صالح النعيمة.. الصقر الأخضر.. أول قائد عربي يحمل كأسًا آسيويًا مرتين

قاد المنتخب السعودي لقهر التنين الصيني
صالح النعيمة.. الصقر الأخضر.. أول قائد عربي يحمل كأسًا آسيويًا مرتين
تم النشر في

لن تنسى مدرجات ملعب كالانج بسنغافورة ذلك الصوت الجَهْوَرِيَّ لأيقونة شارة القيادة الخضراء صالح النعيمة، قائد المنتخب السعودي، لحظة مطالبته لزملائه اللاعبين بالتركيز وتغليب الدفاع على الهجوم، وذلك قبيل نهاية مباراة التتويج باللقب الآسيوي بعشرين دقيقة فقط، يوم 16 ديسمبر عام 1984، أمام منتخب الصين الأقوى آسيويًّا وقتها، عندما قرر الفريق الطبي للمنتخب استبعاد ماجد أحمد عبدالله المهاجم السعودي الظاهرة وصاحب ثاني أهداف الأخضر؛ لعدم قدرته على استكمال المباراة التاريخية بسبب الإصابة.

شكلّت مشاعر وروح القائد وقودًا وطاقة إيجابية لبقية اللاعبين، وتبددت معها رهبة المشاركة القارية الأولى في التاريخ، وخوض نهائي أهم بطولات القارة الصفراء بملاقاة منتخب الصين، الذي كان يصنف كأَعْتَى منتخبٍ آسيويٍّ آنذاك؛ لذا كان لابد من أن تحضر رباطة جأش الشجعان من المدافعين عن شعار الأخضر في أهم أمسية كروية.

المهاجمون قالوا كلمتهم وزاروا الشباك في تلك الليلة الشاقة بدنيًّا وذهنيًّا، فبعد تقدم الصقور السعودية بهدفين في المواجهة التاريخية، يحكي المدافع القائد صالح النعيمة عن لغة الإشارة بينه وبين ماجد عبدالله، ويقول: "أشار ماجد بإصبعه نحو اليسار فصوبت الكرة بالاتجاه الذي طلب؛ لينفرد بحارس المرمى، لكنه أصيب قبل أن يصوب ولم يتمكن من مواصلة اللقاء".

وأضاف النعيمة: "أدركت حينها أن الوقت المتبقي من عمر المباراة 20 دقيقة، وحينها كنَّا نواجه اندفاعًا من منتخب الصين، فصرخت مرارًا وتكرارًا، مناديًا كل زملائي بالعودة إلى الدفاع، ونسيان الهجوم الآن، وعدم الاحتفاظ بالكرة في الخطوط الخلفية، وأخذها بعيدًا، وإرهاق المنافس قدر الإمكان".

نجح النعيمة، "القائد الشاب" في بثِّ روح جديدة في اللاعبين، بتعليمات لا تنسى، فتلاشت الخطورة الصينية، وتكسرت كل محاولات الصينيين أمام الجدار الأخضر، وفي النهاية حمل صالح الكأس الغالية بعد مواجهة ملحمية، ومشوار شاق؛ لتعلن سنغافورة عن ولادة عملاق جديد للقارة.

يتذكر إمبراطور الدفاع، ويقول: "مسافة قصيرة فصلت بين نهائيات أولمبياد لوس أنجلوس التي شهدت نتائج أقل من الطموحات، ونهائيات أمم آسيا، لم يتوقع الكثير أن نترك تلك البصمة".
الأخضر في بطولة أمم آسيا 1984 كان يشارك لأول مرة في مسيرته، يقول النعيمة: "تضم النهائيات منتخبات لا تقهر حينها، الصين على قمة الهرم، وكوريا أقوى الأقوياء، والكويت في قمة العطاء، وإيران كذلك. هذا ما جعل الكثير لا يطالبنا قبل البطولة باللقب، لكن أثبتنا للجميع أن المنتخب السعودي له حضوره".

صالح النعيمة لعب مع الصقور الخضر في نهائيات سنغافورة 1984 بعد أن تعرض لإصابة حرمته من أولمبياد لوس أنجلوس، إلا أنه كان في الموعد، وتماثل للشفاء من إصابته القاسية، وحمل شارة القيادة في أول مرة يحرز فيها المنتخب الوطني اللقب، وحقق بصحبة زملائه لاحقًا بطولة أمم آسيا مرة أخرى عام 1988؛ ليصبح أول قائد عربي يحمل كأسين آسيويتين في مناسبتين متتاليتين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa