قالت كبيرة علماء بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة سوميا سواميناثان، إن جميع الآباء يشعرون بالقلق على أطفالهم وعلى سلامتهم وما إذا كان ينبغي عليهم الحصول على لقاحات كوفيد، مشيرة إلى أنه من المعروف أن غالبية الأطفال والمراهقين الأصحاء، حتى لو أصيبوا بعدوى كوفيد-19، فإنهم لحسن الحظ لا يمرضون بشدة.
وأضافت دكتورة سوميا، في الحلقة رقم 71 من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها الرسمية على منصات التواصل، أن هناك حالات خاصة بين الأطفال تستوجب مزيدا من الرعاية، خاصة أولئك الأطفال، الذين يعانون من بعض الأمراض الأساسية، مثل السمنة أو الذين يعانون من بعض التشوهات الجينية مثل متلازمة داون، والأطفال الذين يعانون من مرض السكري والربو الشديد أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، والأطفال الذين يعانون من حالات عصبية كامنة والاعتلال العضلي وضعف العضلات وما إلى ذلك، موضحة أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بحالة كوفيد شديدة، علاوة على أن هناك أيضًا أن نسبة مئوية من الأشخاص، بما يشمل الأطفال، الذين تظهر عليهم الأعراض بعد تعافيهم من كوفيد، وهو ما يسمى بمتلازمة ما بعد كوفيد أو كوفيد طويل المدى.
وأوضحت "سواميناثان"، أنه يمكن أن تكون الأعراض في صورة تعب وصداع وأنواع مختلفة من الأعراض، التي تستمر في بعض الأحيان لأسابيع أو أشهر، مشيرة إلى أنه لوحظ أنه يمكن أن يصاب بعض الأطفال، وإن كانت حالات نادرة، بنوع من المرض الالتهابي، والذي يسمى MIS-C، بعد المرحلة الحادة من عدوى كوفيد، لذلك فإنه من الجيد حماية الأطفال، وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن الأطفال فوق سن الخامسة يمكنهم تلقي لقاح كوفيد.
وأوضحت "سواميناثان"، أن السبب الأول هو حماية الأطفال من الإصابة بالمرض ومن الإصابة بمتلازمة كوفيد طويل المدى، أما السبب الثاني فهو تقليل انتقال العدوى في المجتمع. والسبب الثالث هو أن الهدف من تطعيم الأطفال والمراهقين جنبًا إلى جنب مع البالغين، هو أن تنفتح الاقتصادات، ويمكن للمؤسسات التعليمية أن تظل مفتوحة دون تعرض لخطر الاضطرار إلى الإغلاق بشكل متكرر.
وقالت إنه عندما تقدم منظمة الصحة العالمية إرشادات للبلدان حاليًا، فإنها بالطبع توصي بأن تبدأ جميع البلدان بتلقيح الفئات الأكثر عرضة للخطر، وهم كبار السن والعاملين في مجال الخدمات الطبية، والبالغين المصابين بأمراض مشتركة، والأطفال الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة. ولكن بمجرد أن تتمكن البلدان من تطعيم هذه المجموعات، فمن المؤكد أنه يمكن أيضًا تلقيح الأطفال والمراهقين.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية تفحص الملفات التي تقدمها الشركات وتوفر قائمة استخدامات الطوارئ. وتمت الموافقة حاليًا على لقاح فايزر بيونتيك للأطفال فوق سن الخامسة، ولقاح موديرنا للأطفال في سن حوالي 12 عامًا. كما قامت العديد من البلدان بترخيص لقاحات مختلفة للاستخدام في تطعيم الأطفال بناءً على الهيئات التنظيمية الخاصة بها، بعد فحص البيانات المتعلقة بالسلامة والفعالية.
لذلك فإن هناك عدد من اللقاحات الموجهة للفيروسات مثل استرازينيكا وجونسون أند جونسون واللقاحات المعطلة مثل سينوفارم وسينوفاك وكوفاكسين ونوفافاكس، والتي تمت الموافقة عليها في بلدان مختلفة لمختلف الفئات العمرية.
كما أوضحت أن أفضل قرار هو اتباع إرشادات البلدان، لأنهم جميعًا نظروا بعناية شديدة وتأكدوا من أن فوائد التطعيم تفوق المخاطر، مؤكدة أنه حتى الآن من بين ملايين الأطفال الذين تم تطعيمهم حول العالم، تم رصد آثار جانبية نادرة للغاية، شارحة أنه بالطبع يمكن أن يصاب الأطفال ببعض الحمى وبعض الألم في موضع الحقن وربما بعض الآلام الجسدية التي تستمر لمدة يوم أو يومين، تمامًا مثل البالغين.
وقالت "سواميناثان"، إنه في حال عدم توفر أيا من اللقاحات المعتمدة، فإن هناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكن القيام بها للحفاظ على سلامة الأطفال، وخاصة الأطفال المعرضين لخطر كبير، بما يشمل التزام الجميع بارتداء الكمامات الواقية عند لقاء الكثير من الغرباء من خارج العائلة وفي المؤسسات التعليمية. كما يجب تشجيع جميع الأطفال فوق سن السادسة على ارتداء الكمامات الواقية عند التواجد في الأماكن المزدحمة.
ونصحت دكتورة سواميناثان، بأن يحرص الآباء على ممارسة أكبر عدد ممكن من الأنشطة في الهواء الطلق مع هؤلاء الأطفال وأن يتم الحرص على إبقاء الأبواب والنوافذ مفتوحة في المنازل والبيئات الأخرى مثل المؤسسات التعليمية حيث يقضي هؤلاء الأطفال الكثير من الوقت، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب التأكد من ارتداء الجميع للكمامات الواقية وأن يبقى البالغون أو الأطفال المصابون بالسعال والبرد في المنزل لبضعة أيام ولا يأتون ويختلطون مع باقي الزملاء.
واختتمت قائلة إنه من المهم أن تذكر أن فيروس كورونا يتغير وتظهر متغيرات جديدة مثل أوميكرون، ومن ثم فإن اللقاحات وحدها لم تكن كافية لوقف حدوث العدوى تمامًا، إنما الحماية تتم دائمًا ما تتم من خلال الحصول على اللقاحات بالإضافة إلى اتباع جميع الإجراءات الاحترازية الأخرى والتدابير الوقائية الشخصية.