تعرف على الفئة التي يصيبها اضطراب الشخصية الحدية

قد يتم الشفاء منه أو يستمر مدى الحياة..
تعرف على الفئة التي يصيبها اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية، مرض عقلي يبدو أنه يظهر في الغالب في سن المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر، وحسب الإحصاءات الأمريكية فإنه يصيب النساء أكثر من الرجال، وعمومًا يمكن الشفاء منه لكثير من الناس، كما يمكن أن يستمر مدى الحياة؛ حيث يسبب مشاكل كبيرة في الشعور بالذات وفي العلاقات، وقد يتدخل في قدرة المريض على أن يكون سعيدًا، وأن يحدد من هو وماذا يريد؟

كما يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية من مشاعر مختلفة، بما في ذلك الغضب بشكل مكثف للغاية، مع تقلبات مزاجية صعودية قد تستمر لساعات أو أيام، وغالبًا ما يتم تحدث هذه التقلبات من خلال أحداث بسيطة وقد تبدو غير مهمة تمامًا لشخص دون اضطراب؛ حيث يمكن للمرضي أن ينطلقوا بسهولة شديدة في عاصفة عاطفية، ويجدون صعوبة في التنقل حول العالم؛ لأنهم حساسون للغاية ولديهم محرك عاطفي سهل وسريع الاستثارة.

وربما ينفعل هذا الشخص ولا يبدو ودودًا إذا اتصل تليفونيًّا بشخص ما ولم يرد هذا الشخص علي بسبب انشغاله مثلًا، وقد يصبح الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية مقتنعًا بأن الشخص الآخر لا يحبه، ومن ثم يصبح عدائيًّا بشكل صريح، وربما حتى يخوض معركة، وعندما يتصرف الشخص الحدودي بهذه الطريقة، فإنه يخيف الشخص الآخر، رغم أنه يحاول جاهدًا أن يكون ودودًا بشكل معقول.

وحسب توصيف الخبراء، فإن (المحرك) لديهم لا يعمل بسرعة فائقة فحسب، بل إن (المكابح) لديهم لا تعمل أيضًا، فهناك جزء في الدماغ وهو الجزء المتحكم في الوظيفة التنظيمية المتحكمة في العواطف ضعيف للغاية، ويعتقد الناس غالبًا أن الشخص الحدودي يتصرف بطريقة متعمدة، لكنه في الواقع لا يعرف كيف يتوقف، والأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية في كثير من الأحيان يتصرفون باندفاع حتى وإن كانت النتيجة تدمير الذات.

ويفتقر المصابون بهذا الاضطراب أيضًا إلى الشعور القوي بالنفس، وبدلًا من ذلك يعتمدون هويات عابرة تعكس الأشخاص والظروف المحيطة بهم، ما يعني أن قيمهم وأهدافهم وآراءهم يمكن أن تتغير بناءً على نزوة، فهؤلاء المرضى سوف يعجبون بشخص ما ويكونون مفرطين في الشعور بالحيوية ويثنون عليه، ثم عندما يحدث أي شيء صغير فإنهم ينقلبون تمامًا إلى الطرف الآخر، سيغضبون تمامًا من هذا الشخص، ويكونون معاديين للغاية، وغالبًا ما يدفع الخوف من الهجر والرفض هذا السلوك.

ولا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الحدية، لكن مثل العديد من الحالات البدنية والعاطفية الأخرى، يبدو أنه مزيج من الوراثة والعوامل البيئة، متمثلة في والصدمات أثناء الطفولة، لكن لحسن الحظ فإن الاستعداد الوراثي لا يعني أن الإصابة أمر لا مفر منه، فهذا الخطر الوراثي يشبه احتمال الإصابة سرطان الثدي مثلًا، وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم تغييرات في الدماغ، خاصة المناطق التي تتحكم في النبضات وتنظم العواطف، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات نتيجة لسبب ما.

وحسب الخبراء فإن الدعامة الأساسية للعلاج حتى الآن هي العلاج النفسي السلوكي، بالاعتماد على تعليم مهارات معينة وتقنيات مثل التأمل لإدارة العواطف والتفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى علاجات أخرى كالتدريب على تنظيم القدرة والتنبؤ العاطفي وتحويل التركيز، فيما يحتاج البعض دخول المستشفى فترات من الوقت، عندما يهددون بإيذاء أنفسهم، ويمكن تحقيق نتائج علاجية جيدة، لكن الأمر يتطلب بعض الوقت والعمل والجهد، ويمكن أن تكون سنوات من العلاج ضرورية لتعليم المرضى متى يتجنبون الأشياء التي تثيرهم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa