بعد فترة غياب وتوقف طويلة بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد، تعود الحياة من جديد إلى روزنامة المباريات الدولية من خلال أسبوع حافل بالمباريات المثيرة، في افتتاح فعاليات النسخة الثانية من بطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم.
ويُرفع الستار، غدًا الخميس، عن فعاليات هذه البطولة الثانية من الكأس القارية التي حسمتها البرتغال في النسخة الأولى، على حساب طواحين هولندا، فيما تقام مباريات الجولتين الأولى والثانية في دور المجموعات على مدار الأيام الستة المقبلة.
عودة الماكينات
ويعود المنتخب الألماني إلى الساحة الدولية بصيغة مختلفة عما كان متوقعًا له؛ حيث يخوض مديره الفني يواكيم لوف، المباراتين المقبلتين للفريق أمام المنتخبين الإسباني والسويسري، في غياب نجوم بايرن ميونخ الألماني.
ومنح لوف الراحة للاعبي النادي البافاري، بعد مشاركتهم مؤخرًا في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي فاز فيه الفريق على باريس سان جيرمان الفرنسي، مطلع الأسبوع الماضي، نظرًا إلى تأخر انتهاء الموسم الأوروبي بسبب أزمة «كوفيد-19».
ونزل يواخيم لوف إلى أرض الملعب واضعًا القناع الطبي «الكمامة السوداء»، على وجهه للترحيب بلاعبيه لدى عودتهم إلى التدريبات بعد شهور طويلة من غياب تجمعات المانشافت، بسبب جائحة الفيروس التاجي.
ومع وصول الفريق، أمس، إلى معسكره التدريبي في شتوتجارت، وصلت الأنباء بسلبية جميع الفحوص التي أجراها الفريق للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا، قبل بدء استعدادات الفريق لخوض غمار الاختبار الإسباني الصعب.
وكانت حقيقة «الفقاعة» الصحية التي يعيش فيها المانشافت واضحة للعيان، بحلول منتصف نهار يوم الاثنين الماضي؛ حيث كانت الشرطة تجوب الشوارع الضيقة المحيطة بمقر إقامة الفريق، لتوفير الحماية لرجال لوف.
وبينما تزاحم الراغبون في الحصول على التوقيعات التذكارية حول مدخل الفندق الذي يقيم فيه الفريق، تم السماح لـ12 مشجعًا فقط، مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي المناسبة عن نجوم الفريق، وإن نجح مشجع شاب في التقاط صورة مع كاي هافيرتز.
سعادة لوف
وقال لوف: «يمكنكم جميعًا أن تتخيلوا أننا سعداء بشكل لا يصدق؛ لأننا نستطيع ممارسة نشاطنا مجددًا، بعد توقف طويل ومحبط ضرب مفاصل كرة القدم طوال 4 أشهر، قبل أن تنتصر اللعبة في النهاية».
ويفتقد منتخب الماكينات جهود نيكو تشولز لاعب بروسيا دورتموند، أمام إسبانيا وسويسرا، بسبب الإصابة في ربلة الساق، كما غاب عن بداية تدريبات المانشافت لوكا فالدشميت، الذي خاض مباراة ودية مع فريقه الجديد بنفيكا البرتغالي، الأحد الماضي.
وتابع مران المانشافت، أمس الأول الاثنين، نحو 40 مشجعًا ولكن من خلف سياج أبعدهم عن الملعب نحو 100 متر، إلا أنهم افتقدوا بطبيعة الحال رباعي بطل دوري الأبطال: مانويل نوير، وجوشوا كيميتش وليون جوريتسكا وسيرجي جنابري.
ولم تتوقف غيابات الألمان عند هذا الحد، حيث منح لوف ثنائي لايبزج: لوكاس كلوسترمان ومارسيل هالشتنبرج، راحة أيضًا، بعد أن خاض فريقهما الدور قبل النهائي في دوري الأبطال الأوروبي قبل نحو أسبوعين فقط.
وتابع لوف: «علينا أن نفكر ونتصرف مع وضع المستقبل في اعتبارنا»، في إشارة إلى أنه يركز أيضًا على بناء فريق قادر على المنافسة في بطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2020»، التي تأجلت إلى منتصف العام المقبل.
دعم بافاري
ورغم الراحة التي منحها لوف للاعبي بايرن في هذه المرحلة، سيكون الفريق البافاري ممثلًا في قائمة المانشافت خلال المباراتين المرتقبتين؛ وذلك من خلال الثنائي ليروي ساني، ونيكلاس شوله العائدين بعد التعافي من إصابة الرباط الصليبي.
وقد يمنح لوف فرصة المشاركة الأولى مع المانشافت، لأوليفر باومان حارس مرمى هوفنهايم، وكذلك كل من فلوريان نيوهاوس لاعب بروسيا مونشنجلادباخ، وروبن جوسين نجم أتالانتا الإيطالي.
وكانت آخر مباراة ودية خاضها المانشافت، شهدت فوزًا كاسحًا لرجال يواكيم لوف على منتخب أيرلندا الشمالية بسداسية مقابل هدف وحيد، لحساب تصفيات «يورو 2020»؛ وذلك في نوفمبر 2019.
وأعرب أوليفر بيرهوف مدير الاتحاد الألماني، عن ارتياحه لقدرة المانشافت على استئناف نشاطه مجددًا، بعد تأجيل مباراة المنتخب أمام نظيره الإسباني في دوري أمم أوروبا، خلال مارس الماضي بسبب جائحة كورونا.
وأوضح بيرهوف، في تصريحات لشبكة «إيه آر دي» الألمانية التلفزيونية: «إذا لم نخض مباريات دولية فهذا يعني خسائر مالية كبيرة للاتحاد الألماني لكرة القدم.. لقد اقتصدنا بشكل جيد في الماضي، لهذا ومثل بعض الشركات، ربما لم نكن بحاجة إلى ضخ مبالغ مالية.. يمكننا أن نعيش عامًا أو عامين حتى وسط الصعوبات، لكن الأمر كان صعبًا».
والآن، أصبح لوف مُطالَبًا بقيادة المانشافت لثماني مباريات في غضون 11 أسبوعًا، والتركيز بعدها على بطولة كأس أمم أوروبا 2021، ليؤكد: «كأس الأمم الأوروبية العام المقبل لها الأولوية القصوى.. أعلم أنه يمكن الفوز فقط عندما تخوض البطولة وأنت منتعش ذهنيًّا وبدنيًّا».
ورغم هذا، يرغب لوف في التعامل مع بطولة دوري الأمم بجدية، بعد سقوط الفريق المهين في النسخة الأولى من ناحية والخروج المبكر من دور المجموعات، في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا التي خاضها الفريق للدفاع عن لقبه العالمي الذي أحرزه في 2014 بالبرازيل من ناحية أخرى.
وخاض المنتخب الألماني فعاليات النسخة الأولى من البطولة ضمن مجموعة تضم معه منتخبي فرنسا وهولندا، ولم يحقق الفريق أي فوز في مبارياته بهذه المجموعة وقتها؛ ما أدى لهبوطه إلى دوري القسم الثاني بالبطولة بعد احتلاله المركز الأخير في المجموعة.
ولكن الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا» قرر زيادة عدد المنتخبات المشاركة في دوري القسم الأول إلى 16 منتخبًا بدلًا من 12 منتخبًا؛ ما ساهم في عودة المانشافت إلى القسم الأول؛ حيث يخوض فعاليات النسخة الثانية ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات أوكرانيا وإسبانيا وسويسرا.
روزنامة دوري الأمم
وتنطلق فعاليات هذه المجموعة، غدًا، على إيقاع مباريات ألمانيا مع إسبانيا وأوكرانيا مع سويسرا، فيما تلتقي تركيا مع المجر، وروسيا مع صربيا في المجموعة الثالثة، وبلغاريا مع أيرلندا وفنلندا مع ويلز في المجموعة الرابعة.
وفي دوري القسم الثالث، يلتقي المنتخب السوفيني نظيره اليوناني، وتلعب مولدوفا مع كوسوفو في المجموعة الثالثة، بينما يشهد دوري القسم الرابع، غدًا أيضًا، مباراتي لاتفيا مع أندورا، وجزر فارو مع مالطا في المجموعة الرابعة.
اقرأ أيضًا: