رياضة

تراجع حاد.. «زلزال كورونا» يضرب إيرادات الأندية الأوروبية

آثار «الواقع الجديد» تتكشف 2023

فريق التحرير

مخطئ من يظن أن كرة القدم لن تحتاج إلى وقت طويل للتعافي من تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، على خلفية الآثار الاقتصادية الخانقة التي خلفها الوباء على مكونات اللعبة الشعبية الأولى، جراء قرارات التأجيل والإلغاء التي ضربت العديد من الأحداث المهمة حول العالم.

وكشفت شركة «ديلويت» للخدمات المالية، في تقريرها المنشور، اليوم الخميس، عن أن الأندية الأوروبية عليها أن تتوقع تأثر إيراداتها بشكل كبير جراء أزمة فيروس كورونا، رغم العديد من الأرقام القياسية التي تم تحقيقها في الموسم الماضي.

وأظهرت النسخة التاسعة والعشرين، من التقرير السنوي لـ«ديلويت»، أن أندية الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، إنجلترا، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، سجلت إيرادات قياسية بقيمة 15 مليار يورو بزيادة قدرها 9%، مقارنة بالعام السابق.

عائدات قياسية

وتقدم الدوري الإسباني إلى المركز الثاني على حساب الدوري الألماني بعد زيادة إيراداته بإجمالي 300 مليون يورو، بينما لا يزال الدوري الإنجليزي في الصدارة، بإجمالي إيرادات 5.9 مليار يورو، متفوقًا على الليجا بإجمالي 3.4 مليار يورو.

وتراجع بوندسليجا إلى المركز الثالث بـ3.3 مليار يورو، ويأتي الدوري الإيطالي في المركز الرابع بـ2.5 مليار يورو، ثم يليه الفرنسي بـ1.9 مليار يورو، فيما بلغ إجمالي عائدات كرة القدم في أوروبا لنفس الموسم، 28.9 مليار يورو.

وأوضح التقرير أن عائدات الدوري الألماني ارتفعت بإجمالي 177 مليون يورو، ويرجع هذا بشكل أساسي إلى الزيادة التي طرأت على قيمة الحقوق الإعلامية والتي بلغت 6%، الأمر الذي ساهم في تعزيز مداخيل بوندسليجا.

وأشار التقرير إلى سيطرة يوفنتوس على حوالي نصف العائدات التجارية للدوري الإيطالي، فيما واصل باريس سان جيرمان هيمنته؛ حيث سيطر تقريبًا على نصف إيرادات أندية الدوري الفرنسي بعيدًا عن عائدات البث التليفزيوني.

توابع كورونا

وتوقعت «ديلويت»، خسارة الدوري الإنجليزي الممتاز، إيرادات بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 638 مليون دولار، من عائدات البث التليفزيوني وإيرادات المباريات؛ بسبب ازمة فيروس كورونا.

وأكدت «ديلويت» أن الصفقات القياسية في كرة القدم الأوروبية، سوف تختفي تمامًا في الوقت الحالي، رغم تحركات الأندية الحثيثة؛ لتدعيم الصفوف؛ بسبب تبعات أزمة «كورونا» وتأثيراتها على اقتصاديات الأندية.

ولفتت الشركة، اليوم الخميس، بالتزامن مع تقريرها السنوي عن الناحية المالية لكرة القدم وعائداتها، إلى أن اللعبة الشعبية على مستوى قطاعي الاحتراف والهواية، تواجه تحديات هائلة ووجودية في بعض الأحيان.

من جانبه، قال شتيفان لودفيج، شريك ورئيس مجموعة «شبورت بزنس»، في شركة «ديلويت»، إن المشجعين سيلعبون دورًا مهمًا بشكل خاص في المستقبل؛ لأنهم بالتأكيد العمود الفقري للنجاح الاقتصادي.

وأضاف لودفيج: «حماس المشجعين بشكل خاص، يجعل كرة القدم المميزة منتجًا جذابًا لوسائل الإعلام والشركاء التجاريين من كل أنحاء العالم»، مشيرًا إلى أن مباريات الأشباح كشفت هذه الحقيقة بشكل هائل.

عودة الحياة

وتوقفت جميع الدوريات الخمسة الكبرى منذ مارس الماضي؛ بسبب الوباء الذي ظهر لأول مرة في الصين ديسمبر الماضي، لكن منافسات كرة القدم تعود تدريجيًّا في الوقت الذي توقعت فيه «ديلويت» تراجعًا كبيرًا في الإيرادات، نظرًا لأن المباريات تُقام بدون جمهور.

وكانت بوندسليجا صاحب السبق في العودة إلى العشب الأخضر، منذ مايو الماضي، وربما يكتب كلمة النهاية مبكرًا بعدما اقترب بايرن ميونيخ من حسم اللقب، فيما تُستأنف منافسات الدوري الإسباني، اليوم الخميس، على أن يعود الدوري الإنجليزي، الأربعاء المقبل.

الدوري الإنجليزي بشكل خاص قد يواجه تراجعًا في الإيرادات بقيمة 1.2 مليار يوليو، بانخفاض نحو 17%، وأشارت «ديلويت» إلى أن أولى التقارير المالية المرتبطة بأثار «الواقع الجديد» لكرة القدم قد لا يظهر قبل عام 2023.

أسباب الخسارة

وجاءت زيادة إيرادات الدوري الإنجليزي لأكثر من خمسة مليارات يورو للمرة الأولى، بشكل كبير بسبب زيادة عائدات البث التليفزيوني بنحو 61%، لكن هذا الجانب أيضًا سيواجه أيضًا تراجعًا كبيرًا إذا تم اللجوء إلى تقليص هذه العائدات حال حدوث أي توقف جديد للمسابقة.

وتخطت تكاليف الأجور في الدوري الإنجليزي الممتاز، حاجز ثلاثة مليارات يورو للمرة الأولى بزيادة 11%، لكن هناك تراجعًا بقيمة 5% في خسائر التشغيل المجمعة لتبلغ 824 مليون جنيه إسترليني.

وسجلت تسعة أندية خسائر ما قبل الضرائب، وهو أكبر عدد من الأندية تسجل خسائر منذ موسم 2012/2013، وبعد أن سجلت أندية الدوري الإنجليزي أرباحًا بقيمة 427 مليون يورو قبل الضرائب، في موسم 2017 /2018، فإنها شهدت خسائر بقيمة 165 مليون يورو قبل الضرائب، في موسم 2018/2019.

وللمرة الأولى في تاريخ الدوري الإسباني، لم يسجل أي نادي خسائر ما قبل الضرائب، مع تحقيق أرباح تشغيلية بقيمة 445 مليون يورو، بينما على مستوى جميع الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، سجلت الأندية ارتفاعًا في تكاليف الأجور بنحو مليار يورو، بزيادة بلغت 63%.

أزمة الأجور

لكن في إسبانيا زادت الأجور بنسبة 3% فقط؛ حيث رأت «ديلويت» أن اتجاه ريال مدريد لتقليص الرواتب، عقب رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، لعبا دورًا محوريًّا في هذا الانخفاض.

وزادت تكاليف الأجور بنسبة 7% في ألمانيا فيما بلغ معدل الأجور إلى الإيرادات 70% في الدوري الإيطالي، وبلغ المعدل 73% في فرنسا، ليكون الأعلى على مستوى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.

وسجلت أندية دوري الدرجة الأولى بفرنسا خسائر تشغيل مجمعة بقيمة 306 ملايين يورو في موسم 2018/2019، ليكون هو العام الثاني عشر على التوالي التي تسجل فيه الأندية خسائر تشغيل مجمعة.

 اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد