وثَّقت «دارة الملك عبدالعزيز»، موقفًا تاريخيًا يجدد التأكيد على الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في نصرة القضايا الإسلامية والعربية.
ونشرت الدارة، صورًا لأول اجتماعي تاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
وقالت الدارة، إن اللقاء الأول الذي جمع الملك عبدالعزيز بالرئيس «روزفلت»، حمل أبعادًا سياسية واقتصادية وعسكرية، منها إعلان المملكة الحرب على دول المحور.
وأرسلت المملكة وفدًا إلى مؤتمر الأمم المتحدة، الذي انضمت إلى هيئتها التأسيسية، وحصلت على تعهد بعدم القيام بأي عمل معادٍ ضد العرب؛ لتكون المملكة بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تدخل حلبة المنافسة الدولية في المنطقة.
عمق حضاري وموقع حيوي
وأضافت الدارة، أن مركز المملكة الديني بين الدول العربية والإسلامية، وامتداد علاقاتها ومكانتها وموقعها الجغرافي وعمقها الحضاري، وقوتها الاقتصادية؛ جعلتها محط اهتمام كبير من قبل دول الغرب عامة والولايات المتحدة بشكل خاص؛ حيث جاءت أول معاهدة دبلوماسية بين السعودية وأمريكا عام 1931ميلادي.
حنكة سياسية وذكاء فائق
استطاع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بحنكته السياسية وذكائه الفائق، تأسيس أقوى علاقة استراتيجية في العالم، راسمًا ملامح الشرق الأوسط؛ منذ أكثر من 80 عامًا، حاملًا في قلبه وبجميع لقاءاته هموم أبناء وطنه، وقضية الشعب الفلسطيني التي كانت محور حديث ونقاش أول لقاء جمع بينه وبين «روزفلت» في عام 1945م.
وتناول اللقاء التاريخي أيضًا استقلال سوريا ولبنان؛ حيث وعد «روزفلت» الملك المؤسس بالدعم الكامل ما عدا استخدام القوة؛ حيث عبر الملك عن وجهة نظر عربية وإسلامية، وعن حس العدالة البسيط الكامن في كل إنسان.
تمثيل رسمي
وأتبعت «ذاكرة الوطن»: كانت الاكتشافات النفطية الجديدة في المملكة وراء مطالبات كبيرة من قبل رجال أعمال وممثلي الولايات المتحدة في مصر وعدن؛ بإقامة علاقات أوثق بالمملكة العربية السعودية.
وأضافت، أتت موافقة «روزفلت» على تقديم الوزير «بيتر فيتش» المفوض في القاهرة أوراق اعتماده للملك عبدالعزيز وتعيينه أول وزير مفوض غير مقيم في المملكة، أما في عام 1943م فقدم «جيمس اس موس» إلى الملك عبدالعزيز وزيرًا مفوضًا لدى المملكة، وأنشأت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م أول مقر لبعثتها الدبلوماسية في جدة.
واستكملت «الدارة»، مع اتساع العلاقات بين البلدين افتتحت المملكة مفوضية لها في واشنطن عام 1946م، ورفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في عام 1949م إلى درجة سفارة؛ حيث عين «تشايلدرز» أول سفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة.
علاقات متجذرة
ووفق «الدارة»: واصلت العلاقات السعودية- الأمريكية متانتها، وتعززت اقتصاديًا، وخصوصًا مع طرح فكرة إنشاء خط أنابيب التابلاين؛ حيث لم تفلح حينها جميع تقارير الكونجرس والحكومة والأحزاب في إقناع «روزفلت» بعدم جدوى ملكية الحكومة لخط الأنابيب؛ لتظهر براعة الملك عبدالعزيز، الذي استطاع إقناع الرئيس الأمريكي «روزفلت» بأهمية الخط وحيويته لبلاده، ولكن عن طريق شركة وليس حكومة لتأخذ العلاقات منحى اقتصاديًا آخر؛ حيث ازدهرت وتطورت لتصبح المملكة شريكًا استراتيجيًا ونقطة جذب حيوية لمختلف العالم.
تطور العلاقات
واختتمت الدارة: استمرت العلاقات السعودية- الأمريكية بتطور على مختلف الأصعدة؛ حيث تابع أبناء المؤسس مسيرة والدهم في تعزيز وتطوير العلاقات، واضعين نصب أعينهم مصلحة وطنهم وشعبهم وقضايا العرب والمسلمين فوق كل شيء، وكانت الزيارة والاتفاقيات العديدة بين زعماء البلدين شاهدًا كبيرًا على رسوخ هذه العلاقة.
اقرأ أيضا
ذاكرة الوطن.. صور نادرة توثق أول لقاء إعلامي عالمي مع «المؤسس» منذ 77 عامًا
برئاسة خادم الحرمين.. «دارة الملك عبدالعزيز» تتخذ قرارات تطويرية
عمرها 44 عامًا.. صورة نادرة توثق نزهة برية للملكين خالد وفهد