شكل الأسنان وعلاقته بصحة الإنسان

تخبرك بإشارات جسمك..
شكل الأسنان وعلاقته بصحة الإنسان

في كتابه الجديد "حمية الأسنان" يتحدث طبيب الأسنان الأسترالى ستيفن لين، عن اتصال الفم والجسم، وكيف يمكن أن تساعد التغذية في معالجة الأسنان وميكروبات الفم، في ربط يبدو مفاجئًا بين الأسنان والغذاء الحقيقي والصحة الطبيعية المتغيرة، وكيف يمكن أن تدلنا صحة الأسنان على المشاكل الصحية الأساسية لدى كل شخص.

ويقول مؤلف الكتاب، إن أسنانك تبرز إشارات حاسمة من جسمك عندما تكون في محنة، لقد عرفنا تسوس الأسنان ومرض اللثة من خلال البكتيريا الضارة، وترتبط هذه الروابط بأمراض خطيرة في نهاية المرحلة مثل أمراض القلب، فنحن نبتلع تريليونات البكتيريا كل يوم، وأحد أكبر التطورات في الطب في السنوات الأخيرة هو تقدير الميكروبات المعوية ودورها في الأمراض المزمنة في جميع أنحاء الجسم، ويرتبط الفم بشكل لا لبس فيه بأمعائك، لذا فإن الميكروبات الفموية هي طريقة قابلة للقياس ويمكن الوصول إليها لمعرفة كيف يعمل جسمك، وعندما ننظر إلى أمراض الأسنان واللثة نبدأ في بناء نظرة شاملة للجسم.

ويضيف، لم تحدث الأسنان المعوجة في الغالبية العظمى من الوقت الذي سار فيه البشر على الأرض، حيث تظهر الدراسات الأنثروبولوجية أن الظاهرة ظهرت تقريبًا منذ الثورة الصناعية، وتشير دراسات أخرى إلى أنه في جيل واحد من سوء التغذية، حيث إن الثقافات التي تعيش على النظم الغذائية التقليدية منذ آلاف السنين بدأت بشكل مفاجئ في الحصول على سوء إطباق الأسنان أو الأسنان المعوجة، حيث يستمع جسمنا باستمرار إلى الإشارات البيئية التي نقدمها، فالرضاعة الطبيعية هي أفضل مثال على كيفية توجيه المدخلات الغذائية لنمو الفك، حيث تؤدي حركة الرضاعة إلى فك الطفل الصغير، تمامًا كما تحافظ الأطعمة المضغية على عظام الفك البالغة، وتوفر المواد الغذائية القابلة للذوبان في الدهون التي توجه التوازن الهرموني والكالسيوم في الجسم لتوجيه نمو الهيكل العظمي والفك.

وتبين الدراسات الأنثروبولوجية لأمراض الأسنان أن عدم التطابق مثلًا؛ كان نتيجة الثورتين الزراعية والصناعية، أو عندما بدأنا في تغيير الإمدادات الغذائية بطريقة كبيرة، والشيء المضحك هو أن معظم ما نعرفه عن أسلافنا من الناحية الصحية يستدل عليه من الفكين والأسنان، لأنها الأجزاء الأكثر ثباتًا في الجسم والتي تبقى في سجل الحفريات، لذا كيف تبدو أسنان أجدادنا؟ مع عدم وجود تجاويف ولا أمراض باللثة.

فكل ما نراه اليوم في الفم بما في ذلك الأسنان الملتوية، تحدث فقط عندما نأكل النظام الغذائي الحديث، ويعاني الطفل الذي يحتاج إلى تقويم الأسنان في سن 12 عامًا من نفس المشكلة التي يعاني منها المراهق الذي يحتاج لأسنانه، لم ينمُ عظم الفك بما يكفي ليتناسب مع 32 سنًا بشريًا، ولكنها موجودة فى جميع أسلافنا تقريبًا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو أربعة ملايين طفل يحتاج إلى تقويم للأسنان و10 ملايين يفقدون بعض أسنانهم كل عام لاتباع نظام غذائي خاطئ.

ماذا يخبرنا شكل الأسنان؟

يقول مؤلف الكتاب: إذا كان لديك أسنان ملتوية، فهي تخبرك بشيء مهم جدًا عن تطورك، فهي تجلس في عظم الفك الذي يجلس فيه الجهاز القحفي، وبالتالي لم ينمُ الفك بالشكل الكافي ليتناسب معها، والأسنان ليست الشيء الوحيد في رأسك، فالفك الصغير يحتوي أيضًا على مجارٍ هوائية صغيرة وضيقة، ونتيجة لذلك يعاني أصحاب هذه الأسنان من مشكلات في التنفس، والتنفس من خلال فمك هو آلية للبقاء على قيد الحياة، ويجب ألا يصبح نمطك الأساسي في توصيل الأكسجين لجسمك.

ولا تكمن المشكلة في تناول كميات كافية من العناصر الغذائية التي توفر لبنات البناء لتنمية ميزات الوجه القوية والواسعة، فبمجرد أن تمر فترة نمو الفك المصاب بالتقزم، فإن خطوط فك الطفل لا يتم تطويرها كما ينبغي، ثم يعوض الطفل التنفس بالتنفس الفموي، وكذلك يضطر للمضغ بطريقة مختلفة، كما أن وضع اللسان يكون منخفضًا، ولا يتوفر للفك الإشارات الفيزيائية الصحيحة لينمو وفقًا لذلك، كما أنها لا ترسل إشارات عصبية صحيحة للجسم والدماغ، وبينما تعالج الأقواس التقويمية الأسنان المعوجة، لكنها لا تتناول عددًا لا يحصى من القضايا التي أدت إلى الأسنان المعوجة.

نحن نعلم أن الأطفال يتناولون الكثير من الأطعمة الضارة كالحلوى، ومع ذلك توفر صحة الأسنان الوسيلة لفهم قضايا النمو والنقص في المغذيات، كما يمكن أن توفر أدلة على قضايا أخرى مثل القضايا السلوكية والتمثيل الغذائي، وأمراض القناة الهضمية التي هي في الحقيقة مجرد نتيجة تناول النظام الغذائي الخطأ، فالفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل A وD وK2، هي واحدة من أهم أجزاء النظام الغذائي للإنسان، ويجب أن توفر كل وجبة نحصل عليها كمية منها، وإعادة دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي يعني أنك ستعطي جسمك ما يكفي من الفيتامينات المفيدة للحفاظ على قوة أسنانك وعظامك، ومن ثم فلا حاجة للفلورايد، الذي كان ينظر إليه على أنه المعيار الذهبي للوقاية من الأسنان، بينما يجب أن ينظر إليه على أنه علاج له مميزاته وعيوبه.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa