هل تجد نفسك في حالة قلق دائم من أن طفلك أو ابنك المراهق ليس اجتماعيًّا بما فيه الكفاية أو أنه لا يلتزم بما تقول؟ عمومًا لست وحدك في هذا الشعور؛ حيث يشعر العديد من الآباء بالإحباط والغضب عندما لا يستجيب المراهقون بشكل إيجابي للمطالب بالتغييرات في سلوكهم، سواء كانت نداءات للحصول على واجبات منزلية في الوقت المحدد، أو تنظيف غرفهم، أو العثور على أصدقاء أفضل، وأول شيء يجب فهمه أن إضافة التهديدات بالعقاب هنا لا تعمل.
وفي الواقع فإن التذمر من قبل الطفل أو المراهق هو تعبير عن المشاعر السلبية، ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين الوالدين والطفل، وفي العصر الرقمي يسمع الأطفال والمراهقون باستمرار رسائل سلبية من أقرانهم، تؤثر على قدرتهم على الصمود والثقة بالنفس والأمل في المستقبل، وفي المدرسة قد يكافحون من أجل الحصول على درجات جيدة، أو التنافس في الرياضة ، أو الشعور بالقبول.
وهنا يجب أن يكون المنزل هو المكان الرئيسي للتعامل مع هذه القضية؛ حيث يحصل الأطفال على تعزيز إيجابي ودعم غير تصادمي، فالمراهقون الذين لديهم آباء وأمهات يفهمون هذه المفاهيم، عادة ما يحظون بفرصة أفضل، أما التفاعلات السلبية فتجعل من المراهقة أكثر تحديًّا، ويمكن أن تصيب المراهقين بالملل والقلق والاكتئاب واللامبالاة.
ولذلك يتطلب الأمر التعرف على النمط وتغييره، وبالطبع عندما تحدث مخالفات قواعد الأسرة، يجب أن تكون هناك عواقب، لكن مع مراعاة العمل النفسي ومساعدة المراهق في تشكيل هوية منفصلة عن الوالدين، وكذلك إدراك الآباء واحترامهم للشاب الناشئ، فيجب ألا يعتقد الآباء أن لديهم رؤية أفضل لمراهقهم، فهذه العقلية تقود الآباء والمراهقين إلى بناء أساسًا للزعزعة والصراع.
وعمومًا خلال السنوات التي تسبق سن المراهقة، يشغل الآباء الأدوار التي تسمح لهم بسلطة أكبر على أطفالهم، وفي كثير من الأحيان فإن هذه السلطة تكون كافية لجعل الأطفال يمتثلون لمطالب أو اقتراحات بسيطة، لكن في وقت ما خلال المدرسة المتوسطة والثانوية من الطبيعي أن يطور الأطفال هوياتهم الخاصة، واكتساب الإحساس بالاختيار والسيطرة على حياتهم الخاصة هو جزء من هذه العملية، وفي هذا الصراع على السلطة بين الوالدين والمراهقين لا يوجد فائزون أبدًا.
فالابن إما يعمل كطفل مطيع ويفعل فروضه المنزلية أو يمارس حسه النامي في ضبط النفس ويرفض أو يؤخر الامتثال؛ حيث يعطيه دماغه المراهق دفعة طبيعية نحو الإنكار، بينما يكون الأب أو الأم ربما غير مدركين لتأثيرهما المتغير في حياة ابنهما أو دورهما الطبيعي في مرحلة المراهقة، ولذلك يزداد الإحباط، ويتساءل الآباء: أين الخطأ؟
ولعل البديل هنا عن طرح مثل هذا السؤال هو تطوير علاقة التواصل مع ابنك المراهق، ويجب أن يشعر الشباب في هذه المرحلة بأنهم مسموعون ومفهومون، وأن يعرفوا أن الآباء يؤيدونهم، وليسوا مجرد أوصياء، وبالنسبة للآباء فهذا يعني التخلي عن فكرة الإشراف على كل شيء، وتعلم احترام إحساس المراهق الناشئ بمرحلته الجديدة، لكن من أين تبدأ؟
يعتقد الخبراء أن الأمر مرتبط بخمس مراحل: