صحيفة «تشاينا ديلي» الناطقة بالإنجليزية، إن ووهان ستخصص ستة آلاف سيارة أجرة لأحياء مختلفة، تحت إدارة لجان محلية؛ لمساعدة الناس على التنقل إذا احتاجوا إليها.
يذكر أن تفشي المرض بدأ في المدينة الواقعة بوسط الصين وانتشر في جميع أنحاء البلاد وخارجها، مدفوعًا بملايين الأشخاص الذين يسافرون خلال أكبر أعياد البلاد.
يشار إلى أن الفيروس الجديد يأتي من عائلة كبيرة تعرف باسم فيروسات كورونا، بعضها لا يسبب شيئًا أسوأ من البرد.
وتظهر على المصاب بالفيروس أعراض تشبه البرد والإنفلونزا، بما في ذلك السعال والحمى، وفي أشد الحالات ضيق في التنفس. إلا أنه يمكن أن يتفاقم ليتسبب في التهاب رئوي، قد يكون قاتلًا.
اقرأ أيضًا: