أدَّى ظهور مزيدٍ من العيوب الفنية في طائرات «بوينج» الأوسع انتشارًا في العالم، إلى هبوط سريع في سهم الشركة الأمريكية بأكثر من 1% خلال تداولات الجمعة في "وول ستريت".
ويأتي الكشف عن عيوب جديدة بعد أيام قليلة من اكتشاف عيوب مماثلة مما يتوقع أن يؤدي إلى إدخال الشركة في موجة مشاكل جديدة في الأسواق، وذلك بالتزامن مع العودة التدريجية لسوق الطيران والسفر في أعقاب الإغلاقات المتكررة منذ أكثر من عام بسبب جائحة "كورونا"، والتي تسببت بنكسة كبيرة لقطاع الطيران.
وبحسب "رويترز" أكَّدت مصادر مطلعة أنَّ المهندسين العاملين في "بوينج" اكتشفوا مزيدًا من العيوب الفنية في طائرات من طراز "بوينج 737 ماكس" ما أدى إلى تعطيل العشرات من هذه الطائرات ووقفها عن العمل فورًا.
وسحبت شركات الخطوط الجوية العشرات من طائرات ماكس من الخدمة قبل أسبوع بعد أن حذرت شركة "بوينج" من مشكلة كهربائية في وحدة التحكم في الطاقة الاحتياطية الموجودة في قمرة القيادة في بعض الطائرات التي تمَّ إنتاجها مؤخرًا.
وقالت المصادر، إنَّه منذ ذلك الحين، تم العثور على مشكلات أرضية مشتبه بها في مكانين آخرين على سطح الطائرة.
ويتضمن ذلك رف التخزين، حيث يتم الاحتفاظ بوحدة التحكم المتأثرة ولوحة العدادات التي تواجه الطيارين، بحسب ما أوردت "رويترز" في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت".
والتزمت شركة "بوينج" الصمت ولم تعلق على المشاكل والعيوب المكتشفة، فيما هوى بسهم الشركة في تداولات الجمعة، وهو آخر أيام الأسبوع، ليغلق على خسائر بأكثر من 1.2%.
وقالت تقارير غربية إن الخلل، الذي يؤثّر على حوالي خُمس طائرات ماكس العاملة في السوق العالمي، هو أحدث مشكلة تواجه هذا الطراز من الطائرات وهو الأكثر مبيعًا من إنتاج "بوينج"، ولكنّه لا يتعلق بمشاكل التصميم التي ساهمت في حظر أمان عالمي لمدة 20 شهرًا في أعقاب حادثين كبيرين سابقًا.
ومن المتوقع أن تضع "بوينج" نشرات تنصح شركات الطيران بكيفية إصلاح المشاكل المكتشفة، أو المسارات الكهربائية المصممة للحفاظ على السلامة في حالة حدوث ارتفاع في الجهد.
وفي حين أنَّ معظم المحللين يقولون إنَّ الإصلاح من المتوقع أن يكون مباشرا نسبيًا، لم تتوفر أي تفاصيل على الفور حول توقيت نشرات الإصلاح اللازمة لبدء العمل على حوالي 90 طائرة متأثرة حتى الآن بتعليق العمل والطيران.
وكانت شركة صناعة الطائرات أبلغت شركات الطيران في البداية أنَّ الإصلاح قد يستغرق ساعات أو بضعة أيام لكل طائرة، وفقا لإخطار أرسلته الشركة المنتجة عندما تم الإعلان عن التعليق الجزئي لأول مرة.
وتم إرجاع المشكلة إلى التغيير في طلاء المواد بمجرد استئناف إنتاج 737 ماكس العام الماضي. كما تم تصنيع جميع الطائرات المتضررة تقريبا قبل استئناف تسليم طائرات (MAX) في ديسمبر الماضي، بعد وقت قصير من رفع المنظمين الأمريكيين الحظر على مستوى الأسطول الناجم عن حوادث 2018 و2019.
وقالت "بوينج" إنها تخطط لرفع إنتاجها من طائرات "737 ماكس" تدريجيًا من "معدل منخفض" حالي غير محدد إلى هدف 31 طائرة شهريًا بحلول أوائل عام 2022. وتقدر مصادر الصناعة أنها تنتج حاليًا حوالي أربع طائرات شهريًا، بحسب ما أوردت "رويترز".
اقرأ أيضًا: