يحتفظ التاريخ الإسلامي بالكثير من المساجد التاريخية التي لها قيمة خاصة لدى المسلمين في شتى بقاع الأرض وتتميز المدينة المنورة بكثرة مساجدها التاريخية التي ارتبطت بالسيرة النبوية، ويعد "مسجد عاتكة" (مسجد الجمعة) من أبرز تلك المساجد .
المكانة التاريخية لـ"مسجد عاتكة"
شهد مسجد عاتكة (الجمعة) وقائع من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم أول صلاة جمعة في الإسلام، وروى الباحث في تاريخ المدينة المنورة ياسر الحجيلي قصة مسجد" عاتكة " قائلاً : "في ضحى يوم الجمعة نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ديار اخواله بني النجار في وسط المدينة فنزل إلى وادي رانوناء ، فذهب بنو عمرو الخزرجي للرسول وقالوا له يا رسول الله عندنا القوة والمنعة امكث عندنا ، فطيب الرسول صلى الله عليه وسلم خواطرهم ومكث عندهم بعض الوقت ".
وتابع الباحث التاريخي ياسر الحجيلي اثناء حديثه مع "قناة السعودية": وجاء وقت صلاة الجمعة فصلي الرسول أول صلاة للجمعة في الإسلام في وادي رانوناء في مسجد الجمعة .
وأضاف: أول من اعتني بهذا المسجد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما كان والياً على المدينة، بنى هذا المسجد ثم تتطور البناء في عهد الدولة السعودية في عهد الملك فهد عام 1409، أمر بإعادة بناء المسجد وتم بناؤه على الطراز الموجود حتى الأن .
إعادة تأسيس مسجد الجمعة
وتأسس بناء مسجد الجمعة من الحجر، ثم أعيد بناؤه وتجديده في كل مرة يتهدم فيها، وكان المسجد قبل التوسعة الأخيرة مبنيًا فوق رابية صغيرة، وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر، ثم تمت إعادة بنائه وتوسعته وفق تصميم هندسي جميل، وتضاعفت مساحته عدة أضعاف، وأصبح يستوعب 650 مصليًا، كما يحوي المسجد منارة رفيعة بديعة، وقبة رئيسة تتوسط ساحة الصلاة، إضافة إلى أربع قباب صغيرة تتوزّع في جنباته.
ولمسجد الجمعة العديد من المسميات، إذ يطلق عليه اسم مسجد الجمعة، ويسمى أيضًا مسجد الوادي، كما يطلق عليه اسم مسجد عاتكة، ومسجد القبيب نسبة إلى المحل الذي بُني فيه، ويحرص الكثير من زائري المنطقة على أداء الصلاة فيه، بوصفه أحد الأماكن الدينية التاريخية التي تحمل مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي، وشهد وقائع من هجرة المصطفى، عليه الصلاة والسلام، إلى المدينة المنورة، وجوانب من سيرته العطرة.
موقع مسجد الجمعة
ويقع مسجد الجمعة جنوب غرب المدينة المنورة، في بطن وادي رانوناء شمال مسجد قباء، ويبعد عنه مسافة 900 متر تقريبًا، كما يبعد عن المسجد النبوي حوالي ستة كيلومترات