لو أن الشائعات كان لها وجود مادي مثل فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، لم تكن لتجد بيئة خصبة للتكاثر والانتشار أكثر من منصات التواصل الاجتماعي، التي يحاول البعض استغلالها في تحقيق مآرب شخصية وزيادة عدد المتابعين، فيما يغفل بعض المستخدمين عن التحقق من المعلومات التي يستقونها من حسابات ومصادر غير رسمية.
وفي إطار محاولة اتباع الناس في كل مكان إجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، تزداد عملية البحث على منصات التواصل الاجتماعي عن المنشورات التي تتضمن إجراءات وقائية من الفيروس، حيث يهتم المستخدمون بمحتوى المنشور دون الإلتفات للجهة التي أنشأت وشاركت هذا المحتوى والغرض من وراء نشرها، وفي الآونة الأخيرة كثرت الوصفات –مجهولة المصدر- التي يدعي ناشروها أنها تساعد في الوقاية من الإصابة بالفيروس، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية.
الشائعة الأولى :الغرغرة بالخل والماء الدافئ
في وقت سابق، نفت منظمة الصحة العالمية وجود أي دليل علمي أو طبي على أن التغرغر بأي مواد قلوية أو أملاح يساهم في القضاء على أو الوقاية من الفيروسات التاجية، ومن ضمنها فيروس كورونا، النفي الذي أكده الأطباء في معهد جونز هوبكنز الصحي.
جاء ذلك بعدما ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بواحدة من أبرز الشائعات في الوقاية من الفيروس، وهي أن التغرغر بالخل أو الماء الدافئ والملح يخلّص المريض من الفيروس القاتل.
ونقلت «رويترز» عن المنظمة إيضاحها بأنَّ هناك بعض الأدلة المحدودة على أن شطف الأنف باستخدام محلول ملحي (ماء مالح) قد يساعد الناس على الشفاء من البرد بشكل أسرع، لكن هذه الطريقة لم يثبت أنَّها تمنع التهابات الجهاز التنفسي.
الشائعة الثانية: استنشاق بخار الماء
وفي ظل تنامي مخاوف الشعوب من مواصلة الفيروس انتشاره عبر العالم وحصده أرواح آلاف المصابين، تكثر الوصفات «الدجلية» الخاطئة حول علاج المرض أو طرق الوقاية منه، ومن هذه الخرافات شائعة أنَّ استنشاق بخار الماء يقضي على هذا الفيروس مرفقة مع تعليق: خبير صيني يجزم ويؤكّد أن استنشاق بخار الماء يقتل فيروس كورونا 100% اذا كان موجودًا في الرئتين أو الحنجرة أو الأنف، فالفيروس لا يحتمل درجة حرارة بخار الماء الدافئة.
غير أنَّ الحقيقة المثبتة علميًا أنَّ استنشاق البخار لن يعالج المصابين بفيروس كورونا المستجدّ، وحذّر خبراء الصحة وأطباء بمعهد جونز هوبكنز من اللجوء إلى هذه الوسيلة التي قد تكون مؤذية، وهي بالطبع لن تقضي على الفيروس أو تعالج المصابين به.
وأشار خبراء بمجال الصحة، إلى أنّه عند إصابة أي شخص بأحد أنواع الأمراض التنفسية ربما يجد في استنشاق بخار الماء وسيلة للمساعدة على تخفيف الأعراض كالسعال واحتقان الأنف، إلا أنَّ هذه الوسيلة لا تشكّل علاجًا كما أنّها قد تكون مؤذية، فبخار الماء الساخن قد يحرق العيون والوجه ومجاري الهواء وقد تُسبّب الحروق إذا كانت بالغة، مضاعفات خطيرة وطويلة الأمد.
الشائعة الثالثة: كتم النفس 10 ثوانٍ لفحص الإصابة بفيروس كورونا
وتداول آلاف المستخدمون العرب لمنصات التواصل الاجتماعي منشورًا مجهول الهوية يزعم محتواه بالتوصل لأحدث وأبسط طريقة وغير مكلفة يتمكن بها كل شخص من الكشف على نفسه للتأكد من إصابته بفيروس كورونا من عدمه وتتمثل الطريقة في حبس الأنفاس لعدة ثوانٍ لا تتجاوز عدد أصابع اليدين مجتمعين، فإذا لم يشعر صاحب التجربة بالرغبة في السعال أو ضيق في التنفس فهو غير مصاب بالفيروس.
وردًا على هذا المنشور، قالت منظمة الصحية العالمية: إن هذه المعلومة عير صحيحة على الإطلاق، وهي أشبه «بالخرافة»، مؤكدة أنَّ حبس الأنفاس لأي مدة لا يثبت عدم إصابة الشخص بفيروس كورونا أو أمراض الرئتين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كتم النفس قد يكون خطيرًا على بعض الأعضاء الحيوية في الجسم.
وأكّدت المنظمة أنَّ الطريقة المثلى للتأكُّد من الإصابة بفيروس كورونا من عدمه هو الفحص المخبري، موضحة أنَّ أبرز الأعراض المصاحبة للإصابة بفيروس كورونا، هي الكحة الجافة والحمى والشعور بالإرهاق، وفي بعض الحالات الحرجة يمكن أن تظهر على المريض أعراض أخرى، من بينها ضيق النفس، وحذّر تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من استخدام أدوية لم تخضع للتجربة لعلاج مرض كوفيد-19، مشددًا على أنَّها قد تعطي أملًا زائفًا.
اقرأ أيضًا: