مع حلول يوم عرفة المبارك، تتواصل عادة يوم الخُلَّيْف، وهي العادة المستمرة على مر العصور، وفيها تتوجه نساء مكة المكرمة لقضاء يوم عرفة في المسجد الحرام، وفيه تخلو مكة من الحجيج وغالبية الرجال من أرباب الأسر الذين يعملون في الطوافة وخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وفي يوم عرفة تصبح معظم أحياء مكة ومنها المسفلة، والمنصور، وجرول، والهجلة، وأجياد، ريع بخش خالية من الحجيج الذين يتوجهون إلى صعيد عرفات، وتخرج العائلات المكية رجالًا ونساء وتتوجه إلى المسجد الحرام لقضاء يوم عرفة فيه.
ويوم الخليف استثنائيًّ لأهالي العاصمة المقدسة؛ حيث يتكرر في كل عام على عادة دأبوا عليها منذ القدم وتوارثتها الأجيال.
وتحرص النساء في مكة، على قضاء يوم عرفة في المسجد الحرام، ويبدأن في الطواف وافتراش ساحات الحرم المكي وقضاء يوم عرفة فيه بصحبة أطفالهن والإفطار فيه بعد صيام اليوم المبارك، ويقمن خلال ذلك الوقت المحاضرات والندوات وتعليم الأطفال تلك العادة الموروثة.
ويستمر تواجد العائلات في المسجد الحرام أداء صلاتي المغرب والعشاء، فلا يخرجون إلا بعد صلاة العشاء.
ويوم الخليف عادة مكية قديمة متوارثة، وغالبا ما يتشح المسجد الحرام بألوان العباءات السوداء للنساء من أهل العاصمة المقدسة اللائي يجدن يوم عرفة فرصة مناسبة لقضاء اليوم في الحرم المكي الذي يكون خاليا من المصليين، في فرصة لا تتكرر كثيرا للطواف وتقبيل الحجر الأسود والمسح عليه والتعلق بأستار الكعبة لفترة طويلة.
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - ، أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: (صِيام يوم عرفة أحتسب على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السِّنةَ التي قبله، والسنة التي بعده رواه مسلم.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - . أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).