«قانون قيصر».. شاهد على فظائع تعذيب النظام السوري للمدنيين والمعارضة

صاحبه ضابط سابق في الجيش السوري.. وثّق الجرائم في 55 ألف صورة..
«قانون قيصر».. شاهد على فظائع تعذيب النظام السوري للمدنيين والمعارضة
تم النشر في

يدخل قانون قيصر الأمريكي حيّز التنفيذ، اليوم الأربعاء، والذي بموجبه تتم معاقبة النظام السوري وحلفائه على جرائمهم بحق المدنيين والمعارضين خلا سنوات حرب طال أمدها.

ويُعد هذا القانون الأمل الأخير لمن بقي معتقلًا في سجون النظام السوري، قبل أن تزهق روحه من التعذيب؛ لكن ما هو هذا القانون الذي أوصل ألم السجون إلى أمريكا والعالم؟

إنه شخصية غامضة لا يعرفها إلا قلة محدودة من المقربين، وهو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية، وانشقّ عن النظام عام 2013 حاملًا معه 55 ألف صورة تظهر التعذيب والانتهاكات في السجون السورية، مستعينًا مع زميل آخر له أطلق على نفسه اسم (سامي) خوفًا من بطش النظام.

مع بداية الأحداث في سوريا، كان عمل (قيصر)، هو التقاط الصور من أقبية التعذيب لدى النظام ثم إرسالها لأرشفتها مع صديقه (سامي).

وحسب (العربية) فقد عاش الصديقان خوفًا وقلقًا شديدين أثناء عمليات التوثيق التي استمرت عامين ونصف العام، سواء لجهة (قيصر) الذي كان يعايش يوميًّا مشاهد جديدة من الموت الذي يتعرض له المعتقلون، أو شريكه (سامي) المسؤول عن حفظ تلك الصور بعيدًا عن قبضة السلطات الأمنية.

الضابط السوري المنشق (قيصر) تحدّث لـ(العربية) عمّا عاشه أثناء عمله، قائلًا:عندما كنا نتوجه كمصورين إلى المشافي العسكرية، التي يتم فيها تجميع جثث الضحايا من جميع الأفرع الأمنية كنا نشاهد أفظع أنواع التعذيب الذي مورس بحق هؤلاء الضحايا الأبرياء.

وَأضاف: كنا نشاهد أعضاء مبتورة كأصابع اليد أو قلع العيون وجثثًا شبه محروقة أو كسر أسنان وآثار ضرب بكابلات كهربائية، وأجسام ضعيفة وهزيلة نتيجة التجويع المتعمد لأشهر وربما سنوات.

وبالإضافة إلى دوره كمؤرشف للصور، ساعد (سامي) صديقه قيصر في الخروج من سوريا، وغادرا دمشق في أغسطس عام 2013، وبحوزتهما 55 ألف صورة تقريبًا لضحايا التعذيب في المعتقلات السورية، نشرا الآلاف منها، وآلاف أخرى لم تنشر بعد.

بعد خروجهما من سوريا عمدا إلى تشكيل ما يُعرف بفريق (قيصر)، وقد انضمت إليه منظمات سورية في الولايات المتحدة الأمريكية والسفير الأمريكي السابق للجرائم ضد الإنسانية، ستيفن راب، وآخرون في غرب أوروبا.

ولعب قيصر دورًا كبيرًا في إنجاز مشروع القانون عبر عشرات الاجتماعات والاتصالات؛ ساعيًّا للوصول إلى هذا القانون، فهو لم يسهم في نشر الصور فقط بل أيضًا في التواصل والعمل المستمر وبكل السبل لفضح جرائم النظام.

وركز الفريق على العمل القضائي ومحاولة إيصال ما يجري من ظلم في معتقلات النظام للعالم، لذلك نظم معارض صور في عدة برلمانات منها البرلمان الأوروبي والبريطاني والكندي وطبعًا الكونجرس الأمريكي، وفي معرض المحرقة في واشنطن وفي هذا المعرض عرض هاتف قيصر ووحدة التخزين التي حفظ بها كل الصور.

وحاول الفريق تأمين دعم القانون من كلا الحزبين، واستطاع الحصول على 100 داعم لمشروع القانون من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، ثم بدأت أولى الخطوات بتمرير مشروع القانون في مجلس النواب أولًا ثم إحالته إلى مجلس الشيوخ.

بعدها، أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحة الصور التي سرّبها الضابط قيصر، وأثارت الرأي العام العالمي حينها، وعُرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليحمل القانون اسم (قيصر).

إلا أن أكبر مشكلة كانت أمام إقرار القانون، هي إدارة الرئيس أوباما، التي عارضت في البداية شهادة الضابط (قيصر) أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، لدرجة أنها كذّبت الأمر، إلا أن جهود الفريق أثمرت عن إقرارا (الكونجرس) قانون (قيصر) ووقع عليه الرئيس دونالد ترمب في ديسمبر الماضي.

وينصّ القانون على معاقبة كل من يقدّم الدعم للنظام السوري، ويُلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة لرئيس النظام بشار الأسد.

يشار إلى أن قيصر وسامي يقيمان الآن في أوروبا، بينما يزور الأول الولايات المتحدة بين الفينة والأخرى لاستمرار العمل على قانون (قيصر) والتأكد من تطبيقه، وما زالا يتصلان بنواب ومسئولين في حكومات غربية لشرح جرائم النظام ضد المعتقلين ومواصلة العمل القضائي في عدة دول أوروبية ضد النظام وشخصيات ساهمت بعمليات التعذيب.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa