استهدفت أعمال مؤتمر المانحين بشأن اليمن، اليوم الثلاثاء، الذي نظّمته المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع الأمم المتحدة تعزيز الدعم المالي لعمليات الإغاثة في اليمن، عبر السعي لجمع 4.2 مليار دولار، بهدف الإبقاء على تدفق المساعدات، ومواصلة الدعم لملايين من المتضررين من الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب الحوثي «المدعوم من إيران» المرشحة للتفاقم وسط جائحة فيروس كورونا.
وارتفع عدد الإصابات المعلن في اليمن بفيروس كورونا، إلى 323 حالة، بينها 80 حالة وفاة و14 حالة تعافٍ، وفق تأكيدات اللجنة الحكومية الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، فيما لم تعلن ميليشيات الحوثي، حتى الآن، بشكل رسمي عن الحصيلة الحقيقية للمصابين بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وفي ظل عملية التّكتّم الحوثيّعلى أعداد معظم المصابين وحالات الوفاة بكورونا في مناطق سيطرتها، لم يتم الإعلان سوى عن 4 إصابات، وحالة وفاة واحدة، إلى جانب حالتي تعافٍ، وسط اتهامات حكومية «اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا باليمن» وعالمية «منظمات حقوقية»للحوثيين بإخفاء العدد الحقيقي للحالات.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن «عدد الوفيات بسبب كورونا في العصمة اليمنية صنعاء وصل 400 حالة وفاة، وأن متوسط نسبة الوفيات في مناطق سيطرة الحوثي تتراوح بين 30 و40%»، وسط تأكيدات من وزير الإعلام اليمني، معمّر الإرياني بأن: «مؤشرات الوضع في مناطق سيطرة الميليشيات كارثيّ، وأنهم يعرّضون حياة الآلاف من شعبنا للخطر».
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بعد ارتفاع نسبة الإصابة بالفيروس، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش: «لا يوجد بلد أكثر عرضة للخطر من اليمن.. أطالب المجتمع الدولي بالتضامن مع الشعب اليمني، وتوفير احتياجاته الضرورية لمواجهة انتشار الفيروس القاتل.. 80% من الشعب في حاجة ماسّة لمساعدات إنسانية عاجلة».
وتتزامن هذه التحركات المتسارعة مع تحذير من منسّقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا جراندي،من أن التقارير الأوّلية من وحدات العناية المركزة تشير إلى أن معدل الوفيات يصل إلى حوالي 20% بين حالات الإصابة، رغم أن المتوسط العالمي 7% فقط.
وقالت «جراندي»، إن «فيروس كورونا أصبح ينتشر في جميع أنحاء البلاد دون رادع يخفف من حدّته.. المأساةفي اليمن أنه من المستحيل معرفة عدد الأشخاص المصابين في ظل عدم وجود قدرات كافية لإجراء الفحوصات.. البنية الصحية من مستشفيات ومراكز لا تستوعب الأزمة.. أصبح هناك نقص في كل شيء...».
وأعادت «جراندي» التذكير بمأساة تفشّيالكوليرا في اليمن، قبل نحو عامين، بـ«صورة غير مسبوقة في العصر الحديث، فضلًا عن المجاعة التي يواجهها الشعب.. عشرات الآلاف من الأسر فقدت هذا العام كل شيء في السيول التي لا تحدث بهذه الشدة سوى مرة واحدة كل جيل.. إذا لم نحصل على التمويل الذي نحتاجهفقد يهاجم كورونا اليمن بأسرها».
وأكدت منظمة الصحة العالمية «انخفاض القدرة التشغيلية لـ50% من المرافق الصحية»، فيما تشير تقارير إلى أن مستشفيات اليمن المخصصة لمواجهة كورونا وعددها 38 امتلأت أَسِرَّتُها تمامًا بمصابي الفيروس، وأن الجائحة قد تجعل اليمن على حافّة الانهيار.
وبحسب منظمة الصحة العالمية «يعاني معظم منسوبي المجال الصحيّ من انهيار كامل للمنظومة الطبية بالنظر لتفشي فيروس كورونا»، وأنها «لن تتمكن من إنقاذ حياة ملايين الأبرياء في اليمن من الكارثة المحتملة باستمرار تفشي الفيروس، نظرًا لامتلاك اليمن 500 جهاز تنفس صناعي فقط، وأربعة مختبرات، وهي تجهيزات متواضعة جدًّا»، على حَدِّ قول المنظمة.
بدورها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود»،أن عدد الوفيات في مركز علاج مرضىفيروس كورونا «الذي تديره المنظمة في عدن» يؤكد معاناة المحافظة «العاصمة المؤقتة في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء»، وأنها على أبواب كارثة صحيّة، بحسب نائب مدير برنامج منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، مارك شاكال.
وقال نائب مدير برنامج منظمة أطباء بلا حدود في اليمن: إن معدل الوفيات في المركز الوحيد لعلاج كورونا في عدن بلغ 30%، و«هو أمر مثير للقلق.. هؤلاء الناس يصلون متأخرين بأعراض حادّة بالفعل.. نحن خائفون من إصابة العديد من الأشخاص الذين ربما يموتون دون أن يتم اكتشاف إصابتهم بفيروس كورونا».
وحذّرت الأمم المتحدة من وقف حوالي 30 برنامجًا رئيسيًّا (خلال أسابيع) تنفذها الأمم المتحدة من إجمالي 41 برنامجًا، في ظل التهديدات الصحية وضعف الإمكانات التي تواجه نحو 14 ألف متطوّع ينتشرون في جميع أنحاء اليمن التي تواجه أسوأ كارثة إنسانية في العالم؛ حيث يحتاج حوالي 80% من السكان إلى مساعدات إنسانية.
اقرأ أيضا: