استعرضت هيئة تقويم التعليم والتدريب اليوم مبادرة المملكة العربية السعودية في الاعتماد المدرسي للمدارس الأهلية والعالمية ضمن منتدى دولي علمي بأكاديمية الملكة رانيا بالأردن، الذي يشارك فيه عدد من الخبراء والتربويين لتعزيز واستعراض ثقافة الاعتماد المدرسي التي أنشأتها الهيئة وسياساتها وخطوات تطبيقها والمنجزات المحققة فيها.
وقدّم مدير الاعتماد المدرسي بالمركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي التابع للهيئة الدكتور ناصر الملحم عرضًا عن مبادرة المملكة، أبرز فيها استناد نشأة الاعتماد المدرسي في المدارس الأهلية والعالمية على قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14 02 1440هـ القاضي بالموافقة على تنظيم هيئة تقويم التعليم والتدريب.
وتضمن القرار أن هيئة تقويم التعليم والتدريب تعدّ الجهة المختصة في المملكة بالتقويم والاعتماد والقياس في التعليم والتدريب في القطاعين العام والخاص لرفع جودتهما وكفايتهما وإسهامهما في خدمة الاقتصاد والتنمية الوطنية، وتتولى بناء نظام التقويم والاعتماد، بما في ذلك المؤسسي والبرامجي، وتقويم أداء المدارس ومؤسسات التعليم العالي ومؤسسات التدريب، واعتمادهما بشكل دوري، وفق المعايير التي يعتمدها مجلس إدارة الهيئة.
ولفت الدكتور ناصر الملحم النظر إلى أن منطلقات الإطار العام للاعتماد في التعليم الأهلي تعتمد على محاور رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز واقع التعليم الأهلي في المملكة والتنافسية العالمية في جودة النُظم التعليمية، فيما يأتي الاعتماد المدرسي متطلبًا تنظيميًّا ومتطلبًا وطنيًّا وحاجة مجتمعية.
وتناول أبرز السياسات المنظمة للاعتماد، ابتداء بمسؤولياتها تجاه الاعتماد؛ حيث تتولى إدارة تنفيذ مهام الاعتماد المدرسي، وإعداد كل ما يرتبط به من أطر ولوائح وأدلة، كما تصدر قرارات الاعتماد أو تجديده أو حجبه، وإتاحة الاعتماد المدرسي الاختياري للمدارس الأهلية والمدارس العالمية، إضافة إلى ازدواجية الاعتماد الذي يمكن للمدرسة من خلاله الحصول على اعتماد من جهة مانحة مرخصة من الهيئة أو حصولها على اعتماد الهيئة أو الجمع بينهما، فيما تصدر الهيئة السياسات المتعلقة بآلية التعامل مع المدارس الأهلية والعالمية ومراحلها وبرامجها المختلفة والمجمعات المدرسية والفروع المستقلة من ناحية الاعتماد.
وأوضح أن الاعتماد في المدارس الأهلية والعالمية يمر عبر خمس مراحل، تنطلق بالتهيئة والترشح، ثم التقويم الذاتي، والتقويم الخارجي، ثم اتخاذ القرار، وأخيرًا الاعتماد والتقويم المستمر، مشيرًا إلى أن معايير تقويم التميز المدرسي تشمل مجالات القيادة والحوكمة والتعليم والتعلم ونواتج التعلّم والبيئة المدرسية.
وأبرز خطوات الهيئة بوضعها الأطر العامة والأدلة التنفيذية، وإتاحة المنصة الرقمية للتقويم والاعتماد المدرسي، وتأهيل المختصين وبناء القدرات البشرية، مبينًا أن انطلاق المشروع كان بتوقيع العقود لنحو 24 شركة تعليمية تضم 727 مدرسة وتحتوي 124 ألف طالب وطالبة.
يذكر أن المنظمات والمؤتمرات الدولية العلمية تحرص على مشاركة هيئة تقويم التعليم والتدريب لاستعراض مبادرات المملكة وتجاربها الرائدة في القياس والتقويم والاعتماد في مجالات التعليم والتدريب.