يونيسف تحذر من تداعيات خطيرة لكورونا على الصحة العقلية للأطفال

بعد عام من الجائحة
يونيسف تحذر من تداعيات خطيرة لكورونا على الصحة العقلية للأطفال

حثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير أصدرته، اليوم الخميس، على زيادة الاستثمار في خدمات الصحة العقلية محذرة من تداعيات وباء كورونا على الأطفال بشكل خاص.  

وبحسب التقرير الذي يتزامن صدوره مع دخول الجائحة عامها الثاني، عاش طفل واحد على الأقل من بين كل 7 أطفال، أو 332 مليونًا على مستوى العالم، في ظل سياسات الحجر المفروضة والبقاء في المنزل لمدة 9 أشهر على الأقل منذ بداية جائحة كورونا.

وأوضح التقرير أن جميع الأطفال تقريبًا يعانون من شكل من أشكال الإغلاق المتقطع في عام 2020، فإن التحليل الجديد الذي أجرته اليونيسف، والذي يستخدم بيانات منOxford Government Response Tracker Covid-19، يحدد بعضًا من أكثر شروف الإغلاق استمرارية في جميع أنحاء العالم.

ووفق تقرير اليونيسف، عاش 139 مليون طفل في ظروف إلزامية البقاء في المنزل، مع استثناءات قليلة، بما في ذلك الأطفال الذين يعيشون في بلدان مثل نيجيريا وبيرو وباراجواي. أما البقية، أي 193 مليون طفل، فقد عاشوا في ظل سياسات الحجر الصحي الموصى بها على مستوى البلاد لنفس الفترة الزمنية.

وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور: مع عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة المرتبطة بالوباء، فقد مر عام ثقيل وطويل علينا، خاصة على الأطفال.

وأضافت: يشعر العديد من الأطفال بالخوف والوحدة والقلق، ويجب علينا الخروج من هذا الوباء بنهج أفضل للصحة العقلية للأطفال والمراهقين، وهذا يبدأ بإعطاء هذا الأمر الاهتمام الذي يستحقه.

وأشار التقرير إلى أنه مع دخول الوباء عامه الثاني، فإن تأثيره على الصحة العقلية للأطفال والشباب ورفاههم النفسي الاجتماعي يتسبب في خسائر فادحة.

وبحسب اليونيسف فقد أظهر استطلاع رأي حديث أجرته يونيسف في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أن أكثر من ربع الشباب عانوا من القلق و15 في المائة من الاكتئاب.

وذكر التقرير أن عددًا كبيرًا من الأطفال الذين يعانون من العنف أو الإهمال أو سوء المعاملة في المنزل، تقطعت بهم السبل مع أفراد سيئين ودون دعم الأطر التعليمية والأسر والمجتمعات. ويتعرض الأطفال في الفئات السكانية الضعيفة، مثل أولئك الذين يعيشون ويعملون في الشوارع والأطفال ذوي الإعاقة والأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب، لخطر التجاهل التام لاحتياجاتهم الصحية العقلية.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تسببت جائحة كورونا في تعطيل خدمات الصحة العقلية الحرجة أو إيقافها في 93 في المائة من البلدان في جميع أنحاء العالم، في حين أن الطلب على دعم الصحة النفسية آخذ في الازدياد.

ووجدت دراسة أجريت من 194 مدينة في الصين أن 16 في المائة من المستجيبين أبلغوا عن أعراض اكتئاب متوسطة أو شديدة جدا أثناء الوباء، و28 في المائة تعرضوا إلى أعراض القلق المتوسطة إلى الشديدة.

واستجابة لذلك، تدعم اليونيسف الحكومات والمنظمات الشريكة لتحديد أولويات الخدمات للأطفال وتكييفها. فعلى سبيل المثال، أطلقت المنظمة في كازاخستان منصة لخدمات تقدم المشورة والنصائح الفردية عبر الإنترنت للأطفال، فضلًا عن التدريب عن بعد في المدارس لإخصائيي الصحة العقلية.

وفي الصين، أطلقت اليونيسف وشركة التواصل الاجتماعي Kuaishou تحديًّا عبر الإنترنت للمساعدة في تقليل القلق لدى الأطفال.  

وفي وقت لاحق من عام 2021، ستكرس اليونيسف في تقريرها الرئيسي الذي يصدر كل سنتين، حالة أطفال العالم، للصحة العقلية للأطفال والمراهقين، بهدف زيادة الوعي بالتحدي العالمي الذي نتج عن وباء كورونا وإجراءات الإغلاق وغيرها، ولتقديم الحلول وتشجيع الحكومات على زيادة التركيز على هذه القضية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa