ترجمات

«ذا جارديان»: تزوير الانتخابات الإيرانية خطر على السلام العالمي

فريق التحرير

وجهت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية انتقادًا لاذعًا للانتخابات الرئاسية المقررة في إيران، حتى قبل موعد انطلاقها الرسمي، وواصفًة إياها بـ«المزور»، وقالت إن النتائج لن تحمل تداعيات خطيرة للشعب الإيراني الذي سيعاني في حال فاز مرشحو التيار المشتدد فحسب، بل ستكون لها نتائج أخطر على السلام العالمي.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأحد، إن الناخب الإيراني المحاصر لا يملك خيارات كثيرة في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق الجمعة المقبلة، مضيفًا أن «النظام، الواقع تحت هيمنة المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، المتشدد المعادي للغرب، تلاعب بالسباق الانتخابي ليضمن فوز مرشح بالعقلية المتشددة ذاتها، على الأرجح هو ابراهيم رئيسي».

وأضافت أن الانتخابات ستكون لها نتائج بعيدة المدى، في إيران وعلى الصعيد الدولي، موضحة أن العواقب السلبية المحتملة ستكون للمحادثات حول إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الهادف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، وكذلك العلاقات السلمية مع إسرائيل ودول المنطقة، ولاسيما دول الخليج العربي، والدول الغربية، والحروب في سوريا واليمن، والتوازن الجيوسياسي والمواطنين الإيرانيين.

وترى الصحيفة البريطانية أن عواقب نتائج الانتخابات «تنذر بالخطر»، مضيفة أن «الأوضاع في إيران تسير من السيء إلى الأسوأ منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة المنعقدة بالعام 2017، والفضل في ذلك يرجع إلى القيادة الفاسدة غير المؤهلة من التيار المتشدد».

وقالت إن التيار المتشدد سعى لتقويض جهود الرئيس الحالي، حسن روحاني، لتحسين العلاقات مع الغرب منذ العام 2018، حينما أعلنت الإدارة الأمريكية السابقة انسحابها من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات قاسية بحق طهران. وقوبلت الأزمات الاقتصادية الحادة وما تلى من انعدام استقرار اجتماعي بحملات قمع مميتة بحق المتظاهرين ونشطاء المجتمع المدني، كانت أشدها بالعام 2019.

كان لهذا، حسب الصحيفة، تأثيرات مدمرة على المشاركة الديمقراطية، ولا سيما بين الشباب الإيراني. ومن المتوقع أن لا تزيد نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات المقبلة عن 40%، مع انتشار حملات مقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبيرة تحت وسم «لا يمكن أن أصوت». ومن شأن تراجع نسبة المشاركة الإضرار بمصداقية النظام، وهو أمر لن يهتم به المتشددون كثيرًا، حسب الصحيفة.

«مجتمع خالي من ملوثات الغرب»

وقالت «ذا جارديان»: «من خلال التأثير على نتائج الانتخابات، اقترب خامنئي من تحقيق هدفه المحدد دينيًا وعقائديًا المتمثل في مجتمع إسلامي متدين خالٍ من الملوثات العلمانية والغربية، يهدف إلى إبراز إيران كنموذج للدول ذات الأغلبية المسلمة في جميع أنحاء العالم. فيما يتحدث المعاونون عن ضرورة تطهير الثورة».

وأضافت: «هذه الأحلام خطيرة في نطاقها. ففي حال فاز رئيسي، مرشح المرشد المفضل، على الأرجع سيكمل مسيرة سياسات خامنئي وملئ المواقع الحكومية بالموالين من الحرس الثوري وقوات الباسيج شيه العسكرية، مع القضاء على أي آمال في إجراء إصلاحات داخلية أو بداية جديدة مع أوروبا والولايات المتحدة. وعوضًا عن ذلك، ستقترب إيران من الصين وروسيا».

كما أن المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي ستكون معرضة للخطر. وكانت واشنطن قد عرضت رفع جزء للعقوبات مقابل عودة إيران للالتزام بالاتفاق النووي، لكن هذا لن يناسب أنصار التيار المتشدد الذين يفضلون فشل المفاوضات.

وفي حال فوز التيار المتشدد في الانتخابات، قالت الصحيفة إن «طهران تواصل على الأرحج حملتها المسلحة ضد إسرائيل عبر وكلائها في غزة ولبنان وسوريا، واستئناف الأعمال العدائية في منطقة الخليج، أو إشعال الصراع في اليمن».

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد