«بلومبرج»: السعودية ترسي القانون في أسواق النفط.. وتلزم الجميع بخفض الإنتاج

الرياض لم تستطع الاستمرار في غض النظر عن «الغش»
«بلومبرج»: السعودية ترسي القانون في أسواق النفط.. وتلزم الجميع بخفض الإنتاج

كشفت وكالة «بلومبرج» الأمريكية تفاصيل الاجتماع الأخير الذي عقدته دول منظمة أوبك النفطية، مشيرة إلى إنه كان الأقصر والأقل إثارة للجدل؛ حيث اتفق الدول الأعضاء على أن تمديد خفض الإنتاج الكليّ يعيد المصداقية للتحالف من جديد.

وتناول مقال نشرته وكالة «بلومبرج» للمحلل النفطي، جوليان لي، «الدراما» في الاجتماع الأخير؛ حيث تركّزت حول فشل دول رئيسية في الالتزام الكامل بخفض إنتاجها النفطي المتفق عليه، حينما اتفقت 19 دولة من أصل 20 عضوًا على قطع الإنتاج النفطي بنسبة 23% من خطوط الأساس المتفق عليها.  

وقال إن المملكة «استخرجت وعودًا من الدول غير الملتزمة بسقوف الإنتاج المحددة، بأنهم سيلتزمون بالاتفاق الجديد مع تخفيض أكبر في إنتاجهم النفطي خلال الربع الثالث من العام»، لكنه يرى أن المملكة تواجه الآن الأزمة الدائمة وهي تنفيذ هذه الوعود.

وأوضح الكاتب أنه مع بدء ظهور بيانات إنتاج شهر مايو، كان من الواضح بشكل صارخ أن عديدًا من الدول لم تلتزم حقًا بوعودها، مضيفًا أن «المملكة العربية السعودية لم يكن بوسعها أن تستمر في غضِّ الطرف عن هذا الغشّ، ومضت أسبوعًا كاملًا في التدخل، وبالنهاية، إلى جانب الاتفاق على تمديد أهداف الإنتاج الحالية خلال شهر يوليو، وعدت الدول الأخرى بتعويض زيادة إنتاجها في شهر مايو، عبر تطبيق تخفيض أكبر في الإنتاج خلال الربع الثالث».

ومن بين الدول الأقل التزامًا، تم توجيه اللوم الأكبر لأربع دول على وجه التحديد وهي العراق ونيجيريا، وهما صاحبتا التاريخ الطويل في عدم الالتزام بحدود الإنتاج المحددة، وأنجولا، التي سجلت معدل إنتاج أقل من المستوى المحدد العام الماضي، وكازاخستان، التي كانت أوفت هي الأخرى بالتزاماتها العام الماضي.

وكشف الكاتب أن «العراق أثارت الغضب على وجه الخصوص، بالإقرار بأنها لم تفشل فحسب في الوفاء بمستويات إنتاجها المحددة في مايو، لكن أيضًا بالإعلان أنها لن تستطيع خفض إنتاجها إلى المستوى المطلوب قبل نهاية شهر يوليو المقبل».

وعلى الجانب الآخر، كما تابع، «أصرّت نيجيريا على أن بيانات إنتاجها التي نقلتها مصادر أوبك غير صحيحة، لكن وزير النفط النيجيري أقرّ بالنهاية، عبر منشور على حسابه بموقع «إنستجرام»، أن بلاده خفّضت الإنتاج النفطي لديها بمقدار 216 ألف برميل يوميًا فقط، وهو حوالي نصف التخفيض الذي كان مقررًا منها».

وبالنهاية، وافقت الدول الأربع بالتحديد على خفض أكبر في إنتاجها النفطي خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن الاختبار الحقيقي يظلّ مدى صدق وعودهم، وماذا ستفعل المملكة العربية السعودية في حال فشلوا في الوفاء بها.

وقال الكاتب: «في حال لم تلتزم الدول الأربع، يبدو أن المملكة هددت بزيادة إنتاجها النفطي إلى المستوى الأقصى مجددًا وإغراق الأسواق... لكن العراق ونيجيريا تعلّمتا من خطأ موسكو السابق على ما يبدو».

يمكن لنيجريا بسهولة الوفاء بهدف إنتاجها المحدد وفق الاتفاق؛ حيث ستقوم البلاد بعمليات صيانة في واحد من أكبر حقولها النفطية البحرية، ما يعني أن الإنتاج سيكون عند معدلات منخفضة وسيتوقف تمامًا لأيام عدة. لكن المهمة الأصعب ستكون بانتظار العراق، حسب الكاتب الذي توقع أنها لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل.

وبشأن موقف المملكة السعودية، يقول الكاتب إن «المملكة بدت قوية خلال التحضير لاجتماع السبت، وحمّلت العراق ونيجيريا مسؤولياتهما كاملة.. ووجّه وزير النفط السعودي تحذيرًا شديد اللجهة إلى غيرهما من الدول غير الملتزمة بأنها ستتحمل المسؤوولية في حالة تقاعصت عن الالتزام».

وتابع: «أظهرت المملكة السعودية أن بإمكانها ممارسة درجة من السلطة أمام غيرها من أعضاء أوبك وفرض بعض الالتزام. وهي خطوة هامة صوب استعادة مصداقية تحالفي أوبك وأوبك+، بعد سلسلة من الاجتماعات المؤلمة السابقة». 

وتوقّع الكاتب أن يختلف الوضع في أسواق النفط بحلول شهر يوليو، مشيرًا إلى ارتفاع سعر خام برنت القياسي إلى فوق مستوى 40 دولارًا للبرميل، في حين بدأ الطلب في التعافي بشكل تدريجي مع تراجع الإمدادات بشكل واضح. 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa