تشمل الجولة الخارجية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، زيارة المملكة الأردنية الهاشمية، في خطوة اعتبرها مراقبون "مهمة" لتنسيق المواقف العربية لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.
ومنذ عهد مؤسسي البلدين، جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وشقيقه جلالة الملك عبدالله الأول – رحمهما الله-، كانت ولازالت العلاقات بين السعودية والأردن متجذرة وأصيلة، وهو ما يؤكده التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين تجاه مختلف القضايا العربيّة والإقليميّة والعالميّة.
وشهدت العلاقات بين الرياض وعمان زخمًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، وفي إطار التعاون الاستثماري المشترك، تم الإعلان خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الأردن عام 2017 عن إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني برأسمال بلغ 3 مليارات دولار.
وأطلقت شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني مشروعا للرعاية الصحية، يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار، ويتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير، و60 عيادة خارجية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي.
كما تحتل المملكة المرتبة الثانية كشريك تجاري لصادرات الأردن، والمرتبة الثالثة كشريك تجاري لواردات الأردن، وتشمل مجالات التعاون بين البلدين قطاعات النقل والخدمات والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بين عامي 2016 - 2021 إجمالي 81 مليار ريال، وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية في 2021 حاجز الـ5 مليارات ريال.
وأسهم صندوق التنمية الصناعية السعودي في دعم وتمويل 62 مشروعا مشتركا مع الأردن، بقيمة تمويل تزيد على 5.4 مليار ريال، ويوجد 38 مصنعا باستثمارات أردنية في المدن الصناعية السعودية، وذلك في عدد من المجالات، مثل: صناعة الأجهزة الكهربائية، المعادن، التصنيع الغذائي، المطاط والبلاستيك، الصناعات الطبية، وغيرها.
وعملت المملكة مع الأردن على تعزيز جهود التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الرقمي، من خلال منظمة التعاون الرقمي التي تم إطلاقها بشكل مشترك في نهاية عام 2020، كما عمل البلدان على تطوير برامج تدريبية مشاركة لبناء القدرات في مجال المعلومات، لزيادة مهارات التقنية وتنمية رأس المال البشري، إذ تم عقد مجموعة من الدورات في مجال التقنيات الناشئة بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وعدد من الشركات الأردنية المتخصصة في هذا المجال.
وتحمل جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، التي تشمل مصر والأردن وتركيا، دلالة كبيرة من حيث الأهداف والتوقيت، حيث تعد ثاني جولة خارجية بعد اليابان (2019) لولي العهد خارج منطقة الخليج منذ جائحة كورونا مطلع 2020، والثانية خلال 6 أشهر خارج البلاد.
وتأتي جولة ولي العهد وعلى الأجندة العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة فضلا عن التحديات الأخرى في المنطقة ومنها تصاعد خروقات الميليشيا الحوثية في اليمن إضافة إلى تنسيق الجهود والتعاون في العديد من الملفات الأخرى.