الاقتصاد

بلومبرج: لهذه الأسباب أوبك ستخرج رابحة من أزمة كورونا

قالت إن العالم سيكون أكثر اعتمادًا على النفط

فريق التحرير

توقّع تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن تحالف البلدان المصدّرة للنفط «أوبك»، سيكون هو الفائز عند انتهاء أزمة جائحة «كورونا»، موضحًا أن ثمّة تغيير مفاجئ سيحدث، وهو أن العالم سيكون حينها أكثر مع اعتمادًا على الإنتاج النفطي.

فرصة جديدة

وذكر التقرير الذي نشرته الوكالة السبت وترجمته عاجل، أنه في الوقت الحاضر تتخلي أوبك وحلفاؤها عن حصتها السوقية من أجل تعزيز ورفع أسعار الخام، إلا أن الأزمة العالمية الراهنة تمنح «أوبك» فرصة جديدة.

وذكر أنه خلال الثلاث سنوات الماضية، تعاونت دول التحالف من أجل تخفيض أحجام بيع الخام لعكس تخمة المعروض التي سبّبها إنتاج النفط الصخري الأمريكي، لكن فيما تؤثر الأزمة الراهنة، وانخفاض سعر النفط عالميًا، على الاستثمارات النفطية الجديدة، بما فيها الاستثمارات في صناعة النفط الصخري، فإن «كارتل أوبك أمام فرصة جديدة.. فالعالم سيكون أكثر احتياجًا إلى خام أوبك».

تعافي أوبك

وفي هذا الشأن، قال رئيس أبحاث صناعة الطاقة في مجموعة «غولدمان ساكس»، ميشيل ديلا فيجنا: «اعتمادًا على وجهة النظر لأسهم أسواق النفط، سيكون تحالف أوبك هو الفائز الوحيد خلال السنوات القليلة المقبلة. تراجع حجم الاستثمارات في الصناعة العالمية يلعب دورًا هامًا لصالح التحالف».

وترى «بلومبرج» أن «الدلائل الأوّلية تشير إلى أن بإمكان تحالف أوبك التعافي من سلسلة الانتكاسات الأخيرة، ليكون في موقف أقوى»، مع أن الوقت ما زال مبكرًا للتحقق من مصداقية توقعات فجوة الإمدادت.

ورغم التوقّعات بتضائل الطلب على خام أوبك؛ بسبب زيادة إمداد المنافسين، إلا أنه يبدو أن الصورة بدأت في التغير؛ حيث توقّعت مجموعة «غولدمان ساكس» ارتفاع الطلب على خام أوبك بنسبة 17% حتى العام 2025، ليصل إلى 34 مليون برميل يوميًا. 

كذلك، غيّرت مجموعة «ريستاد إنرجي» لاستشارات الطاقة في أوسلو، ومجموعة «سيتي بنك» توقّعاتها من الانخفاض إلى زيادة في الطلب على خام أوبك.

المُضِيّ بحذر

لكن في الوقت نفسه، قالت «بلومبرج» إنه على المنظمة المُضِيّ قُدُمًا بـ«شيء من الحذر»، مشيرة إلى «تنامي التحذيرات خلال العقد الماضي من أن القفزة في الاستثمارات التي أعقبت انهيار الأسعار في العام 2014 ستترك فجوة من الإمدادات يصعب على (أوبك) ملؤها».

وكانت منظمة «أوبك»، بقيادة المملكة العربية السعودية، نجحت في تشكيل تحالف مع غيرها من منتجي النفط، على رأسهم روسيا، في نهاية العام 2016، لخفض الإنتاج الكلي ودعم الأسعار، فيما بات يعرف باسم تحالف أوبك+.

وأعلن أوبك+ مؤخرًا تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج الكلي للدول الأعضاء خلال العام 2022، مع عقد اجتماع جديد، في الثامن عشر من يونيو الجاري، لمراجعة أداء الدول.

النفط الصخري الأمريكي

وانتقل رئيس أبحاث السلع في مجموعة «سيتي جروب»، إد مورس، لمناقشة وضع صناعة النفط الصخري الأمريكي، وقال إن «التهديد الذي يمثله نمو الإنتاج الأمريكي بمقدار مليون برميل يوميًا، على أساس سنوي، حتى العام 2025، لم يعد يشكل أزمة كما كان في السابق».

وقالت «بلومبرج» إن «انهيار سعر النفط يقوض طموحات إدارة الرئيس دونالد ترامب بالهيمنة الأمريكية على الطاقة.. فالإنتاج الأمريكي تراجع بنسبة 15% خلال الشهرين الماضيين، مع تراجع النفقات على الصناعة بمقدار النصف تقريبًا».

وأشارت بيانات «جولدمان ساكس» إلى انخفاض بنسبة 60% في الاستثمارات السنوية في مشاريع طويلة الأجل خلال الخمس سنوات الماضية، ما يعني توقف نمو إمدادات الخام من خارج مجموعة أوبك بالنهاية.

وكانت وكالة الطاقة الدولية توقّعت، في تقرير أخير، أن تسبب الأزمة الاقتصادية العالمية هذا العام في تراجع استثمارات النفط والغاز الكلية بمقدار 250 مليار دولار، أو ما يعادل الثلث تقريبًا.

 وأعلنت شركات نفطية عملاقة مثل «بي بي» البريطانية و«إيكسون موبيل» قطع بقيمة مليارات الدولارات في النفقات الرئيسية.

المملكة بموقف أفضل

وفي ظل الآفاق السيئة للمنافسين، قال رئيس التحليل في «ريستاد إنرجي»، بير ماغنوس نيسفين، إن المملكة العربية السعودية والإمارات هم أصحاب الموقف الأفضل في الاستحواذ على الحصة السوقية.

وقال: «تأجيل وانخفاض الاستثمارات مهّد الطريق أمام حدوث نقص في الإمدادت خلال السنوات القليلة المقبلة وحتى العام 2025، ودول أوبك الشرق أوسطية ستكون حيوية من أجل إحلال التوازن». 

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد