رياضة

اليوم.. "كلاسيكو الصمت" بين برشلونة وريال مدريد في كامب نو

المواجهة تعني الكثير لميسي

فريق التحرير

تطل على عشاق كرة القدم مواجهة "الكلاسيكو" التقليدية لكرة القدم الإسبانية بين قطبيها برشلونة وريال مدريد، اللذين يلتقيان في الخامسة مساء اليوم السبت، على ملعب كامب نو في برشلونة، ضمن منافسات الجولة السابعة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وسيقام "الكلاسيكو" وسط من الصمت الذي سيخيّم على المدرجات بسبب إقامة المباراة دون حضور الجمهور بسبب جائحة فيروس كورونا، وهو ما يؤيد إلى غياب الضغوط الجماهيرية على الضيوف، حيث سيعتمد فريقا ريال مدريد وبرشلونة فقط على مردودهما مع الكرة وعلى الصوت المحيط الصادر من الجهازين الفنيين كأبطال مطلقين.

"كلاسيكو" دون ضوضاء، وبين فريقين لا يمران بأفضل حالاتهما، وخصوصاً ريال مدريد صاحب المركز الثالث بعشر نقاط، والذي مني على أرضه بهزيمتين متتاليتين، في الدوري الإسباني أمام الصاعد حديثًا قادش بهدف دون رد، وفي مستهل مشواره بدوري الأبطال أمام أضعف فرق مجموعته، شاختار دونيتسك بهدفين مقابل ثلاثة، بينما سقط برشلونة الذي يحتل المركز العاشر بسبع نقاط، للمرة الأولى أيضًا في الدوري الإسباني، أمام خيتافي في مدريد بهدف نظيف، قبل أن يعدل مساره بانتصار عريض في مستهل مشواره الأوروبي أمام الفريق المجري المغمور فرنسفاروش بخماسية مقابل هدف وحيد.

وسيكون "كلاسيكو" اليوم هو الأول للمدرب الهولندي رونالد كومان من مقعد المدير الفني لبرشلونة، في مواجهة سيسعى فيها للاستفادة من ثورة الشباب داخل الفريق، وبالأخص الثنائي أنسو فاتي وبيدري، ما سيسمح له بتعزيز مشروعه الجديد مع "البلاوجرانا".

ومنذ وصوله لقيادة "البرسا" هذا الموسم، غير كومان من شكله، ليلجأ للعب بلاعبي ارتكاز وثلاثة صانعي ألعاب أمامهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. هي طريقة لعب 4-2-3-1 تصبح أحياناً 4-2-4 و 4-5-1، لكن الأبرز فيها أن "البرسا" أصبح منتعشًا وقادرًا على مواجهة أي فريق، ليطوي صفحة النهاية المؤسفة للموسم الماضي الذي ودعه بخسارة ضخمة أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا 2-8.

وبلا شك، فإن وصول بيدري وترينكاو وسرجينيو ديست، منح الفريق طاقة جديدة، خاصة أن برشلونة بدأ في بناء طريقه بشكل مختلف بعد زلزال بايرن في لشبونة، ليبدأ شيئًا فشيئًا في استعادة عافيته، لكن الأمر يبدو مختلفاً بالنظر للمشكلات التي تحيط بالإدارة، التي تواجه خطر الإقالة عبر طلب سحب الثقة، وطالت أزمة "بارسا جيت" الإدارة بخصوص تعاقدها مع شركة للتشهير برموز الفريق، وكذلك الفاكس الرسمي الذي أرسله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل انطلاق الموسم الجديد والذي طالب فيه بالرحيل عن النادي.

أما ميسي فلديه أيضا حساباته، حيث يمكن أن يكون هذا آخر "كلاسيكو" يخوضه في ملعبه، وهو لم يسجل في آخر خمس مواجهات أمام ريال مدريد، حيث سيخوض "الكلاسيكو" رقم 44 له في مسيرته مع برشلونة.

ولم ينجح الهداف التاريخي للدوري الإسباني وبرشلونة في هز شباك ريال مدريد منذ عامين و5 أشهر و18 يوماً، برغم أنه واحد من ضحاياه المفضلين، حيث يعد ميسي هو أكثر لاعب سجل أهدافاً في مواجهات "الكلاسيكو" برصيد 26 هدفاً، لكن آخر هدف له يعود إلى يوم 6 مايو 2018 في مباراة الفريقين التي أقيمت بالدوري الإسباني التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.

ولا تزال الشكوك تحيط حول التشكيلة الأساسية التي سيدفع بها كومان، حيث سيتعين عليه التأكد من حالة الظهير جوردي ألبا الذي تعافى لتوه من مشكلات عضلية، حيث إنه إذا ما حجز مكانًا أساسيًّا سيتعين على سيرجي روبرتو وديست التنافس على مكان لهما في الملعب، أما إذا لم يلعب جوردي فسيراهن الهولندي على ديست في الجهة اليسرى الأيسر.

وبالنسبة للاعبي الارتكاز فسيكون بوسكيتس ودي يونج هما المفضلين عن بيانيتش، بينما سيلعب أمامهما الثلاثي جريزمان وكوتينيو وأنسو فاتي، على أن يكون ميسي هو رأس الحربة، في تشكيل هو الأقرب للواقع.

على الجانب الآخر، قد تكون مباراة "الكلاسيكو" هي الفرصة المواتية بالنسبة لريال مدريد للخروج من المأزق الحالي، والرد على الشكوك التي تثار أيضاً حول مشروع وشخصية المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، بعد هزيمتين متتاليتين مفاجئتين على أرضه من فريقين متواضعين، حيث أثارت الخسارة أمام قادش وشاختار القلق داخل القلعة الملكية.

لكن زيدان يمتلك رصيدًا رائعًا في ملعب كامب نو معقل برشلونة، حيث لم يخسر في أي من زياراته الخمس هناك، لكنه يقود مشروعاً بدون صفقات جديدة، ووسط إصابات مطولة ومتكررة من النجم البلجيكي إدين هازارد، وبدون أي من ظهيريه في الجانب الأيمن، لذلك سيتحتم على زيدان الاستمرار في توصيل رسالته الدائمة للاعبين، والثقة بالفريق الذي سيدفع به، خاصة أنه في حاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى وينتظر منهم رد فعل عاجل لاستعادة الثقة المفقودة.

وليس هناك أفضل من استعادة قائد الفريق الحقيقي، سرجيو راموس، الذي تعافى لتوه قبل المواجهة المنتظرة ليخوض المباراة رقم 45 له، بزيادة مواجهة واحدة عن ميسي في تاريخ مباريات "الكلاسيكو". ويعتمد زيدان على راموس في دعم الدفاع بعد الانهيار غير المتوقع في المواجهتين الأخيرتين في غيابه.

وستتطلب المواجهة من زيدان تصحيح الخلل التكتيكي لفريق لا يمارس الضغط بشكل موحد ويتفكك سريعاً بسبب تراجعه السيئ حال عند فقدان الكرة.

وستكون تشكيلة ريال مدريد مكونة من كورتوا في حراسة المرمى، وناتشو في مركز الظهير الأيمن، على أن يعود ميندي للجانب الأيسر، بينما سيراهن المدرب الفرنسي في خط الوسط على الثنائي كاسيميرو-فالفيردي، وبصحبتهما كروس.

وسيكون ماركو أسينسيو هو خيار زيدان على الأرجح في غياب هازارد وتراجع مستوى إيسكو وكذلك مارتن أوديجارد، ليلعب إلى جانب فينيسيوس جونيور الذي سيعود مجدداً ليمثل أمل المدريديين إضافة لكريم بنزيما كرأس حربة لا غبار عليه في قمة "الكلاسيكو".

اقرأ أيضًا

مرر للأسفل للمزيد