دراسة: نشط ذاكرتك بالرسم والصور

تضع استراتيجيات للحفاظ عليها..
دراسة: نشط ذاكرتك بالرسم والصور

يقوم معظم الأشخاص بتدوين ملاحظاتهم المهمة خشية النسيان، لكن دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة بحوث الشيخوخة قالت إنه قد تكون هناك طريقة أفضل؛ للحفاظ على ملاحظاتك من خلال الرسم.

وحسب الخبراء فإن الرسم يعمل على حث عقلك للتذكر بطرق لا تؤدي الكتابة إليها؛ حيث معالجة المعلومات المرئية وترجمة معنى الكلمة إلى صورة وتنفيذ فعل مادي في آن واحد، وهو نهج متعدد الأوجه لاستخدام تقنية الرسم يعتقد العلماء أنه يفيد الذاكرة والدماغ، وبشكل خاص للبالغين الأكبر سنًا، ففي حالة الشيخوخة الطبيعية تحدث الكثير من التغييرات على أجزاء من الدماغ تشارك في أداء الذاكرة ومعالجة اللغة، وهو الأمر الذي لا يحدث بنفس الشكل في المناطق التي تشارك في المعالجة الحسية للمعلومات البصرية، لذلك قد يستفيد الرسم من مناطق الدماغ التي يتم الحفاظ عليها جيدًا نسبيًّا، وبالتالي يعزز الذاكرة.

يذكر أن التوصل لهذه النتائج جاء بعد سلسلة من التجارب التي شملت 48 شخصًا تتراوح أعمارهم بين أعمار الطلاب الجامعيين والمسنين في الثمانينيات، وفي التجربة الرئيسة تم توجيه الأشخاص إلى كتابة 15 كلمة ورسم صور 15 كلمة أخرى، ثم قاموا بمهمة ملء تصنيف 60 كلمة أخرى، وبعد اكتمال المهمة تم إعطاؤهم دقيقتين لتذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات.

وكما هو متوقع تذكر كبار السن كلمات أقل بشكل عام من البالغين الأصغر سنًا، لكن الباحثين وجدوا أن كلتا الفئتين العمريتين تتذكران أكثر الكلمات التي استنبطوها من الرسومات بدلًا من الكلمات التي كتبوها، وقد تم إثبات هذا الاكتشاف من خلال تجربتين متشابهتين، وفي كل اختبار وجد الباحثون أن الرسم كان أداة تحفيظ أفضل، بغض النظر عن جودة الصور أو المدة التي استغرقوها لإكمالها، فلا يهم مدى  حجم موهبتك في الرسم بقدر الفائدة التي تجنيها من استخدام الرسم بدلًا من الكتابة.

وحسب الخبراء فإننا نميل إلي التدوين، فبعض الأشياء أسهل في الكتابة من الرسم، كرسم تاريخ موعد أو اسم، لكن هناك تطبيقات واقعية لنتائج الدراسة كإنشاء قائمة تسوق مثلًا، فإذا قمت برسم صور لبعض تلك الأشياء التي تحتاج إلى التقاطها في المتجر، فستكون قادرًا على تذكرها بشكل أفضل لاحقًا، وقد تعمل هذه الاستراتيجية أيضًا بشكل جيد للطلاب؛ حيث وجد الباحثون أن استنباط المفاهيم المعقدة من الرسومات مثل التمثيل الضوئي ينشط الذاكرة أفضل من كتابة الملاحظات.

وربما يكون التأثير الأكبر لهذا البحث هو الإمكانية التي يمكن أن يحملها للبالغين الذين يعانون من التدهور المعرفي؛ حيث تشير النتائج الأولية إلى أنه حتى الأشخاص الذين بدأوا يعانون من فقدان الذاكرة المرتبط بالخرف يستفيدون من الرسم، ومن ثم فإن مذكرات الصور تبدو هنا بديلًا عن المذكرات المكتوبة؛ حيث قد تساعد أولئك الذين يكبرون في السن بمنحهم استراتيجيات للاحتفاظ ببعض ذاكرتهم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa