نصائح الخبراء لتجنب تأثير الملل على الصحة

دراسات كثيرة حذرت منه..
نصائح الخبراء لتجنب تأثير الملل على الصحة

تشير بعض التقارير الإخبارية التي تناولت تفشي فيروس كورونا الجديد في بعض الدول، إلى الملل الذي يتسلل بين بعض السكان في الأماكن المتأثرة بإغلاق السلطات في إطار مكافحة الفيروس، ومن المحتمل أن يكون الملل ضئيلاً إذا استمر هذا الموقف لبضعة أيام فقط، ولكن ماذا إذا امتد إلى أسابيع أو شهور.. فهل ستكون له عواقب على الصحة العقلية؟!.

حسب الخبراء فإن جميع البشر تقريباً يشعرون بالملل في بعض الأحيان، وهذا على الأرجح جزء لا يمكن تجنبه من الحياة، ومع ذلك تُظهر الأبحاث المتنامية من علم النفس، أن الملل المزمن هو مسألة خطيرة تؤثر على جودة الحياة، حيث تؤكد هذه الدراسات العلمية وما سبقها أن الملل ينشأ عندما يخنق الأفراد احتياجاتهم الفطرية للتعلم والتفاعل وتطوير مهارات جديدة والتغلب على التحديات، وتشير الدلائل العلمية الكبيرة اليوم، إلى أن الملل المزمن يسهم في العديد من أنواع السلوكيات السلبية، التي تتسبب في الإدمان بكل أشكاله.

وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة، أن الملل كان سبباً رئيساً للإفراط في تناول الطعام خاصة بين النساء، ومؤخراً أظهرت دراسة تجريبية لفريق من جامعة ماستريخت الهولندية، أن الأشخاص الذين أجبروا على مشاهدة فيلم روائي مدته 60 دقيقة، أكلوا ما يقرب من ضعف كمية حلوى الشوكولاتة مقارنة بأولئك الذين شاهدوا فيلماً وثائقياً مثيراً للاهتمام، وخلص الباحثون إلى أن الملل بذلك يعد حالة عاطفية قوية تحفز استهلاك الغذاء.

كما ركزت بعض البحوث الصحية على مخاطر الملل على المراهقين، ومنها دراسة لفريق بحثي بجامعة ماريلاند الأمريكية، وجدت أن متعاطي المخدرات في سن المراهقة يشعرون بالملل بشكل كبير، كما وجدت الدراسات التي أجريت في بلدان مختلفة مثل جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وجود صلة قوية بين الملل وإساءة استخدام المواد المخدرة في سن المراهقة.

وفي الصين وجدت دراسات حديثة بجامعة كوانجتشو أجريت على طلاب الجامعات، أن الملل شمل عوامل مثل الرتابة والشعور بالوحدة، بينما خرج فريق بحثي من جامعة جياموسى بنتائج تتنبأ بالإفراط في تناول الطعام بين طلاب الجامعة بسبب الملل.

وحسب الخبراء فإن معظم الدراسات قدمت أدلة واضحة على أن الملل ضار بصحتنا العقلية والبدنية، ومن ثم فإن نصائحهم الرئيسة تتلخص في محاولة تجنب الملل من خلال التدرب على ذلك في مختلف الظروف، فرغم أن الملل وكيفية التعامل معه تُبنى منذ الطفولة، وتتطور وتنمو بنمو الإنسان وتطوره، إلا أننا نستطيع تنميتها بالتدرب، من خلال التعمق في أفكارنا وطرد كل ما هو سلبي منها، وكذلك بممارسة نشاط ذهني مختلف يصرف انتباهنا إلى ما هو أعمق وأهم، نشاط ذهني نستمتع به كالقراءة، الكتابة، الرسم، إلخ، مع التركيز لتطوير التخيل وما يرتبط به من إبداع، ومن ثم فإننا لن نتعرض للملل وآثاره الضارة على حياتنا وصحتنا العقلية والبدنية.

اقرأ أيضًأ:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa