ارتدى معارضون أتراك كمامات مدون عليها تساؤل مفاده «أين ذهبت 128 مليار دولار؟» لمواجهة فساد الرئيس التركي رجب أردوغان، متسائلين عن مصير المليارات المفقودة من رصيد الاحتياطي التركي.
وجهز حزب «الخير» التركي المعارض 10 آلاف كمامة وجه مطبوعة وأرسلها إلى جميع شُعب الحزب بمدينة إسطنبول لتوزيعها على المواطنين.
وقال رئيس شعبة حزب «الخير» بمدينة إسطنبول، بوغرا كافونجو إن مهمة الأحزاب السياسية تكمن في تسليط الضوء على مشاكل المواطنين والصعوبات التي يواجهونها، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «زمان» التركية المعارضة.
وبحسب «العربية» أضاف كافونجو: «وبصفتنا حزبًا معارضًا فإننا نبحث عن أجوبة للعديد من الأسئلة المهمة، كمصير 128 مليار دولار التي تؤرق الجميع وإلى من تم بيعها وما إن كان قد تم استخدام وسيط أم لا».
وأوضح كافونجو أنهم سيعربون عن استنكارهم للأمر من خلال أقنعة الوجه التي سيستخدمونها، قائلاً: «حتى وإن لم نتحدث فإننا سنواصل إيصال صوتنا من خلال هذه الأقنعة. بإمكان المواطنين الحصول على تلك الأقنعة واستخدامها من خلال شعب الحزب ببلدات وأحياء المدينة إن رغبوا».
وذكر كافونجو أن كل قضية تُترك دون تسليط الضوء عليها تؤدي إلى كارثة أخرى.
وأضاف: «تذكروا أنه كان يتم الحديث عن استقلالية البنك المركزي وقد فقدناها وتم تغيير أربعة رؤساء للبنك المركزي في غضون العشرين شهرا الأخيرة».
هذا وأكد كافونجو أن السلطة الحاكمة لا تتحمل حتى طرح تساؤلات حول هذا الأمر، قائلًا: «كلما تصرفتم على هذا النحو فإننا نزداد إصرارًا وعزمًا على السؤال للكشف عن ملابسات هذه القضية بشكل شفاف».
يأتي ذلك بعد أن تسببت لافتات علقها حزب «الشعب الجمهوري» المعارض في عدد من المدن تتساءل عن مصير المبلغ الهائل المفقود من رصيد الاحتياطي التركي، في استنفار أمني كبير، حيث تم إزالتها من قبل الشرطة بشكل فوري، باعتبار أن ذلك يحمل إهانة للرئيس أردوغان.
والثلاثاء الماضي، رفض البرلمان التركي بأصوات التحالف الحكم، استجوابًا تقدم به حزب «الشعب الجمهوري»، حول مصير الـ 128 مليار دولار المفقودة من رصيد البنك المركزي.
يُشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق مبالغ هائلة بالعملة الأجنبية خلال عامين أثناء تولي بيرات ألبيراق صهر الرئيس منصب وزير المالية، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيرًا من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.
وسبق أن طالب رئيس البنك المركزي التركي السابق، دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك السابق، إبراهيم تورهان، بفتح تحقيق للوقوف على مصير 128 مليار دولار تم إنفاقها من الخزينة دون الكشف عن أوجه إنفاقها وسعر الصرف الذي تم تطبيقه خلال عمليات بيعها.
يُذكر أن زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدر، كان قد أثار قضية اختفاء 128 مليار دولار في عهد تولي، بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب أردوغان، لحقيبة وزارة المالية في فبراير الماضي. وقال كليتشدر ، إن 128 مليار دولار اختفت من موازنة الدولة التركية وأردوغان هو المسؤول، وفقًا للعربية.
وكان كمال كليتشدار أوغلو، قد هدد بإغلاق شركات مقرّبة من الرئيس رجب طيب أردوغان، ترسو عليها دومًا معظم المناقصات التجارية.
وأطلق كليتشدار أوغلو على 5 شركات، يديرها مقرّبون من الرئيس التركي، وصف العصابة الخماسية، وهي من كبرى شركات البلاد التي يملكها إما أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم أو موالون وتابعون له.
والشركات الخمس هي: Limak Holding, Cengiz Holding, Kolin İnşaat, Kalyon İnşaat و MNG Holding.
وقال المحلل السياسي التركي جواد جوك، إن هذه الشركات الخمسة أكثر من كسبت مناقصات على الدوام في البلاد؛ لقربها من حزب العدالة والتنمية الذي يتزّعمه أردوغان.
اقرأ أيضًا:
البحث عن 128 مليار دولار في تركيا.. المعارضة تتهم أردوغان وصهره باختلاسها
رئيس وزراء إيطاليا يصف أردوغان بالديكتاتور.. ويؤكد: دعونا نصف المستبدين بما هم عليه
الغضب يجتاح المعارضة التركية بعد منح أوروبا نظام أردوغان فرصة أخيرة