أدانت وزارة الخارجية السودانية، «العدوان» الذي قامت به إثيوبيا بدخول قواتها إلى أراضٍ تتبع للسودان قانونًا، مشيرة إلى أن أديس أبابا انتهكت سيادة الخرطوم وسلامة أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، إن اعتداء إثيوبيا على الأرض السودانية تصعيد يؤسف له ولا يمكن قبوله، ومن شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحملت الخارجية السودانية، إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجرّ إليه «عدوانها» من تبعات.
وطلبت الخرطوم، من أديس أبابا الكف فورًا عن تعديها على أراضيه، وأن تعدل إلى الحوار وتحرص على إكمال إعادة تخطيط الحدود المتفق عليها.
وكان الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، أكد في تصريحات لـ«العربية»، الخميس، أن بلاده لن تتحدث مع إثيوبيا عن ترسيم الحدود وإنما إعادة العلامات، مشيرًا إلى استعادة السودان نسبة كبيرة من أراضيه من إثيوبيا.
وقال: «نحن نأمل من الإخوة في إثيوبيا إخلاء هذه المنطقة بكل مصانعها فنحن لا نريد أن نستولي على أي شيء منهم وهي منطقة سودانية، وإن ظلت تدعي إثيوبيا أنها تتبع لها».
وأكد الكباشي أن السودان لا يرفض الوساطة مع إثيوبيا لكن بشرط وضع العلامات الحدودية المرسمة سلفا.
يذكر أن الحدود بين البلدين شهدت اشتباكات دامية الشهر الماضي، ما دفع السلطات السودانية إلى تكثيف تعزيزاتها. في حين أعلنت إثيوبيا أنها لن تجري محادثات حدودية مع السودان، حتى انسحاب قوات الخرطوم من الأراضي المتنازع عليها، ما قد يعقد جهود نزع فتيل النزاع الذي أدى إلى الاشتباكات.
وزاد التوتر بين البلدين الواقعين في منطقة القرن الإفريقي حول منطقة الفشقة التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومتراً مربعاً، والتي يطالب السودان بها فيما يستغل مزارعون إثيوبيون أراضيها الخصبة.
ومنذ مطلع ديسمبر الماضي (2020) اتهمت السلطات السودانية «القوات والميليشيات الإثيوبية» بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، في حين اتهمت إثيوبيا السودان بقتل «العديد من المدنيين» في هجمات باستخدام «الرشاشات الثقيلة».
أتى هذا الخلاف الحدودي في وقت حساس بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين وخصوصاً وسط مساع تشمل مصر أيضاً للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق.
يشار إلى أنه عام 1902، تم إبرام اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى، القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت، وإثيوبيا، لكن الترسيم بقي يفتقر إلى خطوط واضحة، ما جعل الخلافات تتجدد بين الحين والآخر.
اقرأ أيضًا: