مدارات عالمية

بعد إعلان مقتله.. ماذا تعرف عن «أبو محمد المصري» لاعب كرة القدم الذي تحول إلى أقوى رجل بتنظيم القاعدة؟

في عملية استخبارية معقدة

فريق التحرير

نشرت وسائل إعلام أمريكية مؤخرًا خبر مقتل أبو محمد المصري ثاني أرفع زعيم لتنظيم «القاعدة» في طهران، في عملية استخبارية معقدة.

وقد سلَّط هذا الخبر الأنظار مجددًا على «المصري» الذي وصفته مراكز المخابرات في واشنطن بأنه الأخطر والأقدر على إدارة وتنفيذ عمليات معقدة جدًّا، ولكن ماذا تعرف عن هذا الإرهابي؟

ولد «المصري» في حي الربيعية (شمال مصر) عام 1963، وكان لاعب كرة قدم محترفًا في الدوري المصري الأول في شبابه، لكن بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 انضمَّ إلى الحركة الجهادية التي كانت تتحد لمساعدة القوات الأفغانية.

وإثر انسحاب السوفييت بعد 10 سنوات، رفضت مصر السماح له بالعودة، بحسب تقرير مفصل أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» التي كانت أول من نشر خبر اغتياله اليوم السبت، فبقي في أفغانستان؛ حيث انضم في نهاية المطاف إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ضمن المجموعة الأولى التي شكلت لاحقًا النواة المؤسسة للقاعدة، وأدرجته المجموعة في المرتبة السابعة بين مؤسسيها البالغ عددهم 170.

ووفقًا لوثيقة سرية للغاية أصدرها «المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب» عام 2008، كان المصري «المخطط العملياتي الأكثر خبرةً وقدرةً على إدارة العمليات»، ووصفته الوثيقة بأنه «رئيس العمليات السابق في القاعدة» الذي «عمل بشكل وثيق» مع سيف العدل.

أما في إيران، فعمد أبو محمد المصري إلى توجيه ومتابعة «حمزة بن لادن» نجل زعيم «القاعدة»، وفقًا لخبراء الإرهاب. ولاحقًا تزوج حمزة مريم ابنة المصري.

يُشار إلى أن إيران أطلقت سراح حمزة وأفراد آخرين من عائلة بن لادن عام 2011 مقابل دبلوماسي إيراني اختُطف في باكستان.

وفي العام الماضي، قال البيت الأبيض إن حمزة بن لادن قُتل في عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة بين أفغانستان وباكستان.

وفي أوائل التسعينيات سافر «المصري» مع بن لادن إلى السودان؛ حيث بدأ يشكل خلايا عسكرية، كما توجه إلى الصومال لمساعدة الميليشيا الموالية لأمير الحرب الصومالي محمد فرح عيديد. وهناك قام بتدريب المقاتلين الصوماليين على استخدام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد طائرات الهليكوبتر ونجحوا في إسقاط طائرتي هليكوبتر أمريكيتين في مقديشو عام 1993.

إلى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن يورام شفايتسر رئيس «مشروع دراسات الإرهاب في العراق»، قوله: «عندما بدأت القاعدة تنفذ أنشطة إرهابية في أواخر التسعينيات، كان المصري من أقرب ثلاثة شركاء لبن لادن؛ حيث شغل منصب رئيس قسم عمليات التنظيم».

في حين أشار «معهد دراسات الأمن القومي» في تل أبيب إلى أن «المصري جلب معه المعرفة والتصميم ومنذ ذلك الحين شارك في جزء كبير من عمليات القاعدة مع التركيز على إفريقيا».

وبعد معركة مقديشو بوقت قصير، كلف بن لادن المصري بتخطيط عمليات ضد أهداف أمريكية في إفريقيا، فخطط لعملية دراماتيكية وطامحة مثل هجمات 11 سبتمبر التي من شأنها أن تستقطب الاهتمام الدولي، وقرروا مهاجمة هدفين في دولتين منفصلتين في وقت واحد.

وبعد الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 7 أغسطس 1998 بقليل، توقفت شاحنتان محملتان بالمتفجرات أمام السفارتين الأمريكيتين في نيروبي بكينيا، ودار السلام في تنزانيا، وتسببت الانفجارات في حرق وتقطيع الضحايا، وتطايرت الجدران من المباني، وتحطمت النوافذ.

عام 2000، أصبح المصري من الأعضاء التسعة في مجلس إدارة القاعدة، وترأس التدريب العسكري للتنظيم، كما واصل الإشراف على العمليات في إفريقيا.

وكان «المصري» أحد الأعضاء القلائل الرفيعي المستوى في المنظمة الذين نجوا من المطاردة الأمريكية لمرتكبي هجمات 11 سبتمبر وهجمات أخرى. وعندما فر هو وزعماء آخرون من القاعدة إلى إيران وضعوا في البداية قيد الإقامة الجبرية.

وفي عام 2015، أعلنت إيران عن صفقة مع القاعدة أفرجت بموجبها عن خمسة من قادة التنظيم منهم أبو محمد المصري مقابل دبلوماسي إيراني اختُطف في اليمن.

ثم تلاشت آثار أقدام المصري، لكن وفقًا لأحد مسؤولي المخابرات، استمر في العيش بطهران، تحت حماية «الحرس الثوري» ثم وزارة الاستخبارات والأمن لاحقًا، وسُمح له بالسفر إلى أفغانستان وباكستان وسوريا.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد