منوعات

ووهان تقهر فيروس كورونا بـ42 ألف طبيب و١٤ مستشفى ميدانيًا

المدينة تحولت من بؤرة للفيروس إلى نموذج لمكافحته..

فريق التحرير

لجأت الحكومة الصينية لـ42 ألف طبيب و14 مستشفى ميدانيًا، ضمن إجراءات عديدة تم اتخاذها للسيطرة على فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، والحد من انتشاره في مدنية ووهان نقطة انتشار كورونا.

ووصلت إصابات فيروس كورونا حول العالم إلى 423.681 إصابة، وأودى بحياة 18.922شخصًا حتى وقتنا هذا.

كشفت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصينية، أن أول حالة إصابة بفيروس كورونا تعود إلى منتصف نوفمبر، مضيفة أن الأطباء لم يدركوا أنهم يتعاملون مع مرض جديد حتى أواخر ديسمبر، ولكن في يناير، بدأ العلماء دراساتهم وأبحاثهم حول كورونا، سعيًا منهم للتعرف أكثر عن هذا الفيروس المستجد، الذي ظهر في مدينة ووهان.

وتعود أول إصابة بكورونا لرجل يبلغ من العمر 55 عامًا ويعيش في مقاطعة هوبي، التي تنتمي إليها ووهان؛ حيث تم اكتشاف تلك الحالة والإبلاغ عنها يوم 17 نوفمبر.

نجحت الحكومة الصينية في السيطرة على فيروس كورونا المستجد في بؤرة انتشاره، في أمر فاجأ العالم أجمع، بالرغم من عدم اكتشاف لقاح لفيروس كوفيد 19 حتى وقتنا الحالي، ولكن باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، استطاعت الصين محاصرة فيروس كورونا.

فرضت السلطات الصينية في يناير الماضي، الحجر الصحي التام على مدينة ووهان، ثم وسعت الإجراء بشكل شبه كامل إلى مقاطعة هوبي؛ حيث ظهر الفيروس لأول مرة، وبات أكثر من 50 مليون شخص في منازلهم لمنع انتشار كورونا.

فرض الحجر على ووهان لم ينجح سوى في تأخير انتشار الفيروس إلى باقي البلاد لأربعة أيام، بحسب دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأمريكية، بالإضافة لغلق المدارس والجامعات والمواقع السياحية، وتقليل حركة القطارات والحافلات بين المناطق.

والتزم غالبية السكان بالعزل المنزلي لوعيهم، واستجابوا لأوامر الحكومة والتزموا بالإرشادات والتعليمات، كما طافت دوريات الشرطة بالشوارع للتأكد من عدم تواجد الناس إلا للضرورة القصوى.

تم إرسال تعزيزات طبية لا تقل عن 42 ألف طبيب وعامل طبي، بحسب وكالة أنباء الصين، واستخدمت الصين قدراتها الهائلة في بناء مستشفيين اثنين في أقل من عشرة أيام، وإنشاء 14 مستشفى ميدانيًا؛ حيث جهزت القاعات الرياضية المغطاة وقاعات المعارض بأسِرة لاستيعاب عشرات الآلاف من مرضى كورونا.

وتم إغلاق المصانع والمؤسسات الكبرى، وفرض ارتداء الكمامات على الجميع لجمح انتقال العدوى.

وضع النظام الصيني كل وسائله الدعائية في خدمة المعركة ضد فيروس كورونا؛ حيث تم إرسال رسائل متعاقبة بلا توقف في وسائل الإعلام وأشرطة بالخط العريض على اللافتات الكهربائية في الشوارع، تدعو السكان إلى احترام قواعد النظافة والحد من خروجهم إلى أقصى ما أمكن وتهوية منازلهم.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن العامل الأساسي في محاصرة كورونا كان «إقناع الناس باعتماد العادات الضرورية».

التطور التكنولوجي

التطور التكنولوجي أيضًا ساعد الحكومة الصينية في احتواء الموقف حيث كان بإمكان المواطنين والمقيمين تلبية جميع احتياجاتهم من المواد الغذائية والدوائية من خلال التطبيقات المختلفة عبر هواتف ذكية وفرتها الحكومة لهذه الغاية، بحيث لا تتضمن خدمات التوصيل أي اتصال بشري.

وتم استخدام روبوتات ذكية لتعقيم المؤسسات والشوارع، وكاميرات حرارية عالية الدقة لكشف الحالات المصابة بالحمى عن بعد، بالإضافة لتقنية الطائرات المسيرة المخصصة لنقل العينات الطبية من المرضى إلى المراكز البحثية وأماكن التحليل.

وبعد حوالي 75 يومًا سمحت السطات الصينية لسكان مدينة ووهان، باستئناف العمل وبدأت وسائل النقل المشترك في العودة إلى النشاط.

وقال مسؤولون في الصين إن الإغلاق العام في مدينة ووهان، التي انتشر منها فيروس كورونا المستجد إلى شتى أنحاء العالم، سيُرفع جزئيًا يوم 8 أبريل.

وعاد النشاط بالمدارس مع إجراءات احترازية للطالب والتلاميذ، كغسل اليدين وخضوع التلاميذ لفحص درجة حرارة الجسم قبل دخولهم المدارس أو الفصول التعليمية.

وتمكن المواطنون من مغادرة ووهان اعتبارًا من أمس الثلاثاء، وذلك بعد موافقة الحكومة الصينية.

ومهّد لهذه الخطوات، إعلان وزارة الصحة عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد لليوم الخامس على التوالي في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.

وبعد كل هذه الإجراءات والأوقات الصعبة التي عاشتها المدينة الصينية التي تعد بؤرة انتشار فيروس كورونا، فهي تعطي أملاً لباقي دول العالم، لقدرتهم في السيطرة على فيروس كورونا باتباع الإجراءات التي تتخذها الحكومات لمنع تفشي كورونا والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى.

الكلمات المفتاحية: (مدينة ووهان، فيروس كورونا، كورونا، العزل الصحي)

اقرأ أيضا

مرر للأسفل للمزيد