مع اقتراب موعد حسم لقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بإقامة مباراة الإياب للدور النهائي بين فريقي أوراوا الياباني، والهلال، في اللقاء الذي سيقام على لملعب سايتما، تبرز أهمية التعرف على قدرات العناصر التي يضمها الفريقان باعتبار أنها هي التي ستحسم المواجهة فعليًّا على أرض الملعب، خاصة أن كرة القدم لم تعد مجرد رياضة تعتمد على الأمور الفنية وحسب، بل أصبحت تعتمد بشكل كبير على البيانات وتحليلها للوصول إلى صورة أقرب لما يمكن أن يحدث فعليًّا خلال المباريات.
وبما أنه من المعروف أن الهلال له تشكيلة شبه ثابتة، فيمكن التركيز على عناصرها، وهو ما ستقوم به صحيفة «عاجل» الإلكترونية، خلال الأيام المتبقية على النهائي المرتقب.
يعد سالم الدوسري أحد أبرز لاعبي الهلال، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق، فهو لاعب اجتمعت فيه عديد من الصفات التي جعلته مفتاحا تتهاوى أمامه دفاعات الفرق المنافسة، وإن لم يحدث فإنه يستطيع أن يساعد الفريق على إحراز الأهداف بكل سهولة.
كما أن وجوده إلى جوار ياسر الشهراني بما يمتلكانه من مهارات وسرعة وتفاهم، جعل من الجبهة اليسرى للهلال جبهة الهجوم الرئيسية للفريق، وأصبحت تلك الجبهة مصدر الرعب الأول للمدافعين، ومبعث القلق للمدربين الذين احتاروا في كيفية إيقاف الدوسري والشهراني معًا.
وتعد مباراة الهلال وأوراوا مهمة للغاية بالنسبة لسالم الدوسري، فهو ثاني نهائي يصل إليه بعد المرة الأولى عام 2017، حين تعرض للطرد أمام فريق ويسترن يونيون الأسترالي، وهو ما كان أحد الأسباب التي أدت إلى عدم فوز الهلال باللقب، لكنه هذه المرة يريد تعويض ما فاته والمساهمة بشكل فعال في رفع الكأس ووضعه في صدارة دولاب بطولات الهلال العامر بالكؤوس.
كما أن أمام سالم الدوسري تسعين دقيقة ليعلن عن نفسه كلاعب مظلوم تخطاه الاتحاد الآسيوي في ترشيحاته لجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2019، وهي ترشيحات أثارت دهشة وضجة بسبب تجاهل لاعب بقيمة سالم الدوسري، الذي سيكون مطالبًا بترك بصمة مميزة في اللقاء ليقول «أنا الأفضل».
يتميز الدوسري بأنه لاعب ذكي يعرف كيف يتصرف بشكل ممتاز حتى وهو تحت الضغط، ولا أدلّ من ذلك سوى هدفه الذي أحرزه في الدقيقة الأخير من مباراة المنتخب السعودي في نظيره الأوزبكي ليمنح «الأخضر» صدارة مجموعته في التصفيات الآسيوية.
كما يمتلك سالم الدوسري الجرأة التي تجعله ثابتًا في أصعب المواقف، وفي الوقت نفسه تدفعه لاقتحام حصون المنافسين دون رهبة أو حساب للعواقب، وهي ميزة كبيرة تضعه في موقف السبق أمام الفرق المنافسة.
ونظرًا لما يتمتع به من مميزات وقدرات، فقد شارك سالم مع الهلال في تسع مباريات في بالموسم الحالي من دوري الأبطال، بدأها جميعًا بشكل أساسي، غير أنه جرى استبداله في أربع منها ليبلغ إجمال الدقائق التي لعبها 801 دقائق.
على الرغم من أن سالم صاحب الـ29 عامًا، مكلف أساسًا بأدوار هجومية، إلا أنه لا يمانع في المشاركة في إفساد هجمات المنافسين، فقد قام بتشتيت الكرة ثلاث مرات وقام بإيقاف ست هجمات.
وبلغت نسبة نجاحه في استخلاص الكرة 62.5%، وهو دائم الدخول في الالتحامات التي بلغت نسبة فوزه بها 47%، وبرغم أن طوله يبلغ 1.74 مترًا، إلا أنه حصل على الكرة في 40% من الصراعات الهوائية التي دخلها.
الدوسري مرّر الكرة 390 مرة وهو يدلّ على أنه لاعب حاسم له دور محوري بالفريق، لا يقتصر دوره على توزيع الكرات على الآخرين، بل يتجه بها مباشرة إلى مرمى المنافس.. وقد بلغت تمريراته الناجحة 319 بنسبة 81.8% من إجمال التمريرات، وبلغ معدل تمريراته في المباراة الواحدة 43.8 تمريرة، كما بلغت نسبة تمريراته الطولية 73.3%، بينما بلغت نسبة تمريراته التي أرسلها للأمام 28.5%، وبنسبة 40.3% إلى اليمين، وبنسبة 14.6% إلى اليسار، فيما بلغت نسبة التمريرات التي أرسلها إلى الخلف 16.7% فقط.
وبلغت نسبة تمريراته الناجحة إلى ملعب المنافس 77%، وفي ملعب الهلال بلغت 87%.
ونظرًا لميله للعب ناحية الجبهة اليسرى في أغلب الأحيان، قام بإرسال 11 كرة عرضية منها اثنتان ناجحتان، وصنع ثلاثة أهداف إلى جانب صناعة 14 فرصة، كما أنه سدد الكرة من داخل منطقة الجزاء 15 مرة سكنت اثنتان منها الشباك.
يعد تاكويا أوكي لاعبا مدافعا بامتياز في خط وسط أوراوا وهو دور يحرص على الالتزام به بتعليمات واضحة من المدرب.
والتزم أوكي بإفساد هجمات المنافسين في المباريات العشر التي شارك فيها الموسم الحالي واستبدل في واحدة منها فقط، فلعب 895 دقيقة شتت خلالها الكرة 13 مرة ومنع تسع تسديدات وقطع الكرة تسع مرات.
نجح اوكي في الحصول على الكرة في 60% من محاولات الاستخلاص التي قام بها، وهي نسبة متواضعة بالنسبة للاعب في مثل هذا المركز، كما فاز بـ57.9% من الالتحامات، وقدم أداءً جيدًا في الصراعات الهوائية بفضل طوله البالغ 1.79 متر، لينهي 61.5% من هذه الصراعات لصالحه.
ومرر 457 مرة، منها 396 تمريرة ناجحة بنسبة 86.7%، وبلغ معدل التمريرات التي ينفذها في المباراة الواحدة 46 تمريرة، فيما كانت تمريراته طولية بنسبة 48%.
وجاءت 30.9% من تمريراته للأمام وهو ما يتوافق مع دوره الدفاعي بوسط الملعب حيث يقوم باستخلاص الكرة ثم تمريرها لزميل، فيما جاء 28.9% منها باتجاه اليمين، و31.3% باتجاه اليسار، بلغت نسبة تمريراته للخلف 9%.
ولا يجيد أوكي اللعب على الأطراف، حيث أرسل كرة عرضية واحدة، لكنه أحرز هدفًا وحاول صناعة تسع فرص لزملائه.
ويعد لاعب مثل أوكي خطرًا على لاعب مثل سالم الدوسري، حيث بإمكانه أن يحد من حرية لاعب الهلال في بناء الهجمات والمشاركة فيها، لكن فارق المهارة هو ما يمكن أن يصنع الفارق بين اللاعبين.