في تطور لافت بشأن الحرب القائمة بين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، الذي برز اسمه في وسائل الإعلام مؤخرًا، طالبت وزارة مالية النظام، مساء أول أمس الثلاثاء، بالحجز على أموال مخلوف وزوجته وأولاده أينما وجدت، خصوصًا في جزر باهاماس وقبرص وهونغ كونغ وجنوب إفريقيا
وأظهرت وثيقة حكومية اطلعت عليها «رويترز» بتاريخ 19 مايو وعليها توقيع وزير المالية، أنَّ الحكومة السورية، أخطرت الهيئة المصرفية الدولية في جنيف بملاحقة أرصدة رجل الأعمال رامي مخلوف وزوجته وأولاده والحجز على أموالهم، موضحة أنَّ «الحجز الاحتياطي» يأتي ضمانًا لتسديد المبالغ المستحقة لهيئة تنظيم الاتصالات في سوريا.
ابن الخال الملاحق من النظام
ويعد رامي مخلوف أكبر رجل أعمال سوري وهو الابن الأكبر لرجل الاقتصاد محمد مخلوف الذي كان يدير المصرف العقاري أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، وجمعت علاقات تجارية قوية بين عائلتي الأسد ومخلوف، فضلًا عن علاقة مصاهرة، والتي اعتبرت مثالًا واضحًا لزاوج السلطة برأس المال.
ويدير رامي مخلوف أكبر شركة للهواتف المحمولة في سوريا هي شركة «سيريتل» التابعة للنظام، كما يملك العديد من شركات في مجالي البناء والنفط، وفي أواخر 2019، كشفت منظمة «غلوبال ويتنس» لمكافحة الفساد أنَّ عائلة مخلوف تتحكم في 60 % من الاقتصاد السوري.
وأشارت منظمة «غلوبال ويتنس» في التقرير المشار إليه سابقًا، إلى أنَّ رامي مخلوف يملك عقارات في العاصمة الروسية موسكو تقدر بـ 40 مليون دولار.
وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات اقتصادية على رامي مخلوف عام 2008، ضمن مساعيها لمعاقبة مسؤولين سوريين قالت إنّهم على صلة بمحاولات تقويض الحكم في العراق ولبنان.
رامي مخلوف والحرب على النظام
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رامي مخلوف: إنّ سلطات نظام الأسد أعطته مهلة للاستقالة من رئاسة شركة «سيريتل»، المشغل الأساسي لخدمات الهاتف المحمول في سوريا، وإلا فإنَّها ستسحب ترخيص الشركة.
وأعلن رامي مخلوف، في مقطع فيديو شاركه بالنشر على صفحته الشخصية الموثقة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في الأول من مايو الجاري، رفضه التنحّي والاستقالة، مؤكدًا أنَّ انهيار «سيريتل»، وهي مصدر رئيسي لإيرادات الحكومة، سيوجه ضربة «كارثية» للاقتصاد السوري.
وأكد رامي مخلوف، في مقطع الفيديو التزام «سيريتل» بدفع كافة التزاماتها المالية أمام الدولة، مشددًا على أنَّ شركته لم تقصر في دفع مستحقاتها الضريبية، مشيرًا إلى أنها أيضًا تتقاسم عائداتها الربحية مع الدولة.
ونوّه رامي مخلوف إلى أنَّ المطالبات الحكومية للشركة غير محقة وخاصة فيما يتعلق بالعقود المبرمة برضى الأطراف وتعهد بنشر الوثائق التي تمَّ تقديمها أمام الأجهزة المعنية، مؤكدًا أنَّ نفقات شركة الاتصالات حقيقة وغير وهمية، كما طالب ابن عمته رئيس النظام بالتدخل وتوجيه الأوامر بالتدقيق متعهدا بالالتزام بالتوجيهات الرئاسية.
رامي مخلوف بعد 2011
وقبل أن تظهر شعارات إسقاط النظام بالظهور على الساحة السورية عام 2011، ردّد محتجون هتافات ضد رامي مخلوف وأحرقوا مكاتب شركته «سيريتل» في مدينة درعا السورية التي انطلقت منها شرارة الأحداث، وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي أعلن رجل الأعمال بأنه سيترك العمل في التجارة ويتفرغ للأعمال الخيرية.
كما نقل التلفزيون السوري عن رامي مخلوف قوله إنّه سوف يطرح جزءًا مما يملكه من أسهم في شركة سيريتل للاكتتاب العام، لخلق فرص عمل ودعم ذوي الدخل المحدود، وفي عام 2011، أدرج الاتحاد الأوروبي مخلوف على لائحة عقوبات تضمنت منعه من دخول أراضيه وتجميد أمواله.
اقرأ أيضًا: